زيدان يعيش «الحلم» وسيميوني ما زال يتشبث بالأمل

رونالدو ارتدى ثوب البطل الخارق بتسجيل ثلاثية ريـال مدريد في مرمى أتلتيكو

زيدان اقترب من تحقيق حلم الاحتفاظ بلقب دوري الأبطال (أ.ف.ب)  -  رونالدو نجم الريـال (رقم 7) يفتتح أهدافه برأسية في مرمى أتلتيكو (رويترز)
زيدان اقترب من تحقيق حلم الاحتفاظ بلقب دوري الأبطال (أ.ف.ب) - رونالدو نجم الريـال (رقم 7) يفتتح أهدافه برأسية في مرمى أتلتيكو (رويترز)
TT

زيدان يعيش «الحلم» وسيميوني ما زال يتشبث بالأمل

زيدان اقترب من تحقيق حلم الاحتفاظ بلقب دوري الأبطال (أ.ف.ب)  -  رونالدو نجم الريـال (رقم 7) يفتتح أهدافه برأسية في مرمى أتلتيكو (رويترز)
زيدان اقترب من تحقيق حلم الاحتفاظ بلقب دوري الأبطال (أ.ف.ب) - رونالدو نجم الريـال (رقم 7) يفتتح أهدافه برأسية في مرمى أتلتيكو (رويترز)

اعتبر الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريـال مدريد الإسباني حامل لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أنه يعيش «شيئا من الجنون» عقب الفوز على جاره أتلتيكو بثلاثية في ذهاب نصف نهائي المسابقة، بينما أبقى غريمه الأرجنتيني دييغو سيميوني آماله قائمة ببلوغ النهائي.
ووضع النادي الملكي قدما نحو النهائي بفضل ثلاثية «هاتريك» نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، التي جعلته على مشارف إحراز لقبه الثاني عشر في المسابقة الأوروبية المرموقة.وقال زيدان الذي اقترب أيضا من تحقيق النهائي الثاني له على التوالي كمدرب في دوري الأبطال: «المشاعر كلاعب، والمشاعر كمدرب، مختلفة تماما».
وأضاف زيدان الذي دافع عن ألوان النادي من 2001 إلى 2006 وأحرز معه دوري الأبطال عام 2002: «اليوم أعيش شيئا من الجنون، ولكن بالطريقة ذاتها. أنا سعيد جدا بما أقوم به وبما أعيشه يوميا. أتمنى الاستمرار، ومهما استمر ذلك، أنا أغتنم الفرصة يوما بيوم».
وتابع: «صحيح أنني أخرج كل ما بداخلي في كل هدف يسجله فريقي، أضبط أعصابي طيلة المباراة وعندما يسجل هدف نرى أنني أخرج كل ما لدي.. هناك الكثير من المباريات، الكثير من الطاقة المبذولة، وأحيانا أنا بحاجة أيضا للتعبير عما في داخلي». وحذر من أن الإياب على ملعب فيسنتي كالديرون لن يكون سهلا. وقال: «سيطرنا جيدا على هذه المباراة بفضل معرفتنا نقاط قوتنا وقوة خصمنا. يمكن القول إننا كنا الأفضل، وعندما نرى النتيجة فذلك يعني أننا قدمنا مباراة كبيرة. ولكن هناك مباراة إياب ويجب أن نقاتل فيها».
وأضاف: «لا أعرف ما إذا كانت أفضل مباراة لي كمدرب، ولكنها كانت مباراة كبيرة، ليس من السهل تسجيل 3 أهداف في أتلتيكو. نصف الساعة الأول كان رائعا، والأهم أن شباكنا لم تتلق أي هدف».
وتابع: «لا يزال أمامنا الكثير في مسابقة دوري أبطال أوروبا وفي الليغا (الدوري الإسباني الذي يسعى لإحراز لقبه الأول فيه منذ 2012). لم نفز بأي شيء حتى الآن ولا أعتقد أننا سنسقط في فخ الإفراط بالنشوة»، مشيرا إلى أن احتفالات الفوز على أتلتيكو سيليها التفكير في المباراة «المهمة» السبت ضد غرناطة في بطولة إسبانيا.
ويطمح ريـال إلى تحقيق ثنائية نادرة (الدوري المحلي ودوري الأبطال) للمرة الأولى منذ عامي 1957 و1958، ويتقاسم النادي صدارة الليغا مع غريمه برشلونة حامل اللقب برصيد 81 نقطة قبل 3 مراحل من نهاية الموسم مع مباراة مؤجلة للنادي الملكي أمام سلتا فيغو. في المقابل، طالب مدرب أتلتيكو لاعبيه بنسيان مباراة الذهاب، قائلا: «يجب أن نضع هذه المباراة خلفنا».
وأضاف: «كرة القدم رائعة لأنك تشهد دائما أمورا غير متوقعة، ما زلت واثقا بأن حظوظنا لا تزال قائمة. الفريق الخصم كان الأفضل خصوصا في إنهاء الهجمات ويجب تهنئته».
وشدد على أن أتلتيكو سيتشبث بحظوظه حتى لو كانت ضئيلة. وأقر المدرب الأرجنتيني بأن «الأخطاء التي ارتكبناها لم تسمح لنا بالاندفاع إلى الأمام، لقد سجلوا هدفا، وبعد ذلك سنحت لنا فرصة حقيقية جدا عبر الفرنسي كيفن غاميرو تصدى لها الحارس بطريقة جيدة».
وتابع: «في الشوط الثاني، لم نستغل كثيرا العمق، وحصلنا على فرص قليلة في حين أنهم كانوا خطيرين في المساحات وأضرونا جدا».
وأكد لاعب الوسط كوكي أن فريقه عاش «أمسية صعبة»، لكن يحتفظ بالأمل بقوله: «نعرف أنه لا تزال أمامنا مباراة الإياب وما زلنا نحتفظ بحلم التأهل إلى النهائي على غرار جماهيرنا التي تساندنا بقوة.. سنقاتل جميعا لتقديم أفضل ما لدينا في مباراة الإياب».
* رونالدو البطل
من ناحية أخرى ستبقى مباراة الذهاب بالدور قبل النهائي خالدة في ذكريات ملعب سانتياغو بيرنابيو، وأيضا في سجل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ارتدى ثوب البطل الخارق مرة جديدة مع ناديه ريـال مدريد، بتسجيله ثلاثية الفوز. وإذا كان هناك رابط سحري بين ريـال مدريد وتحقيق الانتصارات المذهلة بدوري أبطال أوروبا، فإن الرابط بين تألق نجمه الأول حاليا والبطولة القارية الأشهر للفرق لا يزال دون تفسير.
وحطم رونالدو خلال هذه المباراة رقم النجم الراحل ألفريدو ديستفانو كأكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا.
