أندية «الشرقية» تعيش أجواء الخوف والقلق قبل جولة الغد

الخليج والقادسية الأكثر تهديداً بالهبوط... وثلاث نقاط تضمن للاتفاق البقاء

القادسية والخليج من الفرق المهددة بالهبوط هذا الموسم (تصوير: عيسى الدبيسي)
القادسية والخليج من الفرق المهددة بالهبوط هذا الموسم (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

أندية «الشرقية» تعيش أجواء الخوف والقلق قبل جولة الغد

القادسية والخليج من الفرق المهددة بالهبوط هذا الموسم (تصوير: عيسى الدبيسي)
القادسية والخليج من الفرق المهددة بالهبوط هذا الموسم (تصوير: عيسى الدبيسي)

تسود أجواء من الترقب والخوف والحذر، بين رباعي أندية المنطقة الشرقية في دوري المحترفين السعودي، وذلك قبل انطلاق الجولة الـ25 من البطولة، لكون الجميع مهددا نظرا للتقارب النقطي الشديد بين فرق المؤخرة والوسط.
ومع أن هناك فرقا قد تتنفس الصعداء وتضمن البقاء رسميا في دوري المحترفين في حال فوزها على الأخرى، فإن هناك فرقا ستكون مهددة بالهبوط حتى آخر جولة.
وقد تعلن مواجهتا السبت، وتحديدا مواجهة الخليج والفتح، مرافقة الخليج للوحدة إلى دوري الأولى في حال خسارته، فيما سيستمر الصراع على الهروب من خوض الملحق بين بقية الفرق إضافة للباطن الذي يبحث عن أغلى 3 نقاط له في دوري هذا الموسم حينما يحل ضيفا على التعاون.
وفي القمة الشرقاوية التقليدية التي ستجمع القادسية بالاتفاق سيضمن الفوز بالنسبة للاتفاق بقاءه رسميا في دوري المحترفين حتى دون اللجوء للملحق مهما تكن نتيجة مباراته الأخيرة ضد الشباب، لكن القادسية سيحتاج للفوز على الاتفاق أو على الأقل التعادل ومن ثم حصد كامل نقاط مواجهته مع الوحدة في الجولة الأخيرة، وهي مباراة محسومة له نظريا، لكنه بحاجة أولا لتلافي الخسارة من الاتفاق، وهو الذي نجح فعليا في الدور الأول حينما لحق بالنتيجة ورفض الخسارة من جاره في مباراة دراماتيكية انتهت نتيجتها 2 - 2.
ويعتبر الاتفاق أفضل فرق الشرقية من حيث مجموع النقاط برصيد 26 نقطة في المركز الثامن، لكنه قد يتراجع أكثر من 3 مراكز ويدخل في مرحلة الخطر الجدية، خصوصا في ظل تقارب النقاط.
أما القادسية فيعيش دوامة صعبة من حيث الخسائر المتتالية التي تعرض لها في الجولات الأربع الأخيرة وآخرها ضد الرائد، التي نتج عنها إقالة المدرب البرازيلي المعروف أنجوس.
ويملك القادسية 24 نقطة في المركز الـ12 ويمكنه أن يحتل مكان الاتفاق في حال الفوز عليه، ولذا يتوقع أن تكون مباراة الفريقين حافلة، خصوصا أن كلا منهما يبحث عن الفوز بالنقاط الثلاث.
وبالنظر إلى الجانب الفني فإن كليهما يعيش أوضاعا متأزمة في هذا الجانب حيث يتولى كلا منهما مدربان مؤقتان بعد تجربتين لكل ناد مع مدربين تمت إقالتهما هذا الموسم.
فالاتفاق يدربه الهولندي أولكو الذي يشرف على الفريق بشكل مؤقت للمرة الثانية؛ حيث منحته الإدارة الثقة حتى نهاية الموسم. وخسر الفريق تحت قيادته عددا من المباريات آخرها أمام الاتحاد بأربعة أهداف، لكنه حقق أيضا انتصارات مهمة كسرت حاجز الخسائر المتتالية للنقاط التي مر بها الفريق بعد الفوز على الخليج مما أبعد الاتفاق نسبيا عن الخطر.
