الرئاسة المصرية تؤسس «جسراً إلكترونياً» للتواصل مع الشباب

السيسي يجيب على تساؤلاتهم خلال مؤتمرهم الدوري بالإسماعيلية غداً

«دلوقتي صوتك مسموع» مدخل للصفحة الرسمية لانطلاق المبادرة الإلكترونية «اسأل الرئيس» («الشرق الأوسط»)
«دلوقتي صوتك مسموع» مدخل للصفحة الرسمية لانطلاق المبادرة الإلكترونية «اسأل الرئيس» («الشرق الأوسط»)
TT

الرئاسة المصرية تؤسس «جسراً إلكترونياً» للتواصل مع الشباب

«دلوقتي صوتك مسموع» مدخل للصفحة الرسمية لانطلاق المبادرة الإلكترونية «اسأل الرئيس» («الشرق الأوسط»)
«دلوقتي صوتك مسموع» مدخل للصفحة الرسمية لانطلاق المبادرة الإلكترونية «اسأل الرئيس» («الشرق الأوسط»)

يشهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غدا (الثلاثاء) المؤتمر الدوري للشباب بمدينة الإسماعيلية (شمال شرقي القاهرة)، وذلك بمشاركة 1200 شاب وشابة يمثلون إقليم القناة والمحافظات الأخرى. وأعلنت الصفحة الرسمية للمؤتمر انطلاق المبادرة الإلكترونية «اسأل الرئيس»، والتي يمكن من خلالها لأي مواطن أن يطرح سؤالا على الرئيس عبر موقع خاص بالمبادرة، على أن يقوم الرئيس بالرد على بعض تلك التساؤلات خلال المؤتمر.
ويعقد لقاء الإسماعيلية، وهو الثالث من نوعه، في إطار مبادرة الرئيس السيسي لعقد مؤتمر شهري للشباب، أطلقها خلال المؤتمر العام الأول للشباب، والذي عقد في مدينة شرم الشيخ العام الماضي. ومن بين نتائج المؤتمر تشكيل لجنة وطنية من الشباب لفحص ومراجعة موقف الشباب المحبوسين، والتي أصدرت حتى الآن قائمتين ضمتا مئات الشباب، تم الإفراج عنهم بعفو رئاسي.
وقال مصدر مسؤول بمكتب الرئيس، إن السيسي سوف يشهد فعاليات المؤتمر، والذي سيُعقد بمدينة الإسماعيلية في الفترة من 25 إلى 27 أبريل (نيسان) 2017، وذلك بالتزامن مع فعاليات الاحتفال بعيد تحرير سيناء؛ بمشاركة 1200 شاب وشابة من مختلف الفئات العمرية.
ويشارك في المؤتمر شباب محافظات السويس وبورسعيد والإسماعيلية، إضافة إلى شباب من محافظتي شمال وجنوب سيناء، وبعض من شباب المحافظات الأخرى، بالإضافة إلى 100 شاب يمثلون وزارة التعليم العالي، و100 آخرين يمثلون وزارة الشباب والرياضة، وشباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، وعدد من شباب الأحزاب السياسية.
وأضاف المصدر أنه «تم اختيار 60 شابا وشابة ممن تقدموا بطلب حضور المؤتمر من خلال الموقع الرسمي للمؤتمر؛ وذلك بحضور عدد من الوزراء ونواب بالبرلمان وبعض رؤساء الأحزاب، ورؤساء النقابات المهنية وعدد من الشخصيات العامة».
ومن المتوقع أن يناقش المؤتمر، من خلال الجلسات المختلفة، عددا من الموضوعات تحت عناوين: «مواجهة ارتفاع أسعار السلع والمسؤولية المشتركة بين الدولة والمجتمع والمواطن. وجهود الدولة لرعاية المواطن صحيا واجتماعيا وآفاق التنمية المستدامة في قطاعي البترول والكهرباء. ونموذج محاكاة الدولة المصرية والذي سوف يقوم بعض شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة من خلاله بمناقشة بعض التحديات التي تواجه الدولة، والفرص المتاحة أمامها من خلال طرح بعض الخطط والحلول لمواجهة هذه التحديات ومناقشتها مع السادة المسؤولين».
وخلال لقائه خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، السبت الماضي، للاطلاع على ترتيبات مؤتمر الإسماعيلية، أكد الرئيس السيسي ضرورة مواصلة الجهود للارتقاء بقطاع الشباب والرياضة في مصر، مشيدا في هذا الإطار بما تم تحقيقه خلال السنوات الماضية في سبيل رفع كفاءة المنشآت الرياضية ومراكز الشباب، ومشددا على أهمية الاستمرار في تلك الجهود، لا سيما في ضوء ما تسهم به في رفع قدرات الشباب وتعظيم الاستفادة مما يتمتعون به من إمكانات هائلة تدعم مسيرة التنمية الشاملة.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن الاجتماع شهد استعراضا لمختلف الجهود التي تقوم بها الوزارة على صعيد دعم أنشطة الشباب والرياضة، والمشروعات المختلفة التي تُنفذها لإنشاء المجمعات الرياضية وتجهيزها، والارتقاء بكفاءة مختلف منشآت ومراكز الشباب القائمة بالفعل على مستوى الجمهورية، حيث تطرق الوزير إلى الموقف التنفيذي للمشروعات التي تقوم بها الوزارة في هذا الصدد، وخاصة في كل من العاصمة الإدارية الجديدة ومدن القناة والصعيد.
وعرض عبد العزيز، خلال الاجتماع أيضا، مشروع قانون الرياضة الجديد، حيث أشار إلى أن مجلس الوزراء قد أقر مشروع القانون وأنه سيتم عرضه على مجلس النواب خلال الأسبوع المقبل، مشيرا إلى ما سيسهم به قانون الرياضة الجديد في تنظيم العمل بهذا المجال، وتعزيز جهود النهوض بالقطاع الرياضي في مصر.
وتفاعلا مع مبادرة «اسأل الرئيس»، بدأ الشباب على قوائم التواصل الاجتماعي، وعلى الموقع المخصص للمبادرة، توجيه الأسئلة للرئيس السيسي في انتظار الرد عليها. ودارت معظم الأسئلة حول «غلاء الأسعار، والحرب على الإرهاب، والاستحقاقات الديمقراطية المقبلة».
وقالت زهرة سالم: «لماذا لا توجد رقابة على الأسعار، ولا يوجد وزير ينزل لأرض الواقع ويشوف شغله؟ مفيش محافظ بيتنازل شوية وينزل من على كرسيه ويحاسب المخطئ. الناس ماشيه بتكلم نفسها من غلو الأسعار، يا ريس لازم تحاسبهم وكل واحد يسأل وتكون له أجندته اللي يتحاسب عليها».
في حين تساءل مصطفى جاد قائلا: «لماذا لم تتم الاستعانة بشباب من عمر 31 وحتى 37 للتمكين، وخصوصا من العاملين بالقطاع الخاص لتطوير شركات الأعمال؟».
وتعجب علاء حمدي مرزوق، من التأخير في إصدار قانون المحليات حتى الآن، رغم أن بيان الحكومة أمام البرلمان تعهد بإقامتها في الربع الأول من العام الحالي، ودعا للإسراع في إصدار القانون وتحديد موعد لإقامة هذا العرس الديمقراطي لتكملة مؤسسات الدولة ومجابهة الفساد.
وتساءلت «أم عمر»: «متى سيتم الحكم على الإرهابيين الموجودين في السجون؟».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.