أميركا تربط رفع العقوبات عن السودان بوقف إطلاق النار

أميركا تربط رفع العقوبات عن السودان بوقف إطلاق النار
TT

أميركا تربط رفع العقوبات عن السودان بوقف إطلاق النار

أميركا تربط رفع العقوبات عن السودان بوقف إطلاق النار

أعلنت المعارضة السودانية، الرافضة للمشاركة في الحوار الوطني، حصولها على وعود أميركية برهن رفع العقوبات عن السودان بالتزام الحكومة بعدد من الشروط، وفي مقدمتها وقف إطلاق النار وإشاعة السلام.
وأعلن تحالف «قوى نداء السودان»، المعارض والرافض للمشاركة في الحوار، أن ممثل المبعوث الأميركي بول ستيفن، الذي يزور البلاد حالياً، رهن رفع العقوبات الأميركية كلياً عن السودان بالتزام الحكومة السودانية بوقف انتهاك حقوق الإنسان وبسط الحريات والسماح وإيصال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار، وأن الإدارة الأميركية تتابع تفصيلياً وبدقة مدى الالتزام الحكومي طوال فترة الستة أشهر التي تنتهي في يوليو (تموز) المقبل.
وذكر التحالف في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» أمس، أنها التقت المسؤول الأميركي ووفده، وقيادات سفارة واشنطن في الخرطوم، بمنزل المهدي بأم درمان، وبحثت معه الأوضاع السودانية والدور الأميركي، فيما لم يتسن الحصول على تصريحات من الجانب الأميركي. وأوضح البيان أن المسؤول الأميركي أكد دور تحالف «قوى نداء السودان» في الحل السياسي بالبلاد، وأن الطرفين اتفقا على أهمية تنشيط «خريطة الطريق» الأفريقية للعودة للمفاوضات وفقاً لها، كما أكد على أهمية تنسيق الجهود الدولية لدعم عملية السلام والتحول الديمقراطي في البلاد.
وفي السياق ذاته، أجرى المسؤول الأميركي مشاورات مع مساعد الرئيس إبراهيم محمود، تناولت مواصلة دعم عملية السلام وحقوق الإنسان والحريات، وجهود الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة الجنوبي أفريقي ثابو مبيكي.
ونقلت الوكالة الرسمية «سونا» عن ممثل المبعوث تقديره لـ«حالة السلام والاستقرار التي تشهدها البلاد، والتحسن الذي طرأ على تقديم المساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة، نتيجة للحوار الإيجابي بين السودان وأميركا».
من جهة ثانية، أعلن الحزب الحاكم في السودان تنازله عن ست وزارات اتحادية من أصل 31 لمشاركيه في الحوار الوطني، وعدد من الحقائب في حكومات الولايات ووزراء الدولة، واكتمال المشاورات المتعلقة بتكوين الحكومة الجديدة، متوقعاً إعلانها خلال الأسبوع المقبل.
وقال نائب الرئيس عمر البشير في الحزب، ومساعده إبراهيم محمود خلال مؤتمر صحافي بالخرطوم أمس إن حزبه «المؤتمر الوطني» سيتنازل عن ست وزارات اتحادية من أصل 31 وزارة، وعدد آخر من الحقائب الوزارية على مستوى وزراء الدولة والولايات، ومقاعد برلمانية وتشريعية في المركز والولايات، لشركائه في الحوار الوطني.
ونفى محمود حدوث تعديلات على مستوى ولاة الولايات، أو مؤسسة الرئاسة المكونة من الرئيس ونوابه ومساعديه ومستشاريه، قاطعاً باكتمال المشاورات لإعلان الحكومة الجديدة، وقال إن سبب تأخير إعلانها هو عدم تقديم حزبين، أحدهما حزب المؤتمر الشعبي، لقائمة ممثليهما في الحكومة، وتوقع أن تسلم قوائم الممثلين لتعلن الحكومة في حدود الأسبوع المقبل.
وشارك وفقاً لتصريحات سابقة للرئيس البشير نحو 116 حزبا سياسيا وحركة مسلحة في الحوار الوطني، الذي دعا له منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014. واتفقت أطرافه في العاشر من أكتوبر الماضي على تكوين حكومة «وفاق وطني» كانت متوقعة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وإجراء التعديلات الدستورية التي أجيزت أول من أمس.
لكن قوى رئيسية في المعارضة، بينها أحزاب سياسية وحركات مسلحة، قاطعت الحوار الذي دعا له الرئيس البشير، واعتبرته محاولة من الحزب الحاكم لترتيب الأوضاع بما يكرس سيطرته على الحكم، وكسب زمن إضافي.
وقال محمود إن الهدف ليس مجرد تكوين حكومة جديدة، بل الانتقال إلى دولة تقوم على «التوافق الوطني»، وتحكمها المؤسسات، ويتساوى فيها المواطنون أمام القانون، وتعتبر الكفاءة معياراً وحيداً للمشاركة.
وأوضح محمود، الذي كان يتحدث عن ترتيبات حزبه لقيام مؤتمره التنشيطي الرابع، أنه أكمل عقد مؤتمراته القاعدية، وشارك فيها أكثر من 6 ملايين من عضويته، بانتظار عقد المؤتمر العام غداً الجمعة، والذي يراجع برامج الحزب ومؤسساته تنفيذاً لما سماها «وثيقة الإصلاح»، التي تعلي من شأن المؤسسات على حساب الأفراد.
وتشارك في المؤتمر وفقاً لمحمود أحزاب من 20 دولة من بينها الصين وأميركا، وأبرزها مشاركة زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، ونائب رئيس حزب التنمية والعدالة التركي، فضلاً عن ممثلين للحزب الشيوعي الصيني.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.