تزايد مؤشرات رفض القبائل للحوثيين في محيط صنعاء

تزايد مؤشرات رفض القبائل للحوثيين في محيط صنعاء
TT

تزايد مؤشرات رفض القبائل للحوثيين في محيط صنعاء

تزايد مؤشرات رفض القبائل للحوثيين في محيط صنعاء

تسعى قوات الجيش التوغل والتوسع في مناطق بصنعاء ذات ثقل اجتماعي وقبلي بالنسبة لجماعة الحوثيين وحليفهم في الانقلاب علي عبد الله صالح، وسط تزايد مؤشرات رفض قبلي للميليشيات الحوثية وممارساتها في محيط العاصمة.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تمكَّنَت قوات الجيش من الوصول إلى أول مناطق مديرية أرحب القريبة من مطار صنعاء الدولي، وباتت تفرض سيطرة على مناطق أخرى في مديرية بني حشيش المجاورة.
يأتي قصف قوات الجيش مواقع الميليشيات، بعد أقل من 24 ساعة من مواجهات عنيفة بين الميليشيات من جهة وشيخ قبلي بارز في همدان من جهة أخرى.
وقالت مصادر قبلية إن مواجهات شهدتها منطقة المعمر في همدان، عقب محاولة الميليشيات اختطاف الشيخ يحيى عوضة الذي أصيب مع نجليه في الاشتباكات. وأدت محاولة الميليشيات تلك إلى تدخل أبناء القبائل الذين بدورهم خاضوا مواجهات مع الميليشيات وتمكنوا من أسر 7 منهم.
وذكرت المصادر أن وساطة قبلية يتزعمها اللواء محمد يحيى الحاوري قائد المنطقة العسكرية السادسة، الموالي للميليشيات، تمكنت من فض الاشتباكات بين الطرفين، غير أن الأجواء لا تزال متوترة في أوساط أبناء القبائل المنتمين لهمدان.
ويرى محللون سياسيون أن هذا التباينات والانشقاقات في الحاضنة الشعبية القبلية لدى الميليشيات في مناطق تسيطر عليها، بداية مؤشرات لرفض تعاظم جغرافيا محيط صنعاء تجاه الحوثيين وممارساتهم، وفقا لما ينظر له المحلل السياسي وضاح الجليل، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن هنالك كثيراً من الاحتمالات أن «يكون علي صالح يقف خلف أحدها بدفعه مشايخ ورجال القبائل لمواجهة الحوثيين، وذلك نتيجة لتنافس الطرفين على مراكز القوى والحاضنة الشعبية نحو الانقلاب»، مضيفاً أن «الرفض بسبب أن علي صالح والانقلابيين تسببوا في أضرار كثيرة لهذه المنطقة، التي خسرت كثيراً من الناحية السياسية؛ كثير من المواقع والمناصب التي كانت يمثلها أبناؤها، بالإضافة إلى خسارتها لكثير من أبنائها في المواجهات والحرب العبثية التي اتضح أنها خاسرة بالنسبة للانقلابيين، وبالتالي فإن أهالي المنطقة يكتشفون، مع مرور الوقت، أن استمرارهم بالوقوف إلى جانب الانقلاب سيؤدي إلى خسارة، وهذه الخسارة تمثل وجود شرخ اجتماعي عميق يتوسع كل يوم بينهم وبين بقية اليمنيين».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.