كان المدافع الفرنسي مامادو ساكو على يقين بأن مادة حرق الدهون التي تسببت في إيقافه بعد مشاركته مع ليفربول أمام مانشستر يونايتد في الدور قبل النهائي للدوري الأوروبي لم تكن مدرجة على قائمة المواد المحظورة من قبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.
ومع ذلك، تم إيقاف اللاعب وحرم من المشاركة في المباراة النهائية للدوري الأوروبي ولم ينضم بالتالي لقائمة المنتخب الفرنسي المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016.
وقال المدافع الفرنسي: «كنت أعمل بكل قوة من أجل الاستعداد للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية ومساعدة منتخب بلادي والدفاع عن قميص المنتخب الفرنسي في بطولة تقام على الأراضي الفرنسية. والآن، لن تتاح لي هذه الفرصة مرة أخرى في المستقبل. ومهما قالوا أو فعلوا فلن يعوضوني عما حرموني منه. المحامي الخاص بي سوف يرى ما سيحدث بعد ذلك، أما أنا فأركز في أشياء أخرى. علمتني الحياة ألا أنظر إلى الخلف مطلقا أو أن أفكر فيما كان يجب فعله، لأن ذلك قد أصبح جزءا من الماضي. وأنا دائما ما أنظر إلى الأمام وكيفية مواجهة التحدي المقبل، وهذه هي الحياة. هناك أشياء جيدة وأخرى سيئة، لكني أركز دائما على المحاولة وإيجاد الأشياء الإيجابية، وهذه هي الطريقة الوحيدة للاستمرار، وأنا اليوم سعيد».
وكانت الـ13 شهرا الماضية بمثابة اختبار قاس للمدافع الفرنسي وطريقة تفكيره المثيرة للإعجاب، فرغم الظروف التي تغيرت من حوله بصورة دراماتيكية فإنه ظل ثابتا ولم يتغير. ويلعب ساكو الآن في صفوف كريستال بالاس على سبيل الإعارة وكان له دور كبير للغاية في مساعدة الفريق على تحقيق الفوز في خمس مباريات من آخر سبع مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز ليساعد الفريق بقيادة المدير الفني سام ألارديس على الابتعاد عن منطقة الخطر والهبوط لدوري الدرجة الأولى.
وكان ساكو، الذي اعتاد على اللعب مع أندية كبيرة في مقدمة الدوري، عند حسن ظن نادي كريستال بالاس، حيث كان قائدا ومنظما ومحاربا ومصدر إلهام وقوة لزملائه بالفريق، وهو ما جعله محبوبا للغاية بين جمهور النادي.
وكان العام الماضي صعبا للغاية على المدافع الفرنسي، وإن كانت بعض هذه الصعوبات قد حدثت بسببه هو شخصيا، حيث اعتذر عن الذهاب مع فريقه السابق ليفربول في رحلته إلى الولايات المتحدة استعدادا للموسم الجديد، وهو ما أدى إلى توتر العلاقة بينه وبين المدير الفني للفريق يورغن كلوب، لكن الموقف الأصعب الذي واجه اللاعب خلال مسيرته الكروية كان عندما جاءت نتائج عينات المنشطات إيجابية بسبب تناوله مادة لحرق الدهون لم ينكر اللاعب تناولها، ولكنه أشار إلى أنها غير مدرجة على قوائم المواد المحظورة.
وأصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرارا بإيقاف اللاعب لمدة 30 يوما انتظارا لنتائج التحقيقات، قبل رفع العقوبة عنه في نهاية المطاف بعدما ثبت أن المادة التي تناولها غير مدرجة بالفعل على قوائم المواد المحظورة.
وفي آخر مباراة شارك فيها اللاعب مع ليفربول سجل هدفا في مرمى نادي إيفرتون، وانتهت المباراة بفوز ليفربول برباعية نظيفة. وقبل تلك المباراة بأقل من أسبوع كان ساكو قد سجل هدف التعادل لفريقه في مرمى بروسيا دورتموند الألماني في الدور ربع النهائي للدوري الأوروبي.
يقول ساكو: «كانت اللحظة الأصعب بالنسبة لي عندما رأيت الدموع في أعين والدتي وشقيقتي وشقيقي وزوجتي. لم يكونوا يفهمون ما حدث. كان من الصعب للغاية رؤيتهم في هذه الحالة، فقد كانوا محبطين للغاية، وكنت أحاول أن أوضح لهم أنني لم أرتكب أي خطأ، وأن كل شيء سيكون على ما يرام. في الحقيقة، كنت هادئا ومسالما وأحاول فقط أن أطمأنهم. كان يجب أن أتحلى بالقوة في ذلك الوقت، وكان الأشخاص القريبون مني لديهم ثقة فيما أقول. كنت أعرف أن التحقيقات ستثبت أنني كنت على صواب في نهاية المطاف».
وقد تم تبرئة ساكو بالفعل، لكنه لم يتمكن من المشاركة في المباراة النهائية للدوري الأوروبي والتي خسرها ليفربول أمام إشبيلية الإسباني، كما لم ينضم نتيجة لذلك لقائمة المنتخب الفرنسي المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية. وكانت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد أعلنت براءة ساكو من تناول المنشطات قبل 48 ساعة فقط من المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية.
