رئيس الاتحاد الآسيوي: استقالة الفهد من «فيفا» جاءت برغبته

قال إن غياب العرب عن انتخابات الاتحاد الدولي الأخيرة تتحمله الاتحادات

الشيخ سلمان آل خليفة («الشرق الأوسط»)
الشيخ سلمان آل خليفة («الشرق الأوسط»)
TT

رئيس الاتحاد الآسيوي: استقالة الفهد من «فيفا» جاءت برغبته

الشيخ سلمان آل خليفة («الشرق الأوسط»)
الشيخ سلمان آل خليفة («الشرق الأوسط»)

أكد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن استقالة الشيخ أحمد الفهد، عضو مجلس الاتحاد الدولي للعبة وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، من مناصبه الكروية جاءت برغبته.
وأوضح في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية أن الشيخ أحمد الفهد خدم الكرة الدولية والآسيوية بشكل مميز، مضيفاً: «هذا قرار شخصي من الشيخ أحمد، ولا نستطيع الآن التعليق بأكثر من ذلك».
وكان الفهد قد استقال من منصبه بـ«الفيفا» بعد مزاعم تورطه بفضيحة رشوة.
وأضاف: «الأحداث الجارية تطلبت وحدة آسيوية في القرار والتكامل في الرؤية وهذا ما تم بالفعل، لقد تم تأجيل انتخابات أعضاء مجلس (فيفا) بعد تصويت أعضاء الجمعية العمومية في الاجتماع السابق بالهند نتيجة الشعور بوجوب فعل ذلك، وفي انتخابات أول من أمس لم يكن هناك مبرر لطرح التأجيل وتمت الانتخابات، ولذلك أنا سعيد بتلك الوحدة والشفافية والتكامل بين الاتحادات الأعضاء بالاتحاد الآسيوي وموقفنا دائماً مع النظام وتطبيقه بعدالة على الجميع».
وحول عدم وجود ممثل عربي آسيوي في مجلس «فيفا» باستثنائه كنائب للرئيس بحكم منصبه كرئيس للاتحاد الآسيوي، قال: «تم فتح باب الترشح والتنافس بكل شفافية للجميع، ولم يتقدم سوى الشيخ أحمد الفهد من عرب آسيا، وهذا الأمر ليس من اختصاصنا بل حق أصيل للاتحادات الوطنية العربية التي لم تقدم مرشحيها، ولذلك الأمر واضح جداً في هذه النقطة من التساؤلات، وعموما هناك انتخابات قادمة بعد عامين والمجال سيكون مفتوحا للجميع».
وطالب بتطبيق لوائح النظام الأساسي للفيفا فيما يخص مشكلة الكرة الفلسطينية، حيث قال: «التزامنا كاتحاد آسيوي، رغم التعقيدات السياسية والرياضية، التي تواجه الملف الفلسطيني واضح وظاهر للعيان، فنحن مع تطبيق اللوائح الدولية تماما، وهناك لجنة خاصة بهذا الملف ستقدم نتائجها لمجلس فيفا، وسندعم وبقوة إيجاد حل نهائي لهذا الملف».
وجدد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة دعم الاتحاد الآسيوي لرفع الحظر الدولي المفروض على إقامة المباريات الدولية في العراق. وأشار رئيس الاتحاد الآسيوي إلى أن القرار المرتقب للاتحاد الدولي بالموافقة على إقامة المباريات الدولية الودية في الملاعب العراقية يعتبر خطوة مهمة على طريق التوصل إلى رفع شامل للحظر الدولي.
وقال رئيس الاتحاد الآسيوي: «إقامة مباراتي الزوراء والقوة الجوية على الملاعب العراقية تشكل محطة مهمة، لتأكيد قدرة العراق على تنظيم واستضافة المباريات الدولية بكفاءة عالية، ونحن على ثقة بأن تلك الخطوة سيكون لها إبعاد إيجابية على مستقبل اللعبة».
وفيما يخص ملف إيقاف الكرة الكويتية دوليا أكد أن الاتحاد القاري حريص تماما على أن تأخذ الاتحادات الوطنية وضعها الطبيعي في إدارة منظومتها الكروية، وأن تتاح الفرصة أمامها للتواجد في المحافل الكروية القارية والدولية.
وأضاف: «الاتحاد الآسيوي يتابع الجهود المبذولة من أجل إيجاد حل لمسألة الإيقاف الدولي المفروض على الاتحاد الكويتي لكرة القدم، ونحن ندعم كل جهد من شأنه التوصل إلى حل يكفل رفع الإيقاف، من خلال معالجة مسبباته بصورة جذرية تؤدي إلى عودة الكويت إلى الأسرة الكروية الدولية».
وأعرب عن أمله بأن تثمر الاتصالات الجارية بين الاتحاد الدولي لكرة القدم والجانب الكويتي، عن التوصل إلى تفاهم مشترك حول مختلف القضايا الخلافية، وتنفيذ المتطلبات الدولية في هذا الخصوص.
إلى ذلك، قام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بتعزيز شراكته مع اتحاد شمال ووسط أميركا ومنطقة الكاريبي لكرة القدم (كونكاكاف)، بعدما وقع الشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي وفيكتور مونتاغلياني رئيس اتحاد كونكاكاف مذكرة تفاهم بين الاتحادين القاريين، أمس الثلاثاء في العاصمة البحرينية المنامة.
وحضر توقيع مذكرة التفاهم أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومجلس اتحاد كونكاكاف لكرة القدم، علماً بأن مذكرة التفاهم الأولى بين الطرفين كانت وقعت عام 2015.
وتتضمن مذكرة التفاهم الجديدة تأسيس إطار عمل لتعزيز التعاون بين الاتحادين القاريين، وتعزيز تبادل المعرفة والخبرات من أجل تطوير كرة القدم.
وقال آل خليفة: «الاتحاد الآسيوي يؤمن بتعزيز الشراكة مع الاتحادات القارية الشقيقة، واليوم نحن نعزز الشراكة القائمة مع اتحاد كونكاكاف».
وأضاف: «الاتحادات القارية تواجه التحديات ذاتها، ولكن الأهم أننا نمتلك الطموحات نفسها في تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً للعبتنا الرائعة، ونحن نؤمن بأنه من خلال الوحدة التي تجمع فيما بين الاتحادات القارية فإن قوتها ستزداد، وهذه الاتفاقية ستعزز فرص تبادل الخبرات والمعارف، وتنسيق المواقف، بما يخدم تطلعاتنا المشتركة للارتقاء بمختلف أركان المنظومة الكروية».
من جهته قال فيكتور مونتاغلياني رئيس اتحاد كونكاكاف لكرة القدم: «نحن نفتخر بتوسيع التعاون مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. مذكرة التفاهم هذه تمثل خطوة مهمة من أجل تحقيق رؤية منطقة كونكاكاف واحدة؛ من أجل تطوير اللعبة، وهذه الاتفاقية تمهد الطريق من أجل تمكين اتحاداتنا الوطنية على المضي قدما في النهوض بمخرجات اللعبة».
ومن خلال مذكرة التفاهم، سيركز الاتحاد الآسيوي واتحاد الكونكاكاف على جهود استكشاف فرص المسابقات المشتركة بين المنطقتين، كما ستهيئ مذكرة التفاهم الفرصة لتبادل الخبرات الفنية والإدارية في عدة جوانب، من ضمنها الحوكمة الجيدة والإدارة والتطوير والمسابقات والتحكيم والتسويق والاتصال والنزاهة والتكنولوجيا والمسؤولية الاجتماعية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».