«داعش» يدعو أتباعه إلى استخدام المواقع الإلكترونية لاستدراج الرهائن

موغيريني: تطوير تنسيق مكافحة الإرهاب «حديث النشأة» عبر تبادل للمعلومات مع الشركاء

«داعش» يدعو أتباعه إلى استخدام المواقع الإلكترونية لاستدراج الرهائن
TT

«داعش» يدعو أتباعه إلى استخدام المواقع الإلكترونية لاستدراج الرهائن

«داعش» يدعو أتباعه إلى استخدام المواقع الإلكترونية لاستدراج الرهائن

قالت فيديريكا موغيريني منسقة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي إنها لمست «رغبة متزايدة بين الدول الأعضاء لتبادل المعلومات»، في أعقاب الهجمات الإرهابية التي طالت بروكسل وباريس، وقالت: «يجب علينا الآن أن تتخذ خطوة أخرى إلى الأمام، وهي العمل على تطوير تنسيق مكافحة الإرهاب حديث النشأة مع مجموعة من الشركاء، من أجل تبادل المعلومات حول مواضيع مختلفة ذات اهتمام مشترك».
وأضافت المسؤولة الأوروبية: «سوف نفعل المزيد من أجل تبادل المعلومات الداخلية وسنزيد من وتيرة الحوار حول مكافحة الإرهاب بتبادل الممارسات الجيدة مع الشركاء في العالم الذين نتقاسم معهم الاهتمامات ذاتها».
وجاء ذلك في نقاش حول التعاون والشراكات والطريق الأوروبي، جرى على هامش منتدى حالة الاتحاد 2017، تحت عنوان «بناء الشعب الأوروبي»، الذي استضافته فلورنسا الإيطالية، وأضاف موغيريني أنها لا ترى تناقضاً بين المصالح والقيم، وأن تعزيز الحقوق هو أفضل استثمار للأمن، بحسب ما جاء في بيان لمكتب المسؤولة الأوروبية في بروكسل، الذي أشار إلى أن اللقاء تناول أيضاً قضايا السياسة الخارجية وعلاقات الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة، وأطراف أخرى، وحول العلاقات مع واشنطن قالت موغيريني: «إنني أرى واقعاً يتجاوز الرواية ويظل متمسكاً بعلاقات قوية بين الجانبين»، وأشارت إلى التوافق الأوروبي في قضايا متعددة، ومنها على سبيل المثال الملف السوري.
وأضافت أن هناك تحديات وتبايناً في المواقف، في ملفات مثل التغير المناخي والتجارة الحرة، ولكن الفرص لا تزال قائمة لتجاوز الخلافات، لأن الجميع يدرك أن ما بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ليس علاقات تاريخية وثقافية فحسب، بل أيضاً مصالح مشتركة قوية.
من جهة أخرى، دعا تنظيم داعش المتطرف أتباعه إلى استخدام المواقع الإلكترونية المخصصة للبيع والشراء، على غرار «كريغز ليست» و«إيباي»، من أجل استدراج الضحايا وقتلهم. ونشرت مجلة تابعة لـ«داعش» بعض التعليمات التي يلقنها التنظيم لأنصاره والموالين لأفكاره الشاذة، قبل تنفيذ هجماتهم المفترضة. وتشجع المجلة، التي تنشر على الإنترنت بعشر لغات، الإرهابيين على شراء البنادق من المعارض و«خلق مذبحة بعد أخذ الرهائن».
واقترحت، وفق تقرير نشرته صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، «جذب رهائن من خلال إعلانات تُنشَر عبر مواقع البيع والشراء»، وأضافت: «نقترح نشر إعلان على هذه المواقع عبارة عن استوديو للإيجار، لجذب الأشخاص الذين يرغبون في استئجارها، وبعدها سيتم احتجازهم وقتلهم».
وتابعت المجلة الداعشية متوجهة لأنصار التنظيم بالقول: «يمكنكم أيضاً الإشارة في إعلانكم إلى أن الاستوديو مناسب تماماً للطلبة». يُشار إلى أن «داعش»، الذي شن سلسلة هجمات في أوروبا، دأب على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتجنيد، ومشاركة المواد المتطرفة.
يذكر أنه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي «أطلقت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) تحذيرات من وجود خطط لتنظيم داعش لتنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا الغربية في المستقبل القريب»، وقال تقرير صدر عن مقر الوكالة في لاهاي بهولندا، إن «(داعش) ينوي استخدام الأسلوب الذي يستخدمه في منطقة الشرق الأوسط، في الهجمات المخطط لها في أوروبا، وهو أسلوب السيارات المفخخة على غرار ما حدث في سوريا والعراق».
وكان «داعش» وراء هجمات شهدتها باريس وبروكسل ومدن أوروبية أخرى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2015.
وأشار التقرير إلى أن هزائم «داعش» في منطقة الشرق الأوسط وزيادة أعداد المقاتلين العائدين إلى أوروبا ربما يكون لهما دور في تعزيز خطورة شن الهجمات في أوروبا الغربية، وتظل فرنسا دائماً هي الهدف الأرجح، وإن كانت هناك أسماء لدول أخرى قد تواجه خطراً، ومنها ألمانيا وبريطانيا وبلجيكا.
وقال مدير «يوروبول» روب وينرايب إن زيادة عدد الاعتقالات والخطط التي تم إحباطها تمثل إشارة واضحة على نجاح تعزيز التعاون وتبادل المعلومات بين الأجهزة المعنية في أوروبا لتخفيف التهديد، وكانت أجهزة الشرطة الأوروبية اعتقلت 667 شخصاً خلال العام قبل الماضي على خلفية ملفات ذات صلة بالمتطرفين، وحسب تقارير إعلامية، ازداد عدد الهجمات الإرهابية في العالم بنسبة 14 في المائة، في 2016، بالمقارنة مع عام 2015، فيما بلغت هذه الزيادة 175 في المائة بالنسبة للدول الغربية، وفق دراسة أجرتها شركة «إيه أو إن» للتأمين وإدارة المخاطر، ونشرتها قبل أيام.
وسجل العام الماضي 4151 عملاً إرهابياً في العالم، مقابل 3633 عام 2015، بحسب أرقام الشركة التي نشرت خريطتها للمخاطر السياسية والإرهاب والعنف السياسي لعام 2017. وعلى الرغم من هذه الزيادة الكبيرة في عدد الأعمال الإرهابية في الدول الغربية، لفت خبراء الشركة إلى أنها لا تمثل سوى 3 في المائة من العنف الإرهابي في العالم. وتوقعت الخريطة، التي وضعتها الشركة بالتعاون مع خبراء مجموعة «روبيني للاستشارات في الاقتصاد والمخاطر»، زيادة في هذه المخاطر لعام 2017، مع تصنيف 17 دولة في أعلى مستوى خطر.
وللسنة الثانية على التوالي يفوق عدد البلدان التي تم رفعها على سلم المخاطر (19) عدد الدول التي تم تخفيضها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المخاطر السياسية في فرع الشركة الفرنسي لوي بولار قوله إن «السيناريو ليس وردياً لعام 2017»، مضيفاً: «لا نرى فعلاً أسباباً لتحسن الوضع. إن تراكم نتائج المخاطر السياسية والاقتصادية والإرهابية يولد أجواء من الغموض البالغ».
ورأت الشركة في البيان الذي رافق نشر خريطة عام 2017، أنه «من غير المرجَّح أن تتراجع مخاطر العنف السياسي في 2017».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.