ويرى أولكو أن مباراة الغد تمثل أهمية خاصة جدا، لكونها تجمع فريقين من منطقة واحدة ويجمع بينهما تنافس، ولذا يمكن أن تكون المباراة مثيرة، ولا مجال سوى للسعي لحصد كامل النقاط الثلاث.
أما رئيس النادي خالد الدبل فقد أبدى ثقته باللاعبين، وشدد خلال اجتماعه معهم على أن الثقة لم تتزعزع وأنهم قادرون على الفوز بالمباراة القادمة التي تمثل أهمية بالغة.
أما القادسية فسيتولى وللمرة الأولى المدرب الوطني الشاب بندر باصريح قيادة الفريق بديلا عن البرازيلي أنجوس الذي أحدثت إقالته مفاجأة كبيرة، خصوصا أنه من أميز المدربين في الدوري السعودي لكن النتائج في المباريات الأخيرة كانت سلبية أجبرت الإدارة على الاستغناء عن خدماته بهدف تعزيز «الجانب النفسي للاعبين» كما أكد ذلك لـ«الشرق الأوسط»، المشرف العام على كرة القدم بنادي القادسية ونائب الرئيس، الذي شدد على أن الفريق يوجد به خامات مميزة من الناحية الفنية والبدنية سواء كانوا من الأجانب أو المحليين؛ ولذا هناك ثقة بالقدرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
وفي المباراة الثانية التي ستجمع الخليج بالفتح، فتمثل هذه المباراة الفرصة الأخيرة للفريق الخلجاوي لإثبات قدرته على البقاء بين الكبار للموسم الثالث على التوالي، خصوصا أنه نجح في الفوز على الفتح في الدور الأول بأربعة أهداف لهدفين في واحدة من أجمل مباريات الفريقين حيث شهدت المباراة إثارة كبيرة وتسابقا على تسجيل الأهداف.
وقد تتسبب الخسارة في توديع الخليج لدوري المحترفين بشكل رسمي كمرافق للوحدة في حال فاز القادسية على الاتفاق، خصوصا أن الباطن متقدم على الخليج بفارق المواجهات المباشرة إن بقي الباطن على نقاطه الـ25 ولحق به الخليج في الجولة الأخيرة.
ومع ضعف الأمل وصعوبة الحسابات يرفض مدرب الخليج جلال قادري رفع راية الاستسلام ويؤكد: «لا تزال الفرصة بيدنا... الفوز على الفتح مطلب وحيد، يجب أن يتم حتى لا تضعف الآمال أكثر أو حتى تتلاشى».
أما الفتح فيعد من أفضل الفرق التي تطورت من حيث النتائج في المباريات الأخيرة حيث حصد 9 نقاط متتالية جعلته يصل للنقطة 25 ويبتعد نسبيا عن الخطر لكن خسارته أمام الخليج ستعني عودته لدوامة الخطر، خصوصا أنه سيواجه الاتحاد القوي في آخر مبارياته، ولذا سيبحث مدربه فتحي الجبال عن النقطة إن تعذر الحصول على النقاط الثلاث التي ستضمن عدم هبوطه مباشرة وخوضه الملحق في أسوء الاحتمالات.
ويقول مدرب الفتح، الجبال: «سنخوض بقية مبارياتنا بهدف واحد وهو الفوز، لا يمكننا أن نعتمد على نتائج غيرنا، الفرصة بيدنا، نجحنا في تجاوز عدد من الظروف الصعبة وأثق في أن لدينا العناصر التي ستجعل الفريق يبقى في المكان الذي يستحق».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».