بروكسل تنفي تورط شخص بلجيكي في هجوم الشانزليزيه

كان يعمل في محطة للبنزين بمدينه أنتويرب شمال بلجيكا وقت وقوع الحادث

بروكسل تنفي تورط شخص بلجيكي في هجوم الشانزليزيه
TT

بروكسل تنفي تورط شخص بلجيكي في هجوم الشانزليزيه

بروكسل تنفي تورط شخص بلجيكي في هجوم الشانزليزيه

نفت الحكومة البلجيكية أن يكون لديها أي معلومات تؤكد على تورط شخص بلجيكي في الهجوم الإرهابي الذي وقع في الشانزليزيه بباريس مساء الخميس، وجاء هذا النفي على لسان كل من وزير الداخلية جان جامبون ووزير العدل جينس كوين. من جانبها قالت وسائل إعلام في بروكسل إنها تلقت من السلطات الأمنية البلجيكية، ما يفيد بأنها ليس لديها ما يؤكد على تورط شخص بلجيكي في الحادث أو أن هناك مشتبها به ثانيا في الهجوم بحسب ما ذكرت وسائل إعلام فرنسية فور وقوع الحادث وبناء على شهادة شهود عيان قالوا إن أكثر من شخص شاركوا في تنفيذ هجوم الشانزليزيه.
وكانت الأنظار قد توجهت إلى مدينة أنتويرب شمال بلجيكا، وبالتحديد إلى شخص يدعى يوسف 35 عاما كانت تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا وصورا تفيد باحتمال أن يكون قد تورط في الهجوم ولكن اتضح أن هذا الشخص متورط فقط في ملف له علاقة بالمخدرات. كما جاء هذا الربط بين يوسف وبين ما حدث في باريس بعد أن جرى تسريب مستند يعود إلى الشرطة الفيدرالية يظهر أن السلطات الفرنسية سبق أن طلبت من بلجيكا إمدادها معلومات تتعلق بالشخص الذي يدعى يوسف والذي كان ينوي السفر إلى باريس، وقال محاميه البلجيكي نبيل ريفي: «إن موكلي ليس له علاقة بما جرى في باريس وإن يوسف كان وقت الهجوم في مكان عمله في محطة بنزين في ميناء أنتويرب. كما توجه يوسف ومحاميه إلى مركز الشرطة في أنتويرب عقب نشر صوره وأخبار عن احتمال تورطه في الحادث لإثبات أن يوسف ليس هو منفذ الهجوم في شانزليزيه أو له أي علاقة بالأمر».
وقال الإعلام البلجيكي أن وزارة الداخلية الفرنسي عادت وقالت إنها ستصرف النظر عن احتمالية تورط هذا الشخص في الحادث وأغلقت هذا الملف، وحول ما إذا كانت السلطات الأمنية قد طلبت معلومات عن يوسف (35 عاما) فقد قالت وسائل الإعلام البلجيكية إن الشرطة البلجيكية داهمت منزل يوسف صباح أول من أمس وعثرت على تذكرة سفر إلى باريس، ولكن جاء ذلك في إطار البحث عن مخدرات وليس للأمر علاقة بالإرهاب.
وجاء ذلك بعد أن أعلنت مصادر فرنسية فور الحادث أن منفذ الهجوم الذي لقي مصرعه يدعى أبو يوسف البلجيكي، وهو بلجيكي الجنسية، وجاء ذلك بعد أن أعلن موقع أعماق المحسوب على تنظيم داعش أن منفذ الاعتداء على رجال الشرطة في شانزليزيه هو أبو يوسف البلجيكي. وعادت مصادر حكومية بلجيكية وفرنسية لتؤكد أن منفذ الحادث هو فرنسي الجنسية 39 عاما، وكان معروفا للسلطات الأمنية الفرنسية.
من جهته، أكد وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون، أن الشخص الذي ارتكب هجوم باريس يوم الخميس في الشانزليزيه، معروف لدى الأجهزة الأمنية في البلاد. لكن الوزير شدد في تعليقات الجمعة، على أن هذا الشخص يحمل الجنسية الفرنسية، مستدركا: «لكني لا أستبعد أن يكون له صلات مع متطرفين في بلادنا». وعبر جامبون عن قناعته بضرورة انتظار تقدم التحقيقات من أجل التثبت من حقيقة هذه الفرضية.
وحول تأمين مراكز التصويت للانتخابات الفرنسية في بلجيكا، أكد الوزير أن الشرطة قد عززت من إجراءاتها للسماح للمواطنين الفرنسيين المقيمين في البلاد بالتصويت في ظل أجواء آمنة يوم الأحد المقبل. وكان شخص قد فتح النار عشوائياً مساء الخميس في الشانزليزيه بباريس، مما أدى إلى مقتل شرطي وجرح سائحة أجنبية. وكانت الشرطة الفرنسية قد أكدت مقتل المهاجم، بينما أعلنت عن وفاة شرطي ثانٍ في المستشفى متأثرا بجراحه.
وقد أثار هذا الهجوم، الذي وُصف على الفور بالإرهابي حملة إدانة أوروبية واسعة. وجهة نظر البعض من المراقبين في بروكسل يأتي هذا الحادث ليعيد إلى الأذهان، قيام الشرطة الفرنسية قبل أيام بإحباط محاولة هجوم كان شخصان، من حملة الجنسية الفرنسية يحضران لارتكابه. وقد قبضت الشرطة على الشخصين في مدينة مرسيليا وأثبتت التحقيقات وجود صلات لهما بعناصر جهادية شيشانية في بلجيكا. وتخشى السلطات الفرنسية أن يتم استهداف المرشحين لمنصب الرئاسة الذين سيتقدمون للجولة الأولى من الاقتراع يوم الأحد المقبل.
من جانبه، أدان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الهجوم الذي استهدف أمس عناصر الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس. وعبر يونكر، في رسالة بعثها إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، عن تضامنه، وكافة أعضاء المفوضية، مع الحكومة والشعب في فرنسا، قائلا: «ندين هذا العمل الجبان الذي طال عناصر الشرطة أثناء أدائها لمهمتها في حماية المواطنين الفرنسيين». وشدد رئيس المفوضية الأوروبية على تصميم الاتحاد الأوروبي على مواصلة معركته ضد الإرهاب، وقال: «سندافع معاً عن أوروبا منفتحة وديمقراطية ولكن حازمة في موضوع الأمن».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».