إقرار تعديل لتعزيز الأمن في الاتحاد الأوروبي يطال تأشيرة {شينغن}

مفوضية بروكسل تأمل إنهاء التشديدات على الحدود الداخلية لأوروبا

إقرار تعديل لتعزيز الأمن في الاتحاد الأوروبي يطال تأشيرة {شينغن}
TT

إقرار تعديل لتعزيز الأمن في الاتحاد الأوروبي يطال تأشيرة {شينغن}

إقرار تعديل لتعزيز الأمن في الاتحاد الأوروبي يطال تأشيرة {شينغن}

أقر مجلس الاتحاد الأوروبي أمس، الاتفاق الذي جرى الوصول إليه بين المؤسسات الاتحادية لتحديث مواصفات الأمان لتأشيرة شينغن الأوروبية. وحسب بيان صدر عن المؤسسات الأوروبية في بروكسل وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، جاءت الموافقة في اجتماع على مستوى سفراء الدول الأعضاء المعتمدين لدى بروكسل.
وقال كارميلو أبيلا وزير الشؤون الداخلية والأمن الوطني في مالطة التي تتولى الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد، إن التعديل الجديد، الذي جرى التوصل إلى اتفاق بشأنه بين المفوضية والبرلمان الأوروبي، يتضمن تصميما مشتركا جديدا لصورة تأشيرة شينغن، وذلك لتحديث خصائصها الأمنية، من أجل منع التزوير وخصوصا أن ملصق التأشيرة الحالي الذي كان قيد التداول منذ 20 عاما قد تعرض للخطر بسبب عمليات تزوير واحتيال، وأضاف: «ويعتبر ذلك خطوة كبيرة إلى الأمام لمكافحة تزوير الوثائق وبالتالي تعتبر تقدما في جهود دول الاتحاد لتعزيز أمن التكتل الموحد ومنطقة شينغن».
وعقب هذا الإقرار سيتم تقديم نص التعديل إلى البرلمان الأوروبي لإقراره نهائيا ولن تخضع آيرلندا وبريطانيا لتطبيق التدابير الجديدة وفقا للبروتوكولات الملحقة بمعاهدات الاتحاد الأوروبي ولكن بناء على طلب من هذه الدول تدخل المفوضية الأوروبية في ترتيبات معها لتبادل المعلومات التقنية حول شكل التأشيرة، وفقا لما جاء في البيان الأوروبي.
وفي سياق متصل، قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل، إنها تأمل إنهاء عمليات المراقبة الأمنية على الحدود الداخلية بين الدول الأعضاء في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهي إجراءات اتخذتها عدة دول في الاتحاد الأوروبي لمواجهة تهديدات إرهابية مثل بلجيكا وفرنسا عقب تفجيرات مارس (آذار) من العام الماضي في بروكسل وتفجيرات نوفمبر من عام 2015 في باريس.
ونجح عدد من المتورطين في تفجيرات باريس، في عبور الحدود المشتركة مع بلجيكا، بعد وقت قصير من الانفجارات من بينهم صلاح عبد السلام وآخرين. ونجح أنس العامري الذي تورط في عملية دهس للمارة في برلين أثناء أعياد الميلاد، في التنقل بين خمس دول أوروبية منها ألمانيا وهولندا وبلجيكا، حتى لقي مصرعه في إيطاليا جراء كمين أمني داخلي.
وبحسب وسائل الإعلام في بلجيكا، لم تبد المفوضية أي رفض لتمديد إجراءات المراقبة الأمنية على الحدود بالنسبة لخمس دول لا تزال تطبقه، لكنها دعت تلك الدول إلى التخفيف التدريجي من هذه الإجراءات لإنهائها.
كما طالبت المفوضية من الدول الأعضاء التي تلجأ إلى إغلاق الحدود بسبب تهديدات للأمن الوطني، أن لا تلجأ إلى هذا الإجراء ما دام ليس له علاقة بالحدود الخارجية. ودعت الدول الأعضاء، اتخاذ إجراءات بديلة عن إغلاق الحدود، وذلك بتعزيز إجراءات الشرطة والأمن في المناطق القريبة من الحدود وفي وسائل التنقل، وبالتالي ترى المفوضية أن مسؤولية الدول الأعضاء أن تجعل الشرطة قادرة على القيام بهذه المهام دون الحاجة إلى وضع رقابة أمنية على الحدود.
وعلى صعيد آخر، قال مدير وكالة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي (يوروبول) أمس إن «داعش» يطور وسائل للتواصل الاجتماعي خاصة به تجنبا للحملات الأمنية على اتصالات عناصره وعلى الدعاية التي يقومون بها.
وأضاف مدير الوكالة روب وينرايت أن المنصة الجديدة للتنظيم على الإنترنت اكتشفت خلال عملية استغرقت 48 ساعة استهدفت التطرف على الإنترنت الأسبوع الماضي.
وقال وينرايت في مؤتمر أمني في لندن: «خلال تلك العملية تبين أن التنظيم يطور الآن منصة خاصة به للتواصل الاجتماعي على الإنترنت للترويج لجدول أعماله». وأضاف: «يظهر هذا أن بعض أعضاء (داعش) على الأقل ما زالوا يبتكرون في هذا الفضاء».
وخلال حملة منسقة شنتها (يوروبول) على مواد لتنظيمي «داعش» و«القاعدة» بمشاركة مسؤولين من الولايات المتحدة وبلجيكا واليونان وبولندا والبرتغال جرى رصد أكثر من ألفي تدوينة للمتطرفين منشورة على 52 منصة للتواصل الاجتماعي.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.