وبفضل الأهداف الثلاثة التي سجلها في الدقائق 10 برأسية و73 بتصويبة صاروخية بالقدم اليمنى و85 بتصويبة أخرى متقنة، أصبح رونالدو نجم فوق العادة في مباراة ديربي العاصمة الإسبانية مدريد، وأكد أنه في كامل لياقته الفنية والبدنية.
ووصل رونالدو بأهدافه الثلاثة الأخيرة في مرمى أتلتيكو مدريد إلى الهدف رقم 103 له في مسيرته بدوري أبطال أوروبا، 13 هدفا منها سجلها في الدور قبل النهائي محطما الرقم القياسي لديستفانو برصيد 11 هدفا، وهو الرقم الذي حققه اللاعب الراحل قبل أكثر من 50 عاما في حقبتي الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
وبالإضافة إلى ذلك، يعد رونالدو الهداف الأكبر لدور الثمانية ونصف النهائي لدوري أبطال أوروبا برصيد 34، أي ضعف ما سجله الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة، في الدورين.
والآن لن يحرم رونالدو ومن ثم ريـال مدريد من لعب المباراة النهائية في كارديف في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل سوى عودة إعجازية لأتلتيكو في مباراة الإياب يوم الأربعاء المقبل على ملعب فيسينتي كالديرون.
وفي حال وصول ريـال مدريد إلى المحطة الأخيرة للبطولة، فإن رونالدو سيكون على موعد مع مباراته النهائية الخامسة في دوري الأبطال، التي فاز بها في 2008 و2014 و2016 وخسرها مرة واحد في 2009 مع مانشستر يونايتد قبل أشهر قليلة من الانتقال لصفوف النادي الملكي.
ومنذ أن انتقل إلى ريـال مدريد، لعب نجم منتخب البرتغال ثمانية مواسم في دوري أبطال أوروبا ووصل خلالها سبع مرات متتالية إلى الدور قبل النهائي.
ويعود الفضل في هذه الأرقام القياسية إلى سرعة بديهة رونالدو وتعلمه من أخطائه وإدراكه لأهمية الوصول إلى الأشهر الحاسمة من الموسم متمتعا بلياقة بدنية عالية.
وقبل وقت ليس بالقصير كان من المستحيل أن نرى رونالدو ضمن استراتيجية التناوب بين اللاعبين، ولكن هذا الموسم توصل النجم الكبير لاتفاق مع مدربه الفرنسي زين الدين وزيدان لوضع خطة تمكنه من الوصول إلى المباريات المهمة في وضع بدني وفني متكامل، وهو ما دلل عليه أمام بايرن ميونيخ في دور الثمانية ثم مرة أخرى أمام أتلتيكو مدريد في الدور قبل النهائي. ولعب رونالدو في مركز المهاجم الصريح بدلا من الركون على الأجنحة وقدم أداء لافتا ربما يجعله أفضل من لعبوا بهذا المركز.
وبينما يتحدث منتقدو اللاعب البالغ عمره 32 عاما إلى أنه فقد سرعته وقدرته على المراوغة التي مكنته من بث الرعب في قلوب مدافعي الفرق المنافسة فإن قائد البرتغال أثبت مرة أخرى أنه يظل حاسما داخل منطقة الجزاء كما كان دوما.
وقال رونالدو: «يجب توجيه التهنئة للفريق ككل. كنا رائعين. الكرة وصلت لي لتسجيل الأهداف. لعبنا بشكل جيد منذ البداية حتى النهاية والأهداف جاءت بشكل طبيعي بعد ذلك».
وقال زيدان عن لاعبه: «لديه حاسة للتسجيل. هو فريد. في بعض الأوقات يحتاج إلى الراحة وهو يعلم ذلك لأنه ذكي».
وشارك رونالدو في 26 من أصل 34 مباراة لعبها ريـال مدريد في الدوري الإسباني هذا الموسم، بالإضافة إلى مباراتين من أصل ست مباريات في بطولة كأس ملك إسبانيا و11 مباراة من المباريات الـ12 التي خاضها الفريق في دوري أبطال أوروبا حتى الآن. هذا بالإضافة إلى غيابه عن مباراة السوبر الأوروبي للإصابة، كما خاض مباراتين في مونديال الأندية.
ولعب رونالدو 41 مباراة هذا الموسم من أصل 55 مباراة خاضها ريـال مدريد.
وقال رونالدو عقب هدفيه في شباك بايرن ميونيخ في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا قبل بضعة أسابيع: «في السنوات الأربع أو الخمس الأخيرة كنت أصل إلى نهاية الموسم مجهدا دائما وأعاني من بعض الإصابات الخفيفة والإرهاق، ولكن حاليا استعددت لكي أكون بحالة جيدة خلال هذين الشهرين الأخيرين، لقد قمت بتغيير جذري في مسيرتي».
وبالفعل برهن رونالدو على صدق تصريحاته أمام أتلتيكو مدريد الذي خرج من ملعب سانتياغو بيرنابيو أمس مهزوما بالضربة القاضية.
وكان جان أوبلاك، حارس مرمى أتلتيكو مدريد، أول من هنأ رونالدو على أدائه، قبل أن يتلقى هذا الأخير عناقا حارا من جميع زملائه.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».