يقول المدافع الفرنسي: «كنت أعرف أن الإيقاف سيحول دون انضمامي لقائمة المنتخب الفرنسي، لذا تحدثت مع المدير الفني للمنتخب ديديه ديشامب ووعدته بأنني سأحضر لمشاهدة المباراة الافتتاحية للفريق، وكذلك آخر مباراة للفريق في البطولة والتي أتمنى أن تكون المباراة النهائية، وبالفعل حدث ذلك. زرت فندق الفريق في باريس في اليوم السابق للمباراة النهائية لكي أعبر عن دعمي للمنتخب. وما زال طموحي هو المشاركة مع منتخب بلادي في نهائيات كأس العالم 2018 وأن أحتفظ بمكاني في التشكيلة الأساسية».
وأضاف: «خلال تلك الفترة بأكملها، قضيت كل الوقت مع عائلتي ومع جمعيتي الخيرية في السنغال وساحل العاج. أعرف أنني محظوظ في حياتي ويمكن إعادة الأمور إلى نصابها. زرنا دارا للأيتام ومدرسة للصم والبكم وسجنا للأحداث، وتحدثنا مع الأطفال هناك وأعطيناهم بعض النصائح، لأن الجميع يرتكب أخطاء. الشيء المهم هو أن نتعلم من أخطائنا وأن ننقل ما تعلمناه للآخرين. ومن خلال القيام بذلك يشعر المرء بأنه يبعث برسالة إيجابية ويظهر أنه يمكن لأي شخص أن يساعد بطريقته الخاصة. أنا محظوظ لأنني قادر على أن أستغل مكانتي بطريقة إيجابية وأن أرد الدين للجميع. يتعين على المرء دائما أن يساعد الناس على الوصول لمستوى أفضل، ونتيجة لذلك يمكن أن يكون العالم مكانا أفضل».
وفي الساعات الأخيرة من فترة الانتقالات الشتوية الماضية، لم يكن ساكو يعلم أين سيكون مصيره، فقد كان نادي كريستال بالاس، الذي كان يحتل المركز التاسع عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ولديه خط دفاع ضعيف للغاية، قد حقق الفوز على نادي بورنموث في اليوم الأخير لفترة الانتقالات الشتوية، ولم يكن المدير الفني لكريستال بالاس سام ألارديس متأكدا مما إذا كان سيتمكن في تلك الليلة من إتمام التعاقد مع ساكو لتدعيم خط دفاع الفريق أو إنهاء التعاقد مع مهاجم إيفرتون أرونا كونيه.
وبعد انتهاء المباراة، كانت المكالمات الهاتفية لا تتوقف بين رئيس النادي، ستيف باريش، والمدير الفني قبل ساعات قليلة من انتهاء اليوم الأخير لفترة الانتقالات الشتوية، بينما كان ساكو ينتظر في مكتب النادي في سوهو بلندن. وفي النهاية، انتقل ساكو إلى كريستال بالاس على سبيل الإعارة لمدة خمسة أشهر.
يقول ساكو: «كنت قد سمعت أشياء جيدة عن المدير الفني، ولذا ساعدني وجوده هنا على اتخاذ القرار بسهولة. تحدثت مع لاعب خط وسط نادي روبن كازان، يان مفيلا، الذي سبق وأن عمل مع سام في سندرلاند الموسم الماضي، وتحدث عن المدير الفني بشكل رائع للغاية. إنه مدير فني قدير يعرف تماماً ما يقوم به. وأخبرني آخرون، مثل يوهان كاباي وكريستيان بينتيكي، بأن هذا فريق جيد ونادٍ جيد، وطمأنوني بأن هذا الانتقال سيكون جيدا للجميع. ولا أنسى بالطبع رئيس النادي، الذي تحدث بصورة رائعة عن النادي عندما تحدث معي عبر الهاتف. لقد تحدث عن كريستال بالاس بطريقة عاطفية جعلتني أتأثر للغاية، وقد نجح في نقل هذه المشاعر لي عبر الهاتف. إنه رجل يلتزم بكلمته، وجعلني أشعر بالرغبة في القتال من أجل النادي».
شارك ساكو مع كريستال بالاس في سبع مباريات نجح خلالها في الحصول على 16 نقطة والخروج بشباك نظيفة في أربع مباريات والفوز على تشيلسي، والفوز على آرسنال على ملعبه للمرة الأولى منذ عام 1979، ولذا يرغب النادي بشدة في الحفاظ على المدافع الفرنسي في حال نجاحه في البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، حتى في ظل الحديث عن وصول سعره إلى 30 مليون جنيه إسترليني. وعلى الرغم من ذلك، سيظل ليفربول له مكانة خاصة في نفس المدافع الفرنسي الرائع.
مامادو ساكو: مهما قالوا أو فعلوا لن يعوضوني عما حرموني منه
مدافع فرنسا ونادي كريستال بالاس لا يستطيع نسيان فترة إيقافه بداعي تناول المنشطات
مامادو ساكو: مهما قالوا أو فعلوا لن يعوضوني عما حرموني منه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة