كشف وزير الدفاع السابق في الحكومة الإسرائيلية، موشيه يعلون، أن إسرائيل تلقت اعتذارا رسميا من تنظيم داعش، بعد قيامه بقصف موقع إسرائيلي في هضبة الجولان بداية عام 2016.
وأضاف يعلون، خلال ندوة عقدت في مدينة بئر السبع، أن تنظيم داعش في سوريا، يتصرف بحذر شديد تجاه إسرائيل ويمتنع عن التعاطي معها، وحتى عندما يطلق قادته تصريحات تهديد، فإنه لا يشكل خطرا عليها، إنما الخطر يأتي من إيران وتوابعها.
ورفض يعلون أن يكشف سبل توصيل رسالة «داعش». وقال إن المهم هو أن الرسالة وصلت والاعتذار قد تم قبوله في تل أبيب، وإسرائيل اكتفت بما فعلته ردا على القصف، ولم تطور الصدام مع «داعش».
ويعلون، الذي شغل إبان الانتفاضة الثانية منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قبل أن يدخل المعترك السياسي ويتولى حقيبة الأمن، كان يدلي بدلوه في النقاش الجاري في إسرائيل حول موقفها من الحرب السورية، وهل تظل نائية عن التدخل فيها بشكل مباشر، أم أن عليها أن تتدخل لتحسم المعركة لصالح أحد الأطراف، النظام أو المعارضة.
ورفض يعلون الفكرة القائلة إن الحسم لصالح النظام السوري سيخلص المنطقة من «داعش»، وقال إن التنظيم لا يهدد أمن إسرائيل، وعندما فعل ذلك وقصف بالمدفعية موقعا إسرائيليا في هضبة الجولان بثلاث قذائف خائبة، لم تصب أحدا ولم تتسبب بأضرار، وقامت إسرائيل بالرد على مصدر النيران، فإن «داعش» سارع إلى الاعتذار.
وانتقد يعلون المسؤولين الإسرائيليين الذين يطالبون إسرائيل بالتدخل في الصراعات السورية، وقال: «أفضل قرار كنا قد اتخذناه في حينه، منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا، هو ألا نتدخل فيها بشكل مباشر وأن نضع خطوطا حمراء أمام الجميع نحذرهم فيها من تجاوزها. لكن هناك من يريد في إسرائيل اليوم أن يكسر هذه القاعدة ويورطنا في هذه الحرب، وأنا هنا أحذر من مغبة تطور كهذا».
وأضاف أنه يرى الخطر الأكبر قادم من طهران ومن توابعها في المنطقة. وقال: «الإيرانيون هم من يوجهون بشنّ هجمات مباشرة ضد إسرائيل، وهم الذين يخططون لإقامة قواعد إرهاب ضدنا على البحر الأبيض المتوسط، من خلال الأراضي السورية الشمالية الغربية أو من خلال الأراضي السورية الجنوبية الغربية في البر. إيران هي عدونا الأول، وليس تنظيم داعش. فـ(داعش) لم يكن ولا مرة هو من يطلق النار باتجاهنا، بل كانت إيران دائماً».
وهاجم يعلون خلفه في الوزارة، أفيغدور ليبرمان، وقال إنه من الخطر على أمن إسرائيل أن تنجر خلف مواجهة غير محسوبة في سوريا.
وكانت مصادر إعلامية قد تحدثت في تل أبيب، في الأيام الأخيرة، عن اتصالات تجريها جهات إسرائيلية مع «داعش» بدعوى «استرجاع نحو 50 مواطنا عربيا من إسرائيل (فلسطينيي 48)، الذين وصلوا إليه عبر الأراضي التركية ويحاربون اليوم في صفوفه ويحاول ذووهم إعادتهم. لكن إسرائيل الرسمية استخفت بهذه المعلومات ورفضت التعقيب عليها.
والمعروف أن هناك 83 شخصا من «فلسطينيي 48» يقبعون اليوم في السجون الإسرائيلية بعد اعترافهم وإدانتهم بتهمة الانتساب إلى «داعش»، غالبيتهم سافروا إلى سوريا والعراق وتدربوا مع «داعش»، ولكنهم فضلوا السجن الإسرائيلي على المشاركة في ممارسات «داعش»، فعادوا إلى ديارهم واعتقلتهم السلطات الإسرائيلية في المطار.
وزير الدفاع الإسرائيلي السابق: «داعش» اعتذر عن قصف نفذته
قال إن التهديد الفعلي يأتي من إيران وليس من التنظيم
وزير الدفاع الإسرائيلي السابق: «داعش» اعتذر عن قصف نفذته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة