صوت أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم أمس للتشكيلات الجديدة التي مررها رئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو للجان القضائية حيث صوت نحو 98 في المائة من الأعضاء بالموافقة على التشكيلات القضائية حيث اختير الغاني جوستيك يابوه رئيسا للجنة الانضباط وعضوية نائبه الباراغواياني أليخاندرو بيرا والأسترالي جو سترايت والسعودي ياسر المسحل والسنغافوري ليما كيا تونغ والبتسواني ماكلاين والتوغولي جوي أكوبوفي والتونسي محمد همامي والنمساوي توماس هولرر والآيسلندي جوني بيرجسون والأوكراني أندريا بافليكو وأعضاء آخرين من أميركا الشمالية واللاتينية.
وضمت لجنة الاستئناف القطري سلمان الأنصاري والغوامي رانديل كونليف وأعضاء آخرين من قارات مختلفة فيما يرأس اللجنة السويدي توماس بودستروم، فيما عين رئيسا لغرفة التحقيق المنبثقة عن لجنة الأخلاق والقيم الكولومبية ماريا كلاوديا روجاس، فيما عين لغرفة التحكيم المنبثقة عن اللجنة ذاتها اليوناني فاسيلوس سكوريس، وبدا العضو الإماراتي محمد الكمالي أهم أعضائها.
وشهد كونغرس الفيفا إثارة وجدلا كبيرين صباح أمس إذ دافع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جاني إنفانتينو في افتتاح الكونغرس في المنامة، عن أدائه على رأس الهيئة الكروية التي عصفت بها فضائح الفساد، رافضا أي حديث عن ديكتاتوريته وسعيه إلى تثبيت نفوذه.
وانتخب السويسري على رأس الفيفا في فبراير (شباط) 2016، في أعقاب أكبر فضيحة فساد في تاريخ الهيئة الكروية ذات القدرة المالية الضخمة، أدت إلى الإطاحة برؤوس كبيرة أبرزها سلفه ومواطنه جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي، الفرنسي ميشال بلاتيني.
وتولى إنفانتينو الرئاسة على خلفية تعهدات بمكافحة الفساد وتغيير أسلوب قيادة الفيفا، إلا أن بعض الخطوات التي أقدم عليها بشكل مباشر أو غير مباشر، وآخرها هذا الأسبوع، قرار مجلس الفيفا استبعاد مسؤولين بارزين اثنين في لجنة الأخلاق كانا مسؤولين عن خطوات عدة لمكافحة الفساد، ألقت بظلال من الشك حول أسلوب إدارته. إلا أن إنفانتينو (47 عاما) بدا حازما في خطابه الشامل في افتتاح الجمعية العمومية (كونغرس) السابعة والستين للاتحاد في المنامة.
وقال إن الفيفا «الجديد (هو) ديمقراطي وليس ديكتاتوريا»، مؤكدا «نحن نعيد تكوين الفيفا بعد كل الذي أصابه»، في إشارة إلى فضائح الفساد التي بدأت بالظهور منذ عام 2015.
وتابع: «فيفا تغير، ونحن أناس جدد سندع لأفعالنا أن تتكلم عنا وليس أقوالنا»، منتقدا ما سماه «الأخبار الكاذبة» حول الاتحاد الدولي.
وأضاف: «للأسف الحقيقة ليست دائما هي الحقيقة، إلا أنها ما يعتقد الناس أنه حقيقي... الأخبار الكاذبة، الحقائق البديلة... هذه مفردات لم تكن موجودة حتى وقت قريب، إلا أنها أصبحت موضة».
وبحسب متابعين لعالم كرة القدم وقريبين من الاتحاد الدولي، يدخل إنفانتينو الجمعية العمومية الحالية وهو يضع نصب عينيه تثبيت نفوذه في عالم كرة القدم بعد حكم لنحو عقدين لسلفه بلاتر، وإطلاق عجلة حملة إعادة انتخابه على رأس الاتحاد في 2019.
ويبدو إنفانتينو في خضم حملة ناجحة لإعادة رسم النفوذ، مع تغييرات في رئاسات الاتحادات القارية الكبرى التي باتت تضم وجوها حليفة له، مثل رئيس الاتحاد الأوروبي ألكسندر تشيفيرين، ورئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد الذي أنهى في مارس (آذار)، هيمنة الكاميروني عيسى حياتو على الكرة الأفريقية لـ29 عاما.
وتعتبر مصادر متابعة لعمل إنفانتينو في الاتحاد الأوروبي (يويفا) حيث تولى منصب الأمين العام، أنه أداره «بطريقة مستبدة جدا»، وأنه يعمل على إحاطة نفسه بمسؤولين أوفياء له لتثبيت حكمه في الفيفا.
وبدا رئيس الاتحاد الدولي حازما في سعيه إلى إظهار قدرته على تغيير الفيفا وتلميع صورته، وهو الذي يرفع شعار «إعادة كرة القدم إلى الفيفا وإعادة الفيفا إلى كرة القدم».
وتطرق إلى المبالغ المالية الضخمة التي كان المسؤولون السابقون، وفي مقدمهم بلاتر، يحصلون عليها. فعلى سبيل المثال، أورد الاتحاد في يونيو (حزيران) 2016 أن بلاتر والأمين العام والمسؤول المالي السابقين، جيروم فالك وماركوس كاتنر، تقاسموا 80 مليون دولار بهدف «الثراء الشخصي» على مدى خمسة أعوام.
وقال إنفانتينو: «بعد الآن، كل من يريد الثراء من كرة القدم من الموجودين في هذه القاعة، فليتركوا كرة القدم فورا»، موجها الانتقاد أيضا إلى «الخبراء الذين نالوا مبالغ مالية ضخمة لتطوير الفيفا».
وسأل: «ماذا فعلوا؟ بكل بساطة وضعوا نظاما غير قابل للتطبيق». ورفض: «تلقي دروس من أشخاص فشلوا في حماية كرة القدم والفيفا».
وبدت هذه التصريحات تلميحا إلى رئيس غرفة التحقيق في لجنة الأخلاق السويسري كورنل بوربيلي ورئيس الغرفة القضائية الألماني هانس - يواكيم إيكرت، اللذين أوصى مجلس الفيفا (اللجنة التنفيذية سابقا) إثر اجتماعه الثلاثاء، باستبدالهما وعدم تجديد ولايتهما.
وشدد إنفانتينو على أن الفيفا «لم يستبعد أحدا. ما حصل هو انتهاء ولاية»، معتبرا الجدل حول الخطوة «زوبعة في فنجان».
ورفعت هذه التوصية إلى الجمعية العمومية التي أقرتها بغالبية 97 في المائة. وعليه، انتخب اليوناني فاسيليوس سكوريس خلفا لإيكرت، والكولومبية ماريا كلوديا روخاس خلفا لبوربيلي.
وكان بوربيلي وإيكرت اللذان أتم كل منهما ولاية من أربع سنوات، الدافعين الأساسيين خلف التحقيقات في فضائح الفساد، والعقوبات التي نتجت عنها، لا سيما إيقاف بلاتر وبلاتيني.
إلا أن مصادر مقربة من الاتحاد ترجح أن أحد أسباب عدم التجديد لإيكرت وبوربيلي، هو العلاقة المتوترة التي جمعت بين إنفانتينو ولجنة الأخلاق التي فتحت تحقيقا بشأن بعض ممارسات السويسري.
وقال بوربيلي، مساء أول من أمس الأربعاء، إن الخطوة تشكل «تراجعا في مكافحة الفساد»، وإن القرار «يسير عكس الحوكمة الجيدة».
وأضاف: «الاستبعاد يعني أمرا وحيدا هو انتهاء عملية الإصلاح... لجنة الأخلاق هي المؤسسة المفتاح لإصلاحات الفيفا».
واعتبر أن أداء اللجنة بقيادته وإيكرت كان من شأنه «إعادة بعض الثقة للفيفا... لجنة الأخلاق كانت النموذج لكل عالم الرياضة».
كما أقرت الجمعية الخميس توصية إرجاء الحسم في قضية أندية المستوطنات الإسرائيلية الستة التي تلعب في الضفة الغربية المحتلة وصوتت الجمعية بغالبية 73 في المائة لصالح إرجاء قرار الاتحاد حتى مارس 2018، إلا أن إنفانتينو أشار إلى أن القرار سيتم اتخاذه قبل ذلك التاريخ، والأرجح بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وشهد الكونغرس جدلا كبيرا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا سيما بين جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وعوفر رئيس الاتحاد الإسرائيلي، اللذين تبادلا الاتهامات بشأن قضية المستوطنات، فيما انسحب السعوديون ومعهم بعض الاتحادات العربية مثل سوريا وإيران حينما اعتلى رئيس الاتحاد الإسرائيلي منصة قاعة الكونغرس للرد على جبريل الرجوب وذلك في رسالة غضب واحتجاج ضده.
وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اختيار البلد الذي سيستضيف مونديال 2026، أول بطولة كأس عالم تضم 48
منتخبا، العام المقبل بدلا من انتخابها في ميعادها المخطط سابقا في 2020.
ووافق كونغرس الفيفا على مقترح المجلس بإجراء التصويت في العام المقبل بالكونغرس الذي سيقام في موسكو قبل كأس العالم الذي يقام في روسيا.
وقدمت كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأميركية ملفا مشتركا لتنظيم المونديال، وكانت تهدف في الأصل إلى إجراءات سريعة لإجراء انتخابات أمس الخميس، وإثبات قدرتها على تلبية المتطلبات التقنية في مرحلة لاحقة.
ولكن منح المرشحين المحتملين ثلاثة أشهر لإبداء رغبتهم في الدخول في الانتخابات في ،2018 ولكن بما أن قارتي أوروبا وآسيا ليستا مؤهلتين لتنظيم البطولة حيث ينظمان مونديالي 2018 (روسيا) و2022 (قطر)، فيرجح ألا يكون هناك مرشحان آخران.
وأقر الكونغرس إيقاف عضوية كل من الكويت وغواتيمالا، وذلك بأغلبية ساحقة خلال التصويت، ومن بين 209 اتحادات أهلية أعضاء في الفيفا، كشف ممثلو 197 اتحادا عن موافقتهم على إقرار الإيقاف مقابل معارضة ثمانية اتحادات فقط لتبلغ نسبة الموافقة على التصويت 96 في المائة فيما ارتفعت النسبة إلى 99 في المائة في التصويت على إيقاف غواتيمالا المفروض منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2016.
من ناحيته، انتقد رينهارد غريندل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم الطريقة التي تعامل بها الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في تعيين رؤساء اللجان المهمة بالاتحاد، ومن بينها لجنة القيم.
وقال غريندل عقب كونغرس (فيفا)، الذي شهد الموافقة على تعيين الكولومبية ماريا كلاوديا روخاس واليوناني فاسيليوس سكوريس رئيسين للجنة القيم، إن قائمة المرشحين كان ينبغي أن تكون متوفرة قبل اجتماع المجلس يوم الثلاثاء الماضي، الذي شهد تقديم الاقتراح.
وقال جريندل، الذي تحدث في حق رئيسي اللجنة السابقين هانز يواخيم إيكرت وكورنيل بوبيلي: «أريد أن أوضح الأمور، كنت أتمنى مزيدا من إجراءات الشفافية فيما يتعلق بالتعيينات الجديدة للجان - القيم والحوكمة والانضباط».
وأضاف: «رأيتها فقط (القائمة) وقت اتخاذ القرار في المجلس. بالطبع هذه ليست الطريقة التي ينبغي أن نتبعها في المستقبل فيما يتعلق بمثل هذه القرارات الحساسة».
إنفانتينو يحكم سيطرته على «فيفا»... والسعودي المسحل عضواً «انضباطياً»
انسحاب الوفد السعودي أثناء كلمة رئيس الاتحاد الإسرائيلي... واستمرار إيقاف الكويت
إنفانتينو يحكم سيطرته على «فيفا»... والسعودي المسحل عضواً «انضباطياً»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة