شدد مايكل كرو رئيس جامعة ولاية أريزونا الأميركية، على ضرورة المواءمة بين التعليم العالي والدراسات العليا بمستوياتها المختلفة، وحاجة سوق العمل والدراسات الصناعية الجديدة، داعياً إلى ضرورة ابتكار الطريقة التي تصنع المعرفة ونقلها إلى الطلاّب، والإسهام بها في متغيرات الأوضاع الاقتصادية الجديدة.
وقال كرو في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي الذي عُقد مؤخراً بالرياض: «يتمثل التحدي الأكبر الذي من الممكن أن نواجهه في تصميم نموذج للتعليم العالي يلبي متطلبات الطلاب واهتماماتهم، ويحقق الفائدة المثلى للمجتمعات التي يتم تطبيقه فيها».
ونوه إلى أن تأثيرات التكنولوجيا والاقتصاد وطبيعة العمل تتغير بشكل متسارع، مشيرا إلى أن على مؤسسات التعليم العالي أن تسعى لإيجاد السبل من أجل التطور، وذلك من خلال وضع الأهداف الاستراتيجية، وتطوير الأنظمة والسياسات التي تساعد على تحقيق هذه الأهداف، واعتماد خطط جديدة، وإجراء التقييم على نحو مستمر وتطبيق التعديلات عند الحاجة، إضافة إلى تطوير شراكات استراتيجية يمكن لها أن تسهم في تحقيق الأهداف.
وعن كيفية إيجاد مواءمة بين مخرجات التعليم من جهة وحاجة سوق العمل من المجالات الصناعية الجديدة والعولمة، قال كرو: «نشهد حالات من عدم الانتظام في سوق العمل بسبب الاعتماد على الابتكارات التقنية والأتمتة، ولن يكون هناك أي تباطؤ فيما يتعلق بهما، وأساس مهمتنا في التعليم العالي هو ضمان توفير القوى العاملة القادرة على التكيف مع هذه التغيرات».
ولفت إلى أنه على المؤسسات التعليمية في السعودية أن تدرك التوجهات اللازمة لتحقيق النمو والتوسع على المستويين المحلي والعالمي من أجل ضمان امتلاك البرمجة اللازمة لإعداد الطلاب لهذه الأوضاع الاقتصادية الجديدة، وهو ما يعني امتلاك أنواع مناسبة من برامج الشهادات متعددة التخصصات، التي تمنح الطلاب الأساس اللازم للتطور وتوفر تجربة تعليم متميزة تسهم في دعم القوى العاملة.
وأكد رئيس جامعة ولاية أريزونا الأميركية، أن تأثيرات التكنولوجيا والاقتصاد وطبيعة العمل تتغير بشكل متسارع، مشيراً إلى الحاجة الماسة لمنح الطلاب المهارات اللازمة لامتلاك القدرة على التكيف والابتكار والريادة.
وعن اللقاءات التي أجراها ماكرو مع المسؤولين والموضوعات التي بحثها، قال: «وجدت فرصة لمناقشة توسيع التعاون في مجال الأبحاث التي تشمل الطاقة المتجددة وتوفير الماء وعددا من التحديات الأخرى مع الجامعات في السعودية وممثلي الحكومة، وسنتابع العمل على توسيع الشراكات التعليمية مع المؤسسات التعليمية في السعودية».
وأشار إلى وجود أكثر من 800 طالب سعودي في جامعة ولاية أريزونا، لافتاً إلى أن العمل في الجامعة يتضمن إجراء أبحاث مكثفة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والمتطورة، كما يوجد أعداد كبيرة من الطلاب ضمن برامج عبر شبكة الإنترنت أو عبر برامج مباشرة في الجامعة، وكل هذه الأمور جُمعت معاً ضمن مفهوم الجامعة الأميركية الجديدة حيث نعمل على زيادة أعداد الطلاب المتخرجين إلى ثلاثة أضعاف وزيادة عدد الأبحاث العلمية إلى خمسة أضعاف.
وزاد: «يقوم النموذج الذي نعتمده بشكل أساسي على توفير التعليم لعدد أكبر من الأشخاص ليكونوا نخبة المتعلمين على مستوى واسع بشكل يفوق معظم الجامعات، وما قمنا به خلال السنوات الـ15 الماضية هو أننا أعدنا تصميم أسلوب العمل في الجامعة لتعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا المتطورة من أجل زيادة القدرة على التعلم وإجراء قدر أكبر من الأبحاث».
ونوّه إلى أن العالم العربي عامة والسعودية خاصة، تحتاج إلى جامعات فريدة من نوعها، ترتبط بنمط الحياة الخاص وطبيعة السكان في السعودية، وألا تكون مجرد نسخة أخرى عن الجامعات في أوروبا وأميركا، مشدداً على أهمية الخطوات السعودية التي قادت إلى توفير تعليم جيد لعدد كبير من الأشخاص بسرعة كبيرة.
وقال: «الجامعات السعودية، تعد من أبرز المؤسسات التعليمية التي تتميز بالابتكار والإبداع وتشكل قوة هائلة في مجال التعليم العالي، ولكن ما نحاول تحقيقه هو تكثيف عملية البحث والاكتشاف، إضافة إلى العمل على توفير التعليم لعدد أكبر من الأشخاص، وبالتالي فإن ما تحتاج إليه السعودية هو مستويات أسرع وأعلى من الابتكار».
وفيما يتعلق بوضع الطلاب السعوديين المبتعثين في الجامعات الأميركية وتجربة ابتعاثهم، ذكر كرو أن 800 طالب سعودي يدرسون في جامعة أريزونا على أفضل وجه، ويشاركون بشكل جيد، ومنسجمون بشكل جيد.
رئيس جامعة أريزونا: الحاجة ماسة للمواءمة بين مخرجات التعليم العالي وسوق العمل
كرو لـ«الشرق الأوسط» : 800 طالب سعودي يدرسون لدينا
رئيس جامعة أريزونا: الحاجة ماسة للمواءمة بين مخرجات التعليم العالي وسوق العمل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة