لوّحت حكومة الإنقاذ الوطني، التي يترأسها خليفة الغويل، بإطلاق عملية عسكرية تحمل اسم «فجر ليبيا 2» لإنهاء سيطرة حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج. وفي غضون ذلك، احتلت صور بارزة للمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي للمرة الأولى واجهة مقر وبوابة وزارة الخارجية في العاصمة الليبية طرابلس، أمس، وعليها علامة «إكس» باللون الأحمر، وعبارات تصفه بمجرم حرب.
وقال سكان في طرابلس لـ«الشرق الأوسط»: إن ملصقات مناوئة لحفتر انتشرت في مناطق عدة من المدينة بشكل مفاجئ، لكن لم يتضح الجهة التي تقف وراءها. في حين قال صلاح بادي، أبرز قادة غرفة عمليات ميلشيات «فجر ليبيا»: إنه سيقود عملية عسكرية جديدة تحت اسم «الفجر الموعود»، على نحو يعيد إلى الأذهان المعارك العنيفة التي شهدتها العاصمة قبل نحو عامين، وانتهت بسيطرة الميلشيات التابعة لعملية «فجر ليبيا» على كامل المدينة ومطارها الدولي.
وأوضح مسؤول إعلامي بحكومة خليفة الغويل، أن اجتماعا جمعه بمسؤولين استعرض جاهزية الحكومة لمباشرة أعمالها من مقراتها الرسمية بالعاصمة فور انتهاء قوات رئاسة الأركان والحرس الوطني من إنهاء مهامهم بتنفيذ قرار إخلاء المدينة من المظاهر المسلحة، مؤكدا أن الحكومة جاهزة لمباشرة مهامها فور انتهاء عملية «فجر ليبيا 2».
ووقعت اشتباكات متقطعة منذ مساء أول من أمس بين ميليشيات موالية لحكومة الغويل، وأخرى تابعة لحكومة السراج في بعض مناطق العاصمة طرابلس، لكنها توقفت ظهر أمس، وفقا لمصدر أمني في المدينة.
وقال سكان محليون: إن مواجهات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اندلعت في منطقتي صلاح الدين والهضبة جنوب العاصمة، بينما لم ترد أي تقارير عن سقوط ضحايا، في حين أعلن جهاز الأمن الرئاسي، التابع للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، الداعم لحكومة الغويل، أن قواته ستقوم بتعاون مع قوات الحرس الوطني وقوات رئاسة الأركان ومديرية أمن طرابلس بتكليف من نوري أبو سهمين، رئيس برلمان طرابلس باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، بعملية تفعيل للقرار رقم 27 الصادر عام 2013 من أجل إخلاء العاصمة من التشكيلات المسلحة الخارجة عن الشرعية، وتأمين مؤسسات الدولة والمرافق الحيوية كافة.
من جانبه، التقى السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، بالعاصمة مساء أول من أمس، عددا من أعضاء مجلس النواب الداعمين والموقعين على الاتفاق السياسي، حيث جرى وفق بيان أصدره مكتبه تبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطن، واستعراض الصعوبات التي يواجهها الاتفاق السياسي وسبل تذليلها.
وعبر السراج عن استعداده للجلوس مع الأطراف السياسية كافة من أجل تحقيق المصالحة الوطنية والوصول بالبلاد إلى بر الأمان، مؤكدا أن الحوار كفيل بتقريب وجهات النظر والوصول إلى حلول لكل المشكلات التي تعاني منها ليبيا، داعيا إلى تكاتف جهود الجميع في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي تمر بها، وتغليب لغة العقل واعتبار الوطن فوق الجميع.
وكان السراج قد ناقش أيضا في طرابلس مع جايكا كيكوتي، المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا ورئيس تنزانيا السابق، آخر مستجدات الوضع السياسي والجهود الجارية في إطار التسوية السياسية للأزمة الليبية الراهنة، وثمن الدور الفاعل للاتحاد الأفريقي في دعم المصالحة الوطنية الشاملة بين جميع الأطراف لإنجاح العملية السياسية في ليبيا، مؤكدا أن المجلس الرئاسي لحكومته مستمر في مد يد الوفاق لكل الأطراف لتساهم في بناء الوطن، وأنه لا بديل عن التوافق وقبول كل طرف للآخر. من جانبه، أوضح المسؤول الأفريقي أن زيارته تأتي في إطار جولة يقوم بها في عدد من المدن الليبية، ولقاء الأطراف السياسية المختلفة.
وزار جايكا أمس المنطقة الشرقية، حيث التقى رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح في إطار ما وصفته الوكالة الرسمية بأنه تأكيد على حرص الاتحاد الأفريقي على توحيد الجهود الإقليمية والدولية ودول الجوار بالشأن الليبي، بالإضافة إلى الانفراج الملحوظ في الحوار الليبي.
ليبيا: حكومة الغويل تلوح بعملية عسكرية جديدة
ميليشيات طرابلس تتحدى السراج... ولافتات تصور حفتر مجرم حرب
ليبيا: حكومة الغويل تلوح بعملية عسكرية جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة