ديوكوفيتش يلجأ إلى «الخيار الصادم» لوضع حد لتراجع مستواه

نجم التنس الصربي تخلى عن طاقمه الفني الذي ساعده في الفوز بـ12 بطولة كبرى

ديوكوفيتش قرر الانفصال عن مدربه فيدا (أ.ف.ب)  -  انهيار مستوى ديوكوفيتش لغز يحير متابعيه (أ.ف.ب)
ديوكوفيتش قرر الانفصال عن مدربه فيدا (أ.ف.ب) - انهيار مستوى ديوكوفيتش لغز يحير متابعيه (أ.ف.ب)
TT

ديوكوفيتش يلجأ إلى «الخيار الصادم» لوضع حد لتراجع مستواه

ديوكوفيتش قرر الانفصال عن مدربه فيدا (أ.ف.ب)  -  انهيار مستوى ديوكوفيتش لغز يحير متابعيه (أ.ف.ب)
ديوكوفيتش قرر الانفصال عن مدربه فيدا (أ.ف.ب) - انهيار مستوى ديوكوفيتش لغز يحير متابعيه (أ.ف.ب)

سوف يكون المشهد سرياليا للغاية عندما يبدأ لاعب التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش الدفاع عن لقبه في بطولة مدريد هذا الأسبوع وينظر حوله فلا يجد أحدا من أفراد طاقمه الفني وأصدقائه المقربين. كان المصنف الثاني على العالم في لعبة التنس والذي يواجه تراجعا كبيرا في مستواه قد وصف إقالته لطاقمه الفني يوم الجمعة الماضية بأنه «علاج بالصدمة». ويبدو أن القرار له جانب نفسي ويعكس قدرا كبيرا من اليأس والإحباط.
وبغض النظر عما يقال في وسائل الإعلام بشأن وجود اتفاق متبادل بين الطرفين، فقد تخلى اللاعب الصربي عن أصدقاء مقربين، وليس مجرد موظفين، كانوا موجودين معه أغلب الوقت على مدى العشر سنوات الماضية وكانوا يعملون كوحدة متماسكة. كان مدرب ديوكوفيتش الذي رحل من منصبه، ماريان فيدا، يعمل إلى جانب اللاعب الصربي منذ عام 2006 قبل أن يفوز بأول بطولة من الاثنتي عشرة غراند سلام الكبرى التي فاز بها، كما كان مدرب اللياقة البدنية جيبهارد غريتش يعمل معه منذ «ثماني سنوات حتى يوم الجمعة»، كما قال في وقت لاحق، علاوة على أن اختصاصي العلاج الطبيعي، ميلان أمانوفيتش، كان جزءا من هذه الدائرة المقربة لفترة طويلة وكان يعمل في صمت، ونادرا ما يظهر في وسائل الإعلام. وقد تجمع آخرون حوله في المباريات الكبيرة، لكنه تخلى عن الجميع.
ويقول ديوكوفيتش: «أشعر ببداية فصل جديد في حياتي. مسيرتي دائما كانت في طريق تصاعدي، وفي هذا الوقت اختبر مسارا مختلفا. أريد أن أجد طريقة للعودة للقمة وأن أعود بقوة وأكثر مرونة».
وفي الحقيقة، ينفصل لاعبو التنس عن المدربين بشكل اعتيادي طوال الوقت. ورغم أن البريطاني أندي موراي يعمل في وفاق منذ عام مع إيفان ليندل، فإنه سبق وأن استغنى عن ستة مدربين في قرارات قاسية تعودنا عليها في تلك اللعبة. وحتى روجر فيدرر الذي يتميز دائما بهدوئه الشديد قد ظل لبضع سنوات مع ستيفان إدبيرغ، مثله الأعلى، قبل أن يرحل المدرب السويدي بهدوء خارج الصورة بنهاية عام 2015.
لكن الأمر يبدو مختلفا تماما عندما لا يكون فيدا وغريتش وأمانوفيتش مع ديوكوفيتش في مدريد ضد أي من اللاعبين الإسبانيين صاحبي الخبرة تومي روبريدو أو نيكولاس ألماغرو. وسوف ينظر أي خصم إلى ديوكوفيتش على أنه سهل المنال، إذ إنه بات في موقف ضعف لم يعتد أن يكون فيه لفترة طويلة.
وبات السؤال المطروح الآن هو: من هو المدرب الذي سيخلف فيدا في تدريب ديوكوفيتش، الذي سبق وأن استعان بخدمات المدرب النجم السابق الألماني بوريس بيكر لمدة ثلاث سنوات، وقد يفعل شيئا مماثلا مرة أخرى؟ وسيكون هناك عدد كبير من المرشحين لهذه المهمة بكل تأكيد. وعندما غادر بيكر، كان يُعتقد أن ديوكوفيتش سيعتمد على طاقم فني محلي مرة أخرى، وبالفعل فعل ذلك في النهاية.
