أعلنت حركة حماس، أن رئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل، سيعقد لقاءً خاصاً يوم الاثنين المقبل، للإعلان بشكل رسمي، عن الوثيقة السياسية للحركة (وثيقة المبادئ والسياسات العامَّة)، وذلك في العاصمة القطرية الدوحة.
ويؤكد تصريح حماس ما نشرته «الشرق الأوسط» سابقا، حول نية مشعل إعلان الوثيقة قبل انتهاء فترة ولايته فورا، بعدما كان ينتظر أن يعلن عنها بعد انتهاء الانتخابات الحالية وتشكيل مكتب سياسي جديد.
وفضلت حماس الإعلان عن الوثيقة في هذا الوقت، في ظل الحراك السياسي للإدارة الأميركية الجديدة، والتسريبات التي تجري عن تحركات عربية ودولية من أجل استئناف عملية السلام، ولفتح صفحة جديدة في أسرع وقت ممكن. وستكون الوثيقة باللغتين العربية والإنجليزية، وسيجري توزيعها بعد إعلانها في المؤتمر. ومع إعلان الوثيقة ينهي مشعل دوره كرئيس للمكتب السياسي للحركة.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إنه بعد إعلان الوثيقة بفترة وجيزة، ستعلن حماس اسم رئيسها الجديد وأعضاء مكتبها السياسي.
ويعد إسماعيل هنية، رئيس حماس السابق في غزة، الأوفر حظا لخلافة مشعل، وينافسه على الرئاسة موسى أبو مرزوق.
وتركز وثيقة حماس التي نشرت عنها «الشرق الأوسط» في مارس (آذار) الماضي، على قبول الحركة بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس ضمن حدود الـ67، كـ «صيغة توافقية وطنية مشتركة»، لكن من دون الاعتراف بإسرائيل.
وفي الوثيقة الجديدة، التي تتضمن 11 فصلاً و41 بندا، تعيد الحركة صياغة هويتها وتعرض المبادئ والمنطلقات التي تستند إليها في تكوين رؤيتها، وبناء خطابها، وتحديد سلوكها وأدائها السياسي، قياسا بالميثاق الأصلي للحركة الذي كتب قبل 30 عاما.
وتعرف حماس نفسها كحركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، مرجعيتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها السامية.
وتقول حماس في وثيقتها: «إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة، ولا تعني إطلاقاً الاعتراف بالكيان الصهيوني، كما لا تعني التنازل عن أي من الحقوق الفلسطينية. وترفض حماس أي بديل عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً، من نهرها إلى بحرها».
وترفض حماس «جميع الاتفاقات والمبادرات ومشاريع التسوية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية»، وتؤكد على «حق العودة للاجئين والنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم التي أخرجوا منها، أو منعوا من العودة إليها»،
وتهاجم حماس «المشروع الصهيوني» وتصفه بمشروع «عنصري، عدواني، إحلالي، قائم على اغتصاب حقوق الآخرين». وتقول حماس إنها «تفرق بين اليهود كأهل كتاب واليهودية كديانة من ناحية، وبين الاحتلال والمشروع الصهيوني من ناحية أخرى»، وترى أن الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراعاً مع اليهود بسبب ديانتهم. وترى حماس كما جاء في وثيقتها: «إن المشكلة اليهودية»، و«العداء للسامية» واضطهاد اليهود، ظاهرة ارتبطت أساساً بالتاريخ الأوروبي، وليس بتاريخ العرب والمسلمين ولا مواريثهم.
وتقول حماس إن قيام إسرائيل باطل مثل وعد بلفور.
وتتطرق حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها إطارا وطنيا للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يجب الحفاظ عليه، مع ضرورة العمل على تطويرها وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية.
وتتجاهل حماس، في وثيقتها، ذكر تنظيم الإخوان المسلمين، وتشدد على ضرورة استقلالية القرار الوطني الفلسطيني وعدم ارتهانه لجهات خارجية.
كما تقول: إنها تؤمن بالتعاون مع جميع الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما ترفض الدخول في النزاعات والصراعات بينها.
وتخالف الوثيقة الجديدة ميثاق الحركة القديم في بنود عدة بالغة الحساسية، إذ أكدت حماس في ميثاقها أنها «جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين»، بينما أسقطت هذه العبارة في الوثيقة الحالية.
وفي الميثاق القديم، تقول حماس، إن قضية فلسطين هي قضية دينية وتصف معركتها بمعركة مع اليهود، وتشير إلى هزيمة حتمية لليهود ومستلهمة هزيمة الصليبيين، لكنها في الوثيقة الجديدة تحرص على التأكيد على أن الصراع ليس مع اليهود أبدا.
وغيرت حماس خطابها للعرب، من «فتح الحدود أمام المجاهدين»، إلى «عدم التدخل في أي شأن داخلي».
وتظهر الوثيقة الجديدة بالنسبة للكثير من المراقبين، إلى أي حد استفادت الحركة من دروس كثيرة ماضية وتعاملت ببراغماتية مع واقعها المعقد.
7:54 دقيقة
خالد مشعل يعلن وثيقة «حماس» الجديدة... ويغادر
https://aawsat.com/home/article/912066/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D9%85%D8%B4%D8%B9%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%86-%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9-%C2%AB%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3%C2%BB-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D8%BA%D8%A7%D8%AF%D8%B1
خالد مشعل يعلن وثيقة «حماس» الجديدة... ويغادر
الحركة ستكشف عن اسم رئيسها الجديد بعد فترة وجيزة
- رام الله: كفاح زبون
- رام الله: كفاح زبون
خالد مشعل يعلن وثيقة «حماس» الجديدة... ويغادر
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة