دائماً ما يذهب نادي توتنهام هوتسبير إلى ملعب ويمبلي الشهير بتوقعات كبيرة، لكن سرعان ما تتبخر أحلامه ويخرج مهزوما في النهاية. في عام 2008، فاز توتنهام على تشيلسي في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة على هذا الملعب، لكن قبل هذه المباراة كان الفريق قد حقق فوزا وحيدا في ثماني مشاركات. وحتى في دوري أبطال أوروبا، خرج الفريق أمام سيسكا موسكو الروسي في المباراة الأخيرة لدور المجموعات في وقت سابق من الموسم الحالي على الملعب نفسه.
ما يحدث في توتنهام يذكر بكارثة بورتسموث في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2010 والخروج أمام تشيلسي من الدور نفسه قبل عامين؟ بالطبع يتذكر جمهور توتنهام هذا جيدا.
كان من المفترض أن يختلف الوضع هذه المرة عندما يواجه توتنهام نظيره تشيلسي في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، لأن الفريق بات قوياً هذا الموسم بقيادة ماوريسيو بوكتينيو ويحقق نتائج رائعة في الدوري الإنجليزي الممتاز جعلته يطارد تشيلسي بكل قوة على صدارة المسابقة، علاوة على أنه يحقق أفضل نتائج منذ عام 1960. ولذا كان جمهور النادي يمني النفس بالفوز والتأهل للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي.
صحيح أن توتنهام قد نجح في إدراك التعادل مرتين عن طريق هاري كين وديلي ألي، لكن النادي خسر في النهاية بأربعة أهداف مقابل هدفين.
ووصلت نسبة استحواذ توتنهام على الكرة إلى 63 في المائة، وعبر بوكتينيو عن أسفه لأن «كرة القدم الحديثة لم تعط فريقه ما يستحق». وبعدما سجل كين هدفا لتصبح النتيجة التعادل بهدف لكل فريق في الدقيقة 18 من عمر اللقاء، استحوذ توتنهام على مجريات الأمور تماما قبل أن يقلب البديل إدين هازارد الأمور رأسا على عقب ويساعد فريقه على التقدم بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الدقيقة 75.
لقد نجح هازارد في استغلال الركلة الركنية الوحيدة التي حصل عليها تشيلسي في المباراة، في الوقت الذي حصل فيه توتنهام على 11 ركلة ركنية. في الواقع، يعرف المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي كيف يفوز بالمباريات الكبيرة، والأمر نفسه ينطبق على معظم لاعبيه. ونفى بوكتينيو أن تكون الخبرات هي التي حسمت المواجهة، لكنها تظل عاملا مهما لا يمكن تجاهله على الإطلاق.
وقد حاول ألي تعطيل هازارد في الهدف الذي أحرزه، لكنه أعيق من قبل نيمانيا ماتيتش، وهي اللقطة التي تظهر جليا الخبرات الكبيرة للاعبي تشيلسي. لقد بدأ لاعبو توتنهام المباراة متوترين للغاية، وكان تشيلسي مسيطرا على مجريات اللقاء حتى جاء هدف كين. ويجب أن نشير إلى حقيقة أن اللاعبين الكبار هم من ينجحون في تغيير نتيجة المباراة، وهو ما فعله هاري كين عندما استقبل كرة عرضية على ارتفاع منخفض من إريكسون لكنه تعامل معها بشكل جيد وحولها إلى هدف في الزاوية البعيدة.
وعندما تم الكشف عن تشكيلة الفريقين للمباراة، تنفس توتنهام هوتسبير الصعداء لأن كونتي لم يدفع بدييغو كوستا، والأهم أنه لم يدفع بهازارد. وبعدما قرر كونتي الدفع بكوستا وهازارد، بالإضافة إلى سيسك فابريغاس في الشوط الثاني كان الأمر يبدو بمثابة استعراض للقوة، لكن عندما نظر بوكتينيو إلى مقاعد البدلاء لفريقه، لم يجد مهاجما يمكنه تغيير نتيجة اللقاء.
قرر بوكتينيو اللعب بطريقة 3 - 4 - 2 - 1. وهي الطريقة التي نجح من خلالها في الفوز على تشيلسي في يناير (كانون الثاني) الماضي، وكان مصرا أيضا على الدفع بسون هونغ مين في التشكيلة الأساسية، وبالتحديد في مركز الجناح الأيسر.
وكان من الطبيعي أن يدفع بسون لأنه سجل ثمانية أهداف في آخر ست مباريات خاضها مع الفريق، ولعب في معظمها في مركز المهاجم الصريح. لكن اللاعب تدخل بشكل لم يكن هناك حاجة إليه على فيكتور موزيس وتسبب في ركلة جزاء جاء منها الهدف الثاني لتشيلسي.
لقد كان ذلك بمثابة اختبار نفسي لتوتنهام. وفي هذا السياق، لا يمكن أن نتجاهل تأثر اللاعبين برحيل المدير الفني لفريق الشباب تحت 23 عاما بالنادي، أوغو إهيوغو، في ملعب التدريب إثر إصابته بأزمة قلبية يوم الخميس. وقد أثرت تلك الفاجعة على نادي توتنهام بأكمله، ويبدو أنها أثرت على استعدادات الفريق للمباراة.
وجاءت ركلة الجزاء التي أحرزها ويليان عكس سير اللقاء تماما، لكن توتنهام تمكن من الرد مرة أخرى. وأحرز ألي هدفه العشرين خلال الموسم الحالي، وبدا أن توتنهام يمكنه تحقيق أول فوز له في الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي منذ عام 1991، لكنه في النهاية تلقى الهزيمة السابعة على التوالي في هذا الدور من المسابقة.
لقد كشفت خسارة توتنهام أن العمل الكبير الذي يقوم به بوكتينيو لتطوير الفريق لم ينته بعد.
بوكتينيو، الذي قاد الفريق لهذا النهائي في موسمه الأول، نجح بالفعل في تحويل توتنهام إلى فريق شاب واعد ينافس على لقب الدوري لكن الشكوك حول افتقاره للمسة الأخيرة المطلوبة للفوز بالبطولات ما زالت موجودة.
الهزيمة السابعة على التوالي في قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي جعلت جماهير توتنهام تعود إلى منازلها بشعور مألوف بالحزن رغم أن الفريق اللندني ما زال على أعتاب شيء استثنائي.
وقبل ست مباريات على نهاية الدوري، أولها خارج ملعبه ضد كريستال بالاس غدا، فإن توتنهام يتأخر بأربع نقاط عن تشيلسي المتصدر وما زال يملك فرصة للفوز باللقب.
لكن يجب على بوكتينيو أن يعيد التوازن سريعا لتشكيلته وقال: إنه يرفض الانطباع السائد بأن توتنهام يتحول إلى الخاسر الجديد في الكرة الإنجليزية، لأن تجربته مع الفريق لم تكمل عامها الثاني بعد.
ورفض بوكتينيو أن يكون جزءا من ماضي توتنهام وقال: «الماضي هو الماضي. نحن بحاجة للبناء من أجل مستقبل أفضل. لو كنت مشجعا لتوتنهام فسوف تشعر بالحزن. لكن أعتقد أن الجماهير تعرف المشروع، نحن نبني فريقا من أجل السنوات المقبلة».
توتنهام يقدم أداء رائعاً لكنه يفشل في الأمتار الأخيرة
https://aawsat.com/home/article/910146/%D8%AA%D9%88%D8%AA%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%85-%D9%8A%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%A3%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%B9%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%83%D9%86%D9%87-%D9%8A%D9%81%D8%B4%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9
توتنهام يقدم أداء رائعاً لكنه يفشل في الأمتار الأخيرة
التوقعات الكبيرة سرعان ما تتبخر في اللحظات الحاسمة وجماهير الفريق تخشى استمرار العقدة
- لندن: ديفيد هايتنر
- لندن: ديفيد هايتنر
توتنهام يقدم أداء رائعاً لكنه يفشل في الأمتار الأخيرة
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة