مراكش.. سادس أفضل وجهة سياحية في العالم

خلف إسطنبول وقبل باريس.. حسب موقع «تريب أدفايزور» السياحي العالمي

أسواق تقليدية  وساحة من أشهر ساحات العالم على الإطلاق
أسواق تقليدية وساحة من أشهر ساحات العالم على الإطلاق
TT

مراكش.. سادس أفضل وجهة سياحية في العالم

أسواق تقليدية  وساحة من أشهر ساحات العالم على الإطلاق
أسواق تقليدية وساحة من أشهر ساحات العالم على الإطلاق

صنف موقع «تريب أدفايزور» السياحي العالمي مدينة مراكش المغربية سادس أفضل وجهة سياحية، من بين أفضل 25 وجهة سياحية عبر العالم. واحتلت مدينة إسطنبول التركية صدارة التصنيف العالمي، متبوعة بروما (إيطاليا) ولندن (بريطانيا) وبكين (الصين) وبراغ (جمهورية التشيك)، ثم مراكش (المغرب)، التي تقدمت على مدن عالمية معروفة بشهرتها وسمعتها، من قبيل باريس الفرنسية التي جاءت سابعة، متبوعة بهانوي (فيتنام) وسيام ريب (كمبوديا) وشنغهاي (الصين) وبرلين (ألمانيا) ونيويورك (الولايات المتحدة الأميركية) وفلورنسا (إيطاليا) وبيونس آيرس (الأرجنتين) وبرشلونة (إسبانيا) وسان بيترسبورغ (روسيا) ودبي (الإمارات العربية المتحدة) وشيكاغو (الولايات المتحدة الأميركية) وكاب (جنوب أفريقيا) وبانكوك (تايلاند) وبودابست (المجر) وسيدني (أستراليا) ولشبونة (البرتغال) وشيان ماي (التايلاند) وسان فرانسيسكو (الولايات المتحدة الأميركية).
وأرفق الموقع ترتيب مراكش بتقديم يختصر علامات قوة المدينة المغربية، كما يلي: «مراكش، المدينة الحمراء، هي مكان يعبق بالسحر! بفضل أسواقها الكثيرة، حدائقها وجوامعها، تتوفر للزائر متعة المشاهدة والزيارة. خصصوا يوما كاملا لاكتشاف المدينة القديمة، وأسرار أزقتها وحواريها. في كل الأحوال، تتلخص أفضل وسيلة لمعرفة المدينة القديمة في السير والتجول جنب أسوارها، مشيا أو على متن دراجات هوائية. ثم اذهبوا للاستمتاع بهدوء وخضرة حدائق ماجوريل، أو استمتعوا بزيارة أحد أقدم جوامع المدينة».
ومن أفضل علامات مراكش السياحية، التي أوصى الموقع بزيارتها، نجد مدرسة بن يوسف وساحة جامع الفنا.
وتعتبر ساحة جامع الفنا قلب مراكش السياحي النابض، وكانت اليونيسكو قد صنفتها قبل أكثر من عقد من الزمن تراثا لاماديا للإنسانية، فيما يرجع تاريخ مدرسة بن يوسف إلى فترة حكم السعديين، وتتميز بعمارتها الباذخة التي تلخص جانبا من التميز الحضاري للمدينة والبلد.
وعلى الصعيد الأفريقي، صنف الموقع 6 مدن مغربية ضمن أفضل 25 وجهة قارية، ويتعلق الأمر بمراكش، التي حلت في المرتبة الأولى، ثم فاس، التي حلت ثالثة، والصويرة رابعة ومرزوغة خامسة، فيما حلت ورزازات في المرتبة الثانية عشرة والدار البيضاء في المرتبة الخامسة والعشرين.
