قوات الشرعية تسيطر على مواقع جديدة في صعدة

الجيش الوطني يتأهب للتقدم نحو بلدة سفيان بمحافظة عمران

قوات الشرعية تسيطر على مواقع جديدة في صعدة
TT

قوات الشرعية تسيطر على مواقع جديدة في صعدة

قوات الشرعية تسيطر على مواقع جديدة في صعدة

قالت مصادر عسكرية يمنية إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أحرزت تقدما عند الشريط الحدودي مع السعودية، فيما تواصلت المعارك الضارية في جبهات متفرقة من البلاد. وأضافت المصادر التي فضلت عدم الإشارة إليها لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش تقدم ميدانيا خلال معاركه ضد ميليشيات الحوثي وصالح في جبال الساطح في البقع (150 كم شرق مدينة صعدة).
وخلفت المعارك التي اندلعت بين الطرفين العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، فيما فر آخرون من مواقع تمركزهم. وكانت مقاتلات التحالف العربي استهدفت، خلال اليومين الماضيين، بغارات جوية، تعزيزات عسكرية في طريقها للبقع قادمة من مركز المحافظة، مما أسفر عن مقتل وإصابة نحو 60 مسلحا من الميليشيات. وتسعى قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتوسيع رقعة سيطرتها الجغرافية في المحافظات والمناطق التي لا تزال تحت سلطة الانقلابيين خصوصا في صعدة المعقل الرئيسي لزعيم جماعة الحوثيين المسلحة.
إلى ذلك، قالت مصادر ميدانية في محافظة الجوف إن مدفعية قوات الجيش قصفت بشكل مكثف مواقع يتمركز فيها الانقلابيون في كثير من الجبهات، بعد يوم من استهداف الميليشيات المجمع الحكومي في الحزم، مركز المحافظة، بصاروخ باليستي.
وتزامن القصف مع المعارك الدائرة في منطقتي المصلوب والمتون. وبحسب المصادر فإن القصف المدفعي طال مواقع في مزوية وحام بالمتون التي أحرزت قوات الجيش تقدما فيها بمعارك اليومين الماضيين. وقال القيادي الميداني في صفوف الجيش والمقاومة الشعبية في الجوف، عبد الرحمن راكان، لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش تقدمت في مناطق متفرقة في المصلوب وجبهات المتون، فقد وصلت إلى قرب مزارع الحلوة والورش في المديرية. وأكد راكان أن هناك استراتيجية جديدة واستعدادا كاملا لقوات الجيش التي تسعى من خلالها للوصول إلى منطقة سفيان في محافظة عمران. وقال راكان إن هناك استعدادا وتنسيقا مشتركا مع أبناء القبائل لخوض المعركة القادمة، وتطهير ما تبقى من مناطق في المحافظة الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية. وأضاف أن الجيش والمقاومة يسعيان لتجنيب المدنيين والمواطنين في المحافظة أضرار الحرب، في حين تتمترس الميليشيات قرب المنازل وفي المناطق ذات الكثافة السكانية، مستخدمة المدنيين دروعا بشرية.
واستهدفت الميليشيات بصاروخ باليستي المجمع الحكومي في الحزم الذي كان يوجد فيه اجتماع لقائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن أمين الوائلي، وقيادات عسكرية وميدانية في محافظة الجوف، وفقا لما أوردته مصادر لـ«الشرق الأوسط»، التي أكدت مقتل 3 جنود، بينهم نجل اللواء الوائلي، وإصابة 7 آخرين.
في غضون ذلك، كثفت مقاتلات التحالف العربي غاراتها الجوية على مواقع لا تزال توجد فيها عناصر الميليشيات في مناطق الشريط الساحلي في حجة خصوصا في المناطق بين ميدي وعبس. وقالت مصادر ميدانية إن غارات جوية أخرى استهدفت مواقع في حرض التي تدور فيها مواجهات بين الجيش الوطني من جهة والميليشيات من جهة أخرى. وتزامنت الغارات مع المعارك العنيفة في مناطق بين الجمرك القديم ووادي بن عبد الله في المديرية. وقالت المصادر، إن الميليشيات تحاول التسلل إلى مواقع لقوات الجيش غير أنها تواجه بمقاومة وصد عنيفين.
ويأتي التصعيد في حجة بالتزامن مع إعلان كثير من القبائل انضمامها إلى الشرعية لتخليص المحافظة من هيمنة وسيطرة الميليشيات، حيث فقدت الميليشيات الانقلابية المدعومة من طهران المنفذ البحري الوحيد لها على البحر الأحمر في هذه المحافظة الجبلية، وهو ميناء ومدينة ميدي التي عادت إلى حضن الشرعية. وتعد حجة واحدة من أربع محافظات تشكل إقليم تهامة في غرب اليمن، الذي تعد محافظة ومدينة الحديدة عاصمة له.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».