مقتل وإصابة العشرات من عناصر الأمن في هجومين بالأنبار

بينهم 10 من منتسبي حرس الحدود

مقتل وإصابة العشرات من عناصر الأمن في هجومين بالأنبار
TT

مقتل وإصابة العشرات من عناصر الأمن في هجومين بالأنبار

مقتل وإصابة العشرات من عناصر الأمن في هجومين بالأنبار

قتل اثنان وأصيب أربعة من مقاتلي العشائر جراء تفجير عبوات ناسفة أعقبته اشتباكات مسلحة ضد تنظيم داعش مساء أول من أمس بُعيد مقتل عشرة عناصر من القوات الأمنية في كمين نصبه متطرفون، حسبما أفادت مصادر أمنية.
وقال شاكر الريشاوي، قائد «فوج صقور الصحراء» لمقاتلي العشائر لوكالة الصحافة الفرنسية: «قُتل اثنان وأصيب أربعة من مقاتلينا بجروح جراء تفجير (داعش) سلسلة عبوات ناسفة استهدف عجلة لمقاتلينا أعقبه مواجهات مسلحة» بين الطرفين. ووقع الهجوم مساء أول من أمس في منطقة الكيلو 25 إلى الغرب من مدينة الرطبة، وفقا للمصدر. وتحدث الريشاوي عن مقتل اثنين واعتقال اثنين آخرين من المتطرفين. وأكد ضابط برتبة نقيب في الجيش الموجود في الأنبار، وقوع الهجوم وعدد الضحايا. وتقع الرطبة على بعد نحو 390 كلم غرب بغداد في محافظة الأنبار المترامية الأطراف، وهي آخر بلدة رئيسية على الطريق إلى الحدود مع الأردن.
وقبل وقوع هذا الهجوم، قتل عشرة وأصيب 20 من مقاتلي الجيش والشرطة والعشائر في كمين نصبه لهم مقاتلون من تنظيم داعش يرتدون زي قوات الأمن. وقال ضابط في الجيش العراقي إن «عناصر من (داعش) مسلحين برشاشات وقاذفات صواريخ هاجموا عربات مدنية وعسكرية تنقل جنودا قرب الرطبة، فقتلوا 10 أشخاص على الأقل وأصابوا 20 آخرين». وأشار إلى أن «عناصر (داعش) كانوا يرتدون الزي العسكري ويقودون عربات عسكرية. ونصبوا حاجزا وهميا على الطريق الرئيسي قرب الرطبة». وقال الضابط إن ضحايا الهجوم هم عناصر من حرس الحدود ومن شرطة الأنبار والجيش. وأضاف أن «عناصر (داعش) كانوا يرتدون الزي العسكري ويقودون عربات عسكرية. ونصبوا حاجزا وهميا على الطريق الرئيسي قرب الرطبة». وأضاف أن خمسة من العشرة الذين قتلوا هم من حرس الحدود. وصرح بأن المتشددين استغلوا عاصفة رملية لشن هجومهم. وبحسب رئيس بلدية الرطبة عماد الدليمي فإن ثلاثة عناصر آخرين من قوات الأمن هم في عداد المفقودين.
وتمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، من استعادة مدن مهمة ومناطق واسعة في الأنبار من قبضة المتطرفين الذين ما زالوا يوجدون في مناطق متفرقة في محافظة الأنبار التي تشترك بحدود مع سوريا والأردن والسعودية. وتعرضت قوات حرس الحدود وقوات أمنية تنتشر في مناطق غرب الأنبار خلال الأشهر الأخيرة إلى هجمات متكررة من تنظيم داعش.
وبحسب مصادر عسكرية عراقية، وصلت قوات خاصة أميركية إلى قاعدة عين الأسد القريبة من حديثة لدعم العملية العسكرية في غرب الأنبار. وهدف العملية استعادة السيطرة على بلدة القائم الحدودية التي يسيطر عليها تنظيم داعش ومناطق قريبة منها محاذية لنهر الفرات. وذكرت تقارير غير مؤكدة أن زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، شوهد أخيرا في هذه المنطقة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.