في الواقع، لم يكن رحيل فيدا مفاجئا، حيث كان قد مل وتعب منذ فترة طويلة من السفر وقلل التزاماته في الخارج خلال فترة بيكر التي استمرت ثلاث سنوات، ولذا كان الانفصال قد بدأ بالفعل. وكانت الدلائل الأولى على حدوث تغيير أكبر قد ظهرت منذ عام مضى، وإن كانت غير محسوسة تقريبا.
وفي خضم ذلك، ظهر بيبي إيماز، وهو لاعب سابق من إسبانيا، يعمل في الإعداد الذهني عن طريق «التأمل». واستحوذ إيماز على عناوين الصحف عندما وصل للعمل مع ديوكوفيتش بشعره الطويل بينما كان يرتدي جلبابا فضفاضا. لم يحب ديوكوفيتش أن يوصف إيماز بأنه «معلم ديني»، لكن ظهور اللاعب الصربي في مقطع فيديو يتحدث لمدة ساعة كاملة خلال إحدى جلسات إيماز لن يساعد في محو هذه الفكرة بكل تأكيد.
ولا نعرف ما إذا كان ذلك من قبيل الصدفة أم لا، لكن إيماز قد انضم إلى فريق ديوكوفيتش في الوقت الذي كان يعاني فيه المصنف الأول على العالم مما وصفه بعد ذلك بأنه أمور شخصية. وبغض النظر عما كان يثير قلق ديوكوفيتش، فقد ألقى ذلك بظلاله على مستواه داخل الملعب، والذي تأثر أيضاً نتيجة إصابته في المرفق. وفي دورة الألعاب الأولمبية في ريو بالبرازيل، خسر ديوكوفيتش في الدور الأول من الأرجنتيني خوان مارتن ديل بوترو، رغم أنه لم يكن هناك أدنى شك في رغبة اللاعب الصربي في أن يلعب بشكل قوي من أجل بلاده.
وفي بطولة باريس للأساتذة، انهار اللاعب الصربي ليمنح موراي صدارة التصنيف العالمي ويتراجع في مشهد لم نعهده من قبل. وكانت علاقة ديوكوفيتش بالنقاد البريطانيين في لعبة التنس جيدة دائما، لكنها تدهورت لبعض الوقت، وبلغت ذروتها بعد الدخول في مشاحنات لفظية مع كاتب صحافي بعد خسارته أمام موراي في نهائيات الجولة العالمية لرابطة محترفي التنس في لندن. وانتقلت تلك المناوشات إلى وسائل التواصل الاجتماعي وانضم إليها الآلاف من محبي اللاعب الصربي.
لم يكن الموسم الجديد أفضل حالا، إذ خسر ديوكوفيتش أمام دينيس أستومين في الأسبوع الأول من بطولة أستراليا المفتوحة، قبل أن يخسر موراي أمام ميشا زفيريف، وهو ما فتح الباب أمام عودة فيدرر المذهلة بعد ستة أشهر من التوقف للإصابة. ولم ينجح اللاعب الذي صعد لصدارة التصنيف العالمي ولا اللاعب الذي كان يحتل في الماضي صدارة التصنيف في العودة إلى مكانتهما المعتادة منذ ذلك الحين - وهو الأمر الذي يبدو أنه قد ترك آثاره السلبية على ديوكوفيتش ربما أكثر من موراي.
وعندما خسر ديوكوفيتش أربع مجموعات على التوالي ضد نيك كيرجيوس هذا العام، نما القلق حول مستوى النجم الصربي بصورة كبيرة، حيث لم يسبق وأن تعرض للهزيمة بهذه الشكل.
وفى بيان تم إعداده بعناية كبيرة على صفحته على «فيسبوك» بعد ظهر الجمعة، قال ديوكوفيتش: «أريد أن أجد وسيلة للعودة إلى القمة أقوى وأكثر مرونة القرار المفاجئة جاءت بحثا عن شرارة الفوز في الملعب مجددا».
وقبل سقوطه المدوي في زيارته الثانية لباريس العام الماضي، كان ديوكوفيتش هو المصنف الأول على العالم لمدة 122 أسبوعا على التوالي. وحتى بعد خسارته أمام ديفيد جوفين في مونتي كارلو الشهر الماضي، كان يقول: «لا أخاف أحدا».
هذا هو ديوكوفيتش الذي تحتاج اللعبة لأن يستعيد كامل لياقته ومستواه. لقد كان لاعبا رائعا للغاية، وسيكون كذلك بالتأكيد مرة أخرى، ربما عندما يعود إلى رولان غاروس كبطل الشهر المقبل. لكن الأمر لن يكون سهلا كما كان في الماضي. في الواقع، يخوض اللاعب الصربي معركة شخصية خطيرة فيما يتعلق بإيمانه بذاته وقدراته. لقد طور ديوكوفيتش أداءه ونما موهبته ونجح في سحق منافسيه، لكنه الآن، وللمرة الأولى خلال مسيرته في عالم التنس، سيتعين عليه القيام بذلك بمفرده بعدما أقال طاقمه الفني.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».