وضعت حكومة النظام يدها على حركة قدوم السياح الشيعة إلى دمشق، بهدف تنظيم حركة تدفق القطع الأجنبي إلى سوريا، وشهد فندق (السفير) في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، لقاءً تشاورياً للتنسيق بين الجهات المتخصصة في حكومة النظام والمكاتب السياحية، لتنفيذ قرار سبق وأصدره مجلس الوزراء ويقضي باحتكار الشركة السورية للنقل والسياحة عملية استقدام المجموعات السياحية الدينية من إيران والعراق وباكستان والبحرين والكويت ولبنان وأفريقيا وأوروبا.
وصدر هذا القرار عقب تعرض حافلتي نقل سياح شيعة عراقيين لتفجير وسط دمشق عند مقبر باب الصغير منتصف شهر مارس (آذار) الماضي وراح ضحيته أكثر من أربعين قتيلاً ومائة جريح. ولفتت الشعارات التي طرحتها حكومة النظام في اللقاء التشاوري إلى أهمية ضمان أمن وسلامة السياح. وحملت ملصقات ومنشورات تم توزيعها على المشاركين ووسائل الإعلام عبارة «ضمان لأمنك وسلامتك من المطار إلى المطار». وذلك لتبرير احتكار عملية استقدام السياح الشيعة ووضع اليد على الدولار السياحي الذي ينفقونه.
يشار إلى أن مكاتب السياحة في العراق تقدم عروضاً تشجيعية لرحلات أسبوعية للمجموعات الدينية من العراق إلى السيدة زينب بدمشق، بتكلفة لا تتجاوز الـ450 دولاراً أميركياً للشخص الواحد لمدة 8 أيام، متضمنة أجور النقل والإقامة بفنادق منطقة السيدة زينب، الخاضعة لسيطرة الميليشيات الشيعية الإيرانية واللبنانية والعراقية الموالية للنظام. وتتضمن العروض التشجيعية ثلاث وجبات طعام يومية، مع حسم خاص للشركات، وجدول لزيارة الأماكن الدينية مثل السيدة زينب والسيدة رقية والفواطم والجامع الأموي، وجولات سياحية بسوق الحميدية وأسواق دمشق القديمة إضافة لزيارة منطقة الربوة السياحية.
علماً أن المقامات الدينية في العاصمة دمشق تحولت خلال العامين الماضيين إلى مناطق تمركز لمقاتلي الميليشيات الشيعية وعائلاتهم، وخصوصاً من إيران والعراق.
ويرى متابعون في دمشق أن إجراءات النظام باحتكار حركة القادمين الشيعة إلى سوريا، مؤشر على تململ النظام من استفحال نفوذ إيران وفرض هيمنتها شبه الكاملة على دمشق، والتي يمكن استشعارها من عدم اهتمام وسائل الإعلام الإيرانية والعراقية الشيعية باللقاء التشاوري الذي عقد في السيدة زينب بين الحكومة والمكاتب السياحية. واقتصرت تغطية المؤتمر على وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام. كما لوحظ أيضاً استياء بعض أصحاب المكاتب من الإجراءات التي تقضي بإيداع الدولار السياحي في بنوك الحكومة السورية والإنفاق من خلالها، خصوصاً وان هناك فارقاً في سعر الصرف بين البنوك الحكومية والسوق السوداء ما يقارب ثلاثين ليرة للدولار، فالسعر الرسمي 520 ليرة بينما يتجاوز السعر في السوق السوداء الـ550 ليرة سورية للدولار الواحد، مما يخفض هامش ربح المكاتب السياحية إلى ما دون الحد الأدنى.
مدير عام الشركة السورية للنقل والسياحة ناصر قيدبان، قال في تصريح لوسائل الإعلام المحلية، بأن «حصرية استقدام المجموعات السياحية الدينية بمؤسّسة سياحية وطنية، سيحسّن من مستوى الخدمة المقدمة، ويساعد على توجيهها في الاتجاهات الصحيحة بعيداً عن الفوضوية».
هذا ناهيك بكون السياحة الدينية والتي تتمثل اليوم فقط بالسياح الشيعة، تكاد تكون المورد الأهم والأكبر لقطاع السياحة السورية الذي تضرر بشكل كبير خلال السنوات الست الماضية. وبحسب تصريحات قيدبان، أن الحصرية تحقق عدة أهداف، منها «تنظيم حركة تدفق القطع الأجنبي إلى سوريا، والعمل على إيداع الدولار السياحي في البنوك الحكومية، وتفويت الفرصة على المكاتب التي تتعامل حالياً مع المجموعات السياحية التي تستخدم السوق السوداء»، الأمر الذي يعني عدم وجود أية فائدة من الدولار السياحي لحكومة النظام.
وتشير إحصائيات وزارة السياحة في سوريا، إلى أن حصيلة ليالي السياحة الدينية خلال عام 2015 وصلت إلى 300 ألف ليلة، بينما بلغ عدد الليالي السياحية المحقّقة العام الماضي 2016 نحو 500 ألف ليلة، وقدر مجموع الإنفاق بحوالي 500 ألف دولار، الأمر الذي أدى إلى تنشيط الاقتصادات المحلية في مناطق المزارات الدينية لا سيما منطقة السيدة زينب التي تعد من المناطق البائسة في دمشق.
النظام يحتكر رحلات السياحة الدينية إلى سوريا
المزارات الشيعية هي المورد الأكبر للسياحة التي تضررت خلال 6 سنوات
النظام يحتكر رحلات السياحة الدينية إلى سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة