300 متر تفصل القوات العراقية عن جامع النوري بالموصل

البرلمان يدين القصف التركي على سنجار ويصفه بـ«الاعتداء»

القوات العراقية تقترب من جامع النوري بأيمن الموصل (رويترز)
القوات العراقية تقترب من جامع النوري بأيمن الموصل (رويترز)
TT

300 متر تفصل القوات العراقية عن جامع النوري بالموصل

القوات العراقية تقترب من جامع النوري بأيمن الموصل (رويترز)
القوات العراقية تقترب من جامع النوري بأيمن الموصل (رويترز)

أعلن الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية العراقية، اليوم (الخميس)، لوسائل الاعلام المحلية، مقتل عشرات "الإرهابيين" بينهم قيادي بـ"هجمات محدودة" في الموصل بالمدينة القديمة، مشيرا الى ان القوات العراقية أصبحت على مسافة 300 متر من جامع النوري بأيمن الموصل.
وقال جودت إن "قطعاتنا المتوغلة في المدينة القديمة شنت هجمات محدودة واقتربت مسافة 300 متر عن جامع النوري من جهة قضيب البان"، لافتا إلى "قتل عشرات الإرهابيين بينهم القيادي أبو فيصل الجبوري". مبينا ان القوات دمرت "ثماني دراجات نارية ملغمة وثلاث عجلات مفخخة في منطقة الفاروق وتطهير خمسة ممرات لإخلاء المدنيين من العبوات والفخاخ بمنطقة باب جديد". موضحا أن "الشرطة الاتحادية تواصل عملياتها الإنسانية لإغاثة النازحين في منطقة الجوسق".
ميدانيا ايضا، أعلن الفريق الركن مزهر العزاوي قائد عمليات دجلة، اليوم، عن تدمير ست سيارات مفخخة وثلاث مضافات لتنظيم "داعش" الارهابي في منطقة المطيبيجة الواقعة على الحدود بين محافظتي ديالى وصلاح الدين. مبينا أن "عمليات تطهير المطيبيجة على الحدود بين ديالى وصلاح الدين مستمرة لليوم الثاني وحققت نتائج كبيرة على الأرض من محاورها الرئيسية".
وكانت عمليات دجلة أعلنت، يوم أمس (الأربعاء)، انطلاق عمليات عسكرية واسعة من أربعة محاور لتطهير المطيبيجة من جيوب تنظيم "داعش".
على صعيد متصل بالأحداث، دان مجلس النواب العراقي، اليوم، القصف التركي على منطقة جبل سنجار شمال العراق الاسبوع الحالي، واصفا اياه بـ"الاعتداء".
وصرح مصدر نيابي لوسائل الإعلام المحلية أن "مجلس النواب صوت خلال جلسته الاعتيادية التي عقدت، اليوم، على ما ورد في بيانين للجنة العلاقات الخارجية ولجنة الأمن والدفاع حول ادانة الاعتداء التركي في سنجار والمناطق الحدودية داخل الاراضي العراقية"، حسب قوله.
وكان الجيش التركي قد أعلن أن طيرانه الحربي شن اول من أمس (الثلاثاء)، غارات استهدفت مواقع لمسلحي "حزب العمال الكردستاني" والمنظمات التابعة له، في جبل سنجار بشمال العراق، وجبل قرجوخ (قره تشوك) بشمال شرقي سوريا، بحسب قوله.
وجاء هذا التصريح في الوقت الذي أكدت فيه قوات "البيشمركة" الكردية، التي تعرضت للقصف التركي في العراق، مقتل 5 من عناصرها جراء هذه العملية.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، ادان القصف التركي، محذرا تركيا من تكرار مثل هذه العمليات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».