تكتل جديد للدفاع عن موقوفي الاحتجاجات الاجتماعية في تونس

212 معتقلاً من المتظاهرين المطالبين بالوظائف والتنمية خلال 6 أشهر

تكتل جديد للدفاع عن موقوفي الاحتجاجات الاجتماعية في تونس
TT

تكتل جديد للدفاع عن موقوفي الاحتجاجات الاجتماعية في تونس

تكتل جديد للدفاع عن موقوفي الاحتجاجات الاجتماعية في تونس

أُعلن في تونس أمس عن تأسيس لجنة حقوقية تُعنى بالدفاع عن الاحتجاجات المطالبة بالتنمية المحلية. وطالبت «اللجنة الوطنية للدفاع عن الحركات الاجتماعية» في بيان بإلغاء الأحكام التي صدرت عن أشخاص لمشاركتهم في مظاهرات تطالب بالوظائف والتنمية. وحمّلت اللجنة، حكومة رئيس الوزراء يوسف الشاهد «المسؤولية عن تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد ودفع التونسيين في المناطق الفقيرة نحو اليأس». وتشكلت اللجنة من 58 شخصية تنتمي إلى منظمات حقوقية ونقابية واجتماعية، مشيرة إلى أن مطالبها الرئيسية تتمثل في القضاء على الفساد والحيف الاجتماعي والتهميش، خصوصاً في المناطق الفقيرة.
وكان «مؤتمر الحركات الاجتماعية التونسية» الذي عقده «المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية» (منظمة حقوقية مستقلة) في شهر مارس (آذار) الماضي قد دعا التونسيين إلى مساندة التحركات السلمية والدفاع عنها والإبقاء على جذوتها بهدف الضغط على الحكومة من أجل التسريع ببرامج التنمية في المناطق التونسية. وقال عبد الرحمان الهذيلي رئيس «المنتدى» إن المحاكمات طالت المئات من الشبان على خلفية مشاركتهم في التحركات الاجتماعية منذ أغسطس (آب) 2016 على غرار المظاهرات الاحتجاجية في منطقة ماجل بلعباس من ولاية (محافظة) القصرين (وسط غرب) وولاية قفصة (جنوب غرب) ومنطقة بوسالم من ولاية جندوبة (شمال غرب)، وكذلك ما بات يعرف بـ«قضية قليبية» (شمال شرق). وأضاف الهذيلي: «إذا اعتقدت الحكومة أنه يمكن مواجهة الحراك الاجتماعي عبر الحل الأمني فإنها مخطئة».
وكان القضاء التونسي قد حكم بسجن 11 شاباً تتراوح أعمارهم بين 21 و28 سنة لمدد تصل إلى 14 عاماً، لمشاركتهم في مظاهرات غداة اغتيال اليساري المعارض شكري بلعيد، وتم خلال هذه التحركات إحراق مركز للشرطة.
ووفق ما وثقته عدة منظمات حقوقية تونسية ودولية، فإن عدد الشبان التونسيين الذين تعرضوا للاعتقال خلال 6 أشهر من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الشاهد، بلغ 212. وطالت المحاكمات شباناً من مناطق قفصة وسيدي بوزيد وقابس ونابل والكاف والمنستير وصفاقس، وهو ما أدى إلى تشكيل عدة جبهات اجتماعية لدعم التحركات الاجتماعية السلمية.
وتدعم عدة أحزاب سياسية، خصوصاً التي تقف منها في المعارضة، هذه التحركات وتدعو الحكومة إلى اعتماد مقاربة أخرى غير المقاربة الأمنية في معالجة الأزمات الاجتماعية. وتعيش تونس خلال هذه الفترة على وقع احتجاجات اجتماعية متواصلة خصوصاً في منطقتي تطاوين (جنوب شرق) والكاف (شمال غرب)، وتلتقي هذه التحركات حول المطالب نفسها المتمثلة في التنمية وتوفير فرص العمل أمام الشباب العاطل عن العمل. ويقدر عدد العاطلين في تونس بنحو 630 ألف نصفهم من خريجي الجامعات.
من ناحية أخرى، ألقت قوات الأمن التونسي القبض على عضو سابق في المجلس التأسيسي التونسي (البرلمان) بصدد تهريب السجائر، وذلك بعد أن نصبت كميناً محكماً أطاح به. وذكرت مصادر أمنية أن المتهم أستاذ تعليم ثانوي ويبلغ من العمر نحو 41 سنة. وبتفتيش السيارة التي كان يقودها عثرت وحدات الحرس الوطني على ما لا يقل عن 4500 علبة سجائر مهربة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».