لبنان: مباحثات الحريري تؤسس للتوافق على القانون «النسبي»

لبنان: مباحثات الحريري تؤسس للتوافق على القانون «النسبي»
TT

لبنان: مباحثات الحريري تؤسس للتوافق على القانون «النسبي»

لبنان: مباحثات الحريري تؤسس للتوافق على القانون «النسبي»

نجح رئيس الحكومة سعد الحريري، على ما يبدو، في وضع حجر الأساس للتوافق على قانون للانتخابات يعتمد على النسبية، وذلك بانتظار ما سينتجه البحث في تفاصيل توزيع الدوائر التي كانت محور اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة البحث في القانون مساء أمس. وقبل أسبوع من موعد جلسة النواب المحدّدة في 15 مايو (أيار) الحالي، عوّل أكثر من مصدر على إمكانية التوافق على القانون النسبي بعدما كان «التيار الوطني الحر» أكثر الرافضين له، بعكس حليفه «حزب الله»». وبدا لافتا يوم أمس، موقف رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي لم يرفض «النسبية» بشكل كامل إنما طالب بضرورة ضبطها، وقال: «موقفنا من قانون الانتخاب ليس طائفيا بل نحاول أن نرد أكبر عدد من الحقوق إلى أصحابها».
وفي حين أوضحت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» أن تأكيد عون على «الضوابط» في القانون النسبي يعني توزيع الدوائر لحفظ حقوق كل الأطراف والطوائف والمذاهب»، استبعدت أن يكون قانون الانتخاب على جدول أعمال جلسة الحكومة اليوم، وقالت: «الأمر يحتاج إلى بعض الوقت وكل الأمور متوقفة على نتائج مباحثات اللجنة الوزارية».
عون قال أمس أمام زواره: «قانون الانتخاب المزمع التوافق حوله، هدفه أن يصل الجميع إلى حقوقهم، لا الكسب على حساب الآخر». وفي نبرة اتهام لبعض القوى عدّد «ثلاثة أسباب حالت دون اعتماد أحد المشاريع الانتخابية المطروحة، وهي أن كل من هيمن على طائفته لا يريد للأقلية فيها أن تتمثل ولا أن تكون هناك كتلة معارضة شعبية مكشوفة، والبعض يخاف من تغيير موازين القوى، وكل طرف يريد تناتش بضعة نواب من عند جاره».
وأضاف: «لأن المسيحي هو جار الكل، وقعت المشكلة، لأننا نحاول أن نرد أكبر عدد من الحقوق لأصحابها. هذا الموضوع أثرناه وقلنا إنه ليس بموضوع طائفي، بل هدفه تحقيق العدالة والمساواة. يريدون اليوم قانونا على أساس النسبية، لكن من دون ضوابط، نحن نطالب بإيجادها ومنها التأهيل لوصول الأكفاء الذين يمثلون طوائفهم، ومنفتحون على أي طرح يحقق فعلا هذه الأهداف».
من ناحية أخرى، كانت «النسبية» محور بحث بين عون والحريري صباح أمس، وقال رئيس الحكومة بعد اللقاء: «لا أحد يريد الفراغ، وعلى من لا يريده أن يبني على الإيجابيات للوصول إلى القانون الجديد». وتمنى على الجميع «وضع السلبيات جانبا لنصل إلى الإيجابيات»، مؤكدا «الطرح الوحيد لدي هو بلوغ الحل، وسأعتبر حكومتي فشلت إذا لم نستطع الوصول إلى قانون». وأضاف الحريري: «ضعوا القانون الذي تريدونه وأنا أسير به»، مشيرا إلى أن «مبدأ التصويت في مجلس الوزراء معروف، وهذا أمر يجب أن يحصل، لكن بموضوع كهذا نحن نعمل حتى آخر دقيقة كي نصل إلى توافق ما حول القانون».
من جهته، عبّر النائب في اللقاء الديمقراطي غازي العريضي عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى قانون جديد، قائلا: «نحن في المرحلة النهائية أو الشوط الأخير للوصول إلى تفاهم حول قانون الانتخاب، على الرغم من دقة المرحلة والتعقيدات والتهويل والكلام العالي النبرة والمناورات والتكتيكات وكل محاولات الضغط لإقرار أفكار ومشاريع معينة». وتابع: «كل الأفرقاء حسموا بشكل كامل ألا فراغ ولا تمديد»، موضحا: «إذا كانت النيات صادقة، نذهب إلى اتفاق على قانون جديد قائم على النسبية في الدوائر الوسطى».
ونقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر سياسية معنية قولها إن التركيز بات على البحث في القانون النسبي وفق طرحين، موضحة: «نسبية كاملة مع إنشاء مجلس شيوخ أو نسبية كاملة بعد الاتفاق على عدد الدوائر». وأكدت أن «النقاشات إيجابية والكل يبدي مرونة تجاه الطروحات التي تبحث على طاولة اللجنة الوزارية لجوجلة ما تبقى من الصيغ في سوق القوانين الانتخابية». وشددت على أن الجو التفاؤلي حقيقي وليس مصطنعا، وإمكانية الوصول إلى قانون انتخاب باتت فرصة متاحة، فالاتصالات قائمة والجميع يبحث عن مساحة مشتركة بما يبعث على الاطمئنان.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.