الفتح يخرج من النفق المظلم

رغم حصده 9 نقاط متتالية... الجبال: المهمة لم تنتهِ بعد

الفتح مر بمأزق صعب هذا الموسم («الشرق الأوسط»)
الفتح مر بمأزق صعب هذا الموسم («الشرق الأوسط»)
TT

الفتح يخرج من النفق المظلم

الفتح مر بمأزق صعب هذا الموسم («الشرق الأوسط»)
الفتح مر بمأزق صعب هذا الموسم («الشرق الأوسط»)

خرج فريق الفتح الأول لكرة القدم من النفق المظلم في الدوري السعودي للمحترفين بعد أن نجح في تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية قفزت أكثر به 3 مراكز وأبعدته بنسبة تتجاوز 50 في المائة عن خطر الهبوط بعد أن ظل هذا الشبح يطارده منذ الجولة الأولى.
وقدم الفتح هذا الموسم أسوأ مستوياته ونتائجه وظل من أبرز المرشحين للهبوط لدوري الأولى ومر بالكثير من الصعوبات التي كانت بالنسبة لإدارته تحديا كبيرا وكان أهمها الاستعانة بعد انقضاء ثلث الدوري تقريبا بالمدرب السابق فتحي الجبال الذي تحققت في عهده أبرز الإنجازات التاريخية لهذا النادي في لعبة كرة القدم بداية من الصعود من دوري الأولى للمحترفين في نسخة 2009 - 2010 مرورا بتحقيق لقب دوري 2012 - 2013 ومن ثم التراجع قبل أن يتحسن الفريق مجددا ويصل لخامس الترتيب الموسم الماضي لكنه انتكس مبكرا هذا الموسم وأثار القلق في نفوس محبيه وجماهيره.
وبالعودة إلى الانتصارات الأخيرة للفتح فقد حصد الفريق 9 نقاط متتالية أمام القادسية في الخبر ثم على الباطن في الأحساء وأخيرا على الوحدة في مكة المكرمة وفي هذه المباراة كان المكسب أكثر من 3 نقاط بل إنه نجح في منح فريق الوحدة بطاقة المغادرة وعزز حظوظه بعدم اللحاق به في المقعد الثاني أو حتى عدم اللجوء للملحق وهو كان من الخيارات السيئة التي كان الفتحاويون سيوافقون عليها وبمرارة في حال اللجوء إليها.
ورفع الفتح رصيده نتيجة الانتصارات الأخيرة المتوالية لـ«25» نقطة متقدما بفارق 3 نقاط عن صاحب المركز قبل الأخير فريق الخليج الذي سيقابله في الجولة المقبلة في مدينة الدمام, فيما مباراة تعتبر الفرصة الأخيرة أيضا للخليج في حال كان قادرا على البقاء بين الكبار قبل أن تكون الجولة الأخيرة هي الجولة الفصل لجميع الفرق المتنافسة على البقاء بعد أن طار الهلال بالدوري.
ويقول مدرب فريق الفتح فتحي الجبال: كنا نثق تماما أن مواجهاتنا مع الفرق المتنافسة معنا على البقاء تمثل فرصا كبيرة من أجل إثبات أننا الأفضل ونستحق البقاء بين الكبار وأن الهبوط لدوري الأولى لا يمكن القبول به رغم كل الظروف الصعبة التي مررنا بها.
ويضيف: «ثقتنا لم ولن تضعف في لاعبينا، تجاوزنا اختبارات صعبة جدا في الكثير من المباريات، والظروف السيئة والحظ العاثر وقفا أمامنا، ولكن كان لا بد أن يحالفنا التوفيق لأن العمل كان كبيرا والجهود والإحساس بالمسؤولية كانت سمة الجميع».
وبين الجبال أن فريقه لم يضمن للآن البقاء في دوري المحترفين ولم يحصد نقاط الأمان «نعم تقدم بشكل مميز في جدول الترتيب لكن المهمة لم تنته، قد تنتهي المهمة من خلال حصد نقاط الخليج، وقد تكون هناك حاجة كبيرة لحصد نقاط الاتحاد في الجولة الأخيرة ولذا كل الاحتمالات والحسابات المقعدة لا تزال موجودة».
وأثنى الجبال على العمل الكبير الذي لعبه الجمهور الفتحاوي بشكل خاص وجمهور الأحساء بشكل عام، حيث حضر بشكل فعال جدا سواء في مباريات الفريق في بطولة الدوري أو دور المجموعات لدوري أبطال آسيا مما جعل الفريق يقدم مستويات فنية عالية ونتائج رائعة في هاتين المسابقتين.
من جانبه أكد نائب رئيس النادي المهندس سعد العفالق أن الفريق لم يحسم إلى الآن وضعه في بطولة الدوري، حيث لا يزال موضوع البقاء غير محسوم، هبط فريق وبقي مقعد هبوط مباشر وثانٍ لخوض الملحق، وهناك عدد من الفرق معرضة لهذا الوضع السيئ ولذا الفتح لم يحصد نقاط الأمان ولم يصل بعد لمنطقة الدفء.
وأكد العفالق لـ«الشرق الأوسط» أن ما قدمه الفريق من نتائج في دور المجموعات بدوري أبطال آسيا كان له الدور الأكبر في أن ينهض الفريق بقوة في بطولة الدوري، مع أن الهدف لم يكن الوصول لمراحل متقدمة على الصعيد القاري، بل إن الهدف كان النجاة من الهبوط، لكن التألق القاري انعكس إيجابيا على التألق المحلي في الجولات الأخيرة.
واعتبر أن بطولة الدوري هذا الموسم كانت صعبة ومتقلبة ولذا عدد المتنافسين على مقاعد الهبوط والملحق أكثر من نصف الدوري حتى قبل نهاية الدوري بجولتين، فيما نجح الهلال في حسم أموره وابتعد كثيرا عن أقرب منافسيه مما يكشف وجود خلل كبير في الجانب الفني تحديدا في دوري المحترفين السعودي لهذا الموسم.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».