القوات العراقية تمهد لفتح ممرات للمحاصرين في غرب الموصل

استعادت 3 قرى في شمال المدينة من «داعش»

أم وأطفالها يبكون بعد نزوحهم من منزلهم في الهرمات شمال الموصل جراء المعارك بين القوات العراقية و«داعش» أمس (أ.ف.ب)
أم وأطفالها يبكون بعد نزوحهم من منزلهم في الهرمات شمال الموصل جراء المعارك بين القوات العراقية و«داعش» أمس (أ.ف.ب)
TT

القوات العراقية تمهد لفتح ممرات للمحاصرين في غرب الموصل

أم وأطفالها يبكون بعد نزوحهم من منزلهم في الهرمات شمال الموصل جراء المعارك بين القوات العراقية و«داعش» أمس (أ.ف.ب)
أم وأطفالها يبكون بعد نزوحهم من منزلهم في الهرمات شمال الموصل جراء المعارك بين القوات العراقية و«داعش» أمس (أ.ف.ب)

أعلن قادة عسكريون، أمس، أن القوات العراقية توغلت في الموصل من جهة الشمال، في اليوم الثاني لهجوم جديد يهدف إلى تسريع وتيرة حملة مستمرة منذ نحو سبعة أشهر لطرد تنظيم داعش.
وأظهرت صور التقطتها طائرة من دون طيار (درون) تابعة للفرقة المدرعة التاسعة، وحلّقت فوق ضاحية مشيرفة بشمال غربي الموصل دفاعات قليلة للمتشددين على عكس أجزاء أخرى من الموصل، حيث تسد العربات والحواجز المضادة للدبابات الشوارع.
وقال العميد الركن وليد خليفة، نائب قائد الفرقة المدرعة التاسعة، لوكالة «رويترز» في حليلة الواقعة غربي مشيرفة «ما واجهناه في خلال هذه العملية محاولة عناصر التنظيم عرقلة القطاعات بالعجلات المفخخة ومفارق تعويق».
وأضاف، أن قوات الفرقة قتلت نحو 30 متشددا ودمرت خمس عربات ملغومة. ولعب الدعم الجوي الأميركي دورا مهما في رصد العربات الملغومة، وفي تجنب الأهداف التي يُحاصر فيها مدنيون. بدوره، قال العميد يحيي رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة: إن المتشددين «لم يكن لديهم الوقت لإقامة حواجز، والتقدم يسير على نحو جيد منذ أمس».
ويهدف موطئ القدم الجديد للقوات العراقية لفتح ممرات هروب لمئات الآلاف من المدنيين المحاصرين وراء خطوط «داعش» وبالتالي مساعدة القوات على التقدم. وتسعى الفرقة المدرعة التاسعة وقوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخليةن إلى الوصول إلى ضفة نهر الفرات من أجل استكمال تطويق المدينة القديمة التي يسيطر عليها «داعش». ومن شأن تقدم هذه القوات أن يعين قوات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية التي تتقدم بشق الأنفس من ناحية الجنوب.
والمتشددون محاصرون الآن في الطرف الشمالي الغربي من الموصل الذي يضم المدينة القديمة وجامع النوري الكبير الذي ترفرف راية التنظيم السوداء على مئذنته المائلة منذ يونيو (حزيران) 2014.
إلى ذلك، قال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، في بيان صحافي أوردته وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»: إن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش العراقي حررت حي مشيرفة الثانية بالكامل ومنطقة الكنيسة ودير ميخائيل في الساحل الأيمن من الموصل وترفع العلم العراقي».
وكان الفريق رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية، قد أعلن في وقت سابق، أمس، أن قوات الشرطة الاتحادية استعادت السيطرة على ثلاث قرى وقتلت 31 من عناصر «داعش» في عمليات تحرير مناطق شمال غربي مدينة الموصل، التي انطلقت أول من أمس في الجانب الأيمن من الموصل، وقال: «قطعات الشرطة الاتحادية في محور شمال غربي الموصل حررت خمسة كيلومترات مربعة، واستعادت السيطرة على ثلاث قرى، وقتلت 23 إرهابيا، وتحاصر منطقة الهرمات، وتقترب مسافة أربعة كيلومترات من مناطق الجسر الخامس». وأضاف: «إن قطعات أخرى في محور جنوب غربي المدينة القديمة استهدفت ما تسمى مقرات السفر والأمنية في منطقة الزنجيلي، وقتلت قياديا في (داعش)».
من جهته، قال اللفتنانت كولونيل جيمس براونينغ، المستشار بالفرقة التاسعة: إن المتشددين حاولوا إبقاء بعض الشوارع مفتوحة بغرض استخدام العربات الملغومة. وأضاف إن متشددي التنظيم كانوا يتوقعون الهجوم على الأرجح «لكنهم لا يستطيعون الدفاع في أي مكان»، مشيرا إلى أن المتشددين كانوا قبل شهرين يطلقون نحو 200 صاروخ أو قذيفة هاون يوميا على القوات العراقية في الموصل، لكن المعدل تراجع في اليومين الأخيرين إلى 30 فقط. وتابع: «عندما تفتح مزيدا من الجبهات يصبح أصعب على (داعش) أن يدافع. هناك قطعا بعض التحديات. وهناك دفاعات قائمة».
وقال رجل خرج من الموصل وهو يحمل ابنه المعاق: إن التنظيم تمركز في منازل بعض المدنيين بمشيرفة.
وأضاف قائلا: «طرقوا باب منزلنا لكننا لم نفتح. وعندما جاء الجيش رفعنا الراية البيضاء». وكان الرجل بين عشرات الأشخاص الذين خرجوا من مشيرفة وقد أطلقوا لحاهم بعد أن أجبرهم التنظيم على ذلك.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.