النظام يستعيد السيطرة على بلدة مهمة في ريف حماة ويكثّف قصفه على إدلب

مقتل سبعة أشخاص من عائلة واحدة بغارة

النظام يستعيد السيطرة على بلدة مهمة في ريف حماة ويكثّف قصفه على إدلب
TT

النظام يستعيد السيطرة على بلدة مهمة في ريف حماة ويكثّف قصفه على إدلب

النظام يستعيد السيطرة على بلدة مهمة في ريف حماة ويكثّف قصفه على إدلب

تستمر المعارك في ريف حماة الشمالي حيث تمكنت قوات النظام من استعادة بلدة استراتيجية كانت قد خسرتها أمس، في وقت كثّف الطيران قصفه على مناطق في إدلب.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن قوات النظام نفذت هجوماً معاكساً عنيفا، تمكنت خلاله من استعادة السيطرة على قرية المصاصنة بعد يوم واحد من سيطرة الفصائل عليها، وأشار إلى أن الاشتباكات ترافقت مع قصف عنيف ومكثف ومتبادل أدى إلى سقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وكانت المعارضة قد سيطرت أول من أمس، على بلدة «المصاصنة» الاستراتيجية والقريبة من «طيبة الإمام» التي استعادها النظام الأسبوع الماضي، وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع المعارضة.
أتى ذلك في وقت واصل فيه طيران النظام وموسكو شن مئات الغارات الجوية بالقنابل الفراغية والمظلية على مدن كفرزيتا واللطامنة ومورك بالريف الشمالي، أدت لسقوط شهداء وجرحى بين المدنيين، بحسب «شبكة شام».
وذكرت «الشبكة» أن الفصائل تمكنت من تدمير دبابة وقتل أكثر من 20 عنصرا من قوات النظام ممن كانوا بجانب النقطة المستهدفة بريف حماة الشمالي، كما دمروا قاعدة إطلاق صواريخ كونكورس في القرية بعد استهدافها بصواريخ من نوع تاو.
وأشارت إلى أن المعارضة استهدفت مدينة حلفايا بالريف الشمالي بصواريخ الغراد محققة إصابات مباشرة، كما تمكنت من قتل عدد من عناصر النظام بينهم ضابط بعد استهداف نقاطهم بقذائف المدفعية الثقيلة في حاجز شليوط واستهداف مستودع للذخيرة شمال مدينة صوران.
وفي إدلب، ارتكب الطيران الحربي الروسي منتصف الليل، مجزرة في حق عائلة كاملة في بلدة بسنقول بريف محافظة إدلب الغربي، بعد أقل من 24 ساعة على مجزرة جبل الدويلة، واستهداف المسشفى الطبي في مدينة كفرتخاريم.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي الروسي استهدف في وقت متأخر من الليل منازل المدنيين في بلدة بسنقول بعدة صواريخ، راح ضحيتها سبعة قتلى من عائلة واحدة وعدد من الجرحى، عملت فرق الدفاع المدني على انتشالهم من تحت الأنقاض حتى ساعات الصباح.
وأشار «المرصد»، إلى أن الطائرات الحربية قصفت بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، مناطق في محيط مدينة معرة النعمان وأطراف بلدتي معرشورين وخان السبل بريف إدلب الجنوبي، حيث استهدفت إحداها مقرا لـ«فيلق الرحمن»، مُقاتل على أطراف بلدة معرشورين، أسفر عن مقتل شخص وسقوط جرحى، لافتا إلى ورود معلومات عن مقتل عدد من المواطنين وسقوط جرحى، جراء قصف الطائرات الحربية.
وكان لافتا في اليومين الماضيين، استهداف الطيران الروسي مقرات تابعة لـ«فيلق الشام» أحد أكبر فصائل الجيش الحر في الشمال السوري، أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفه، وذلك بعدما كان قد استهدف في وقت سابق «جيش إدلب الحر» و«حركة أحرار الشام».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.