وقال منتصر بولال، المدير المساعد للمجلس الجهوي للسياحة بمراكش، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، معلقا على المرتبة التي احتلتها المدينة الحمراء في تصنيف «تريب أدفايزور»، إن «هذا التصنيف يبقى أفضل مؤشر يمكن لمراكش أن تفتخر به كوجهة، لأنه يعبر عن آراء ووجهات نظر الزبائن الذين زاروا المدينة واستمتعوا بها، كما أنه يأتي في سياق خط تصاعدي، على مستوى الترتيب، بعد أن سبق لمراكش أن دخلت ضمن أفضل 25 وجهة في نفس الموقع، قبل سنة».
وشدد بولال على أن «أهمية التصنيف تأتي من أن وجهة مراكش تقدمت على وجهات عالمية معروفة، كباريس وبرشلونة وشنغهاي وهانوي، خاصة أن هذه الوجهات تخصص ميزانيات ضخمة للتسويق والترويج لمنتوجها السياحي مقارنة بما يخصص لذلك على مستوى وجهة مراكش».
وأبرز بولال أن «التصنيف يعطي المسؤولين والمهنيين مؤشرا مهما لضبط بوصلة العمل المستقبلي، ورصد آفاق التطوير، بالاستماع لوجهات نظر الزوار بشكل متواصل، لأن آراءهم تبقى الأنسب والأفضل والأقرب إلى أرض الواقع، كما أنها تأتي لتكمل الدراسات والتقارير التي يجري القيام بها جهويا ومركزيا».
وختم بولال تعليقه بالحديث عن «توقيت نشر هذا التصنيف، الذي يأتي متزامنا مع رهان تطوير وجهة مراكش السياحية، لكي تنافس أكبر الوجهات السياحية العالمية، وبالتالي يأتي، من جهة، ليزكي العمل المنجز، ومن جهة ثانية، ليعطي إشعاعا ومصداقية لصورة المدينة بين عشاق السياحة والسفر، على الصعيد العالمي».
ويعتبر «تريب أدفايزور» أكبر موقع للسفر عبر العالم، وهو يمكن المسافرين من التخطيط والحصول على أفضل سفر، حيث يتصفحه أكثر من 260 مليون زائر شهريا، ويوفر 125 مليون رأي ووجهة نظر بخصوص أكثر من ثلاثة ملايين ومائة ألف إقامة سياحية ومطعم ومؤسسة ترفيه، عبر العالم.
ويأتي التصنيف، سواء فيما يتعلق بالرتبة التي احتلتها وجهة مراكش أو غيرها من الوجهات السياحية المغربية، ليزكي نتائج دراسة لقياس النشاط السياحي بالمغرب، أنجزها «مرصد السياحة»، بالنسبة للفصل الثالث من عام 2013، أظهرت مؤشرات إيجابية على مستوى تتبع الطلب السياحي ونسبة رضا السياح تجاه مختلف المنتوجات والخدمات المستهلكة خلال إقامتهم بالمغرب، حيث أعلن 75 في المائة من السياح أنهم جد راضون أو راضون عن تجربتهم السياحية بالمغرب و24 في المائة منهم راضون كفاية. وعلى مستوى اختيار المدن، حظيت مراكش بأعلى نسبة استحسان من طرف السياح الأجانب، بـ84 في المائة. وفيما يخص العودة ثانية إلى المغرب، أعرب 90 في المائة من السياح المستجوبين عن رغبتهم في العودة إليه. وفيما يخص الميزة التنافسية، أكد 78 في المائة من السياح أن عطلتهم بالمغرب كانت أحسن أو بنفس مستوى أسفارهم إلى وجهات سياحية أخرى.
كما أبرزت الدراسة أن مؤشر جاذبية المغرب، الذي يهم مختلف الجوانب المتعلقة بنسبة الرضا الإجمالي عن الوجهة والرغبة في العودة والتوصية بالسفر ونحوها، بالإضافة إلى الميزة التنافسية للوجهة مقارنة مع الوجهات المنافسة، يصل إلى 89 نقطة، من أصل 100 نقطة، وهو ما يؤكد أن وجهة المغرب تحظى بجاذبية كبيرة لدى السياح.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».