باكستان توسع التحقيق في مزاعم «فساد» نواز شريف

نواز شريف (أ.ف.ب)
نواز شريف (أ.ف.ب)
TT

باكستان توسع التحقيق في مزاعم «فساد» نواز شريف

نواز شريف (أ.ف.ب)
نواز شريف (أ.ف.ب)

قالت المحكمة العليا الباكستانية إن الأدلة في القضية المعروفة باسم «وثائق بنما» غير كافية لعزل رئيس الوزراء نواز شريف. وقضت الخميس في إسلام آباد بإجراء المزيد من التحقيق بشأن تهم غسل الأموال ضد شريف وعائلته، وأمرت بتشكيل فريق تحقيق في مزاعم تأسيس أبناء شريف شركات في الخارج لشراء عقارات في لندن. ونفى شريف وأبناؤه ارتكاب أي مخالفات.
وأضافت هيئة المحكمة المكونة من خمسة قضاة، التي تنظر في عدة التماسات ضد شريف في العاصمة إسلام آباد، إنه لا بد أن تستجوب لجنة التحقيق الجديدة رئيس الوزراء ونجليه، اللذين يمتلك أحدهما ممتلكات في لندن. وأوصى اثنان (أقلية) من خمسة قضاة هم أعضاء المحكمة العليا بضرورة استقالة شريف، لكن الأغلبية صوتت ضد هذا القرار. وهو ما حوَّل الحكم بشكل عام لصالح رئيس الوزراء.
ونشر الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين أوراق بنما، العام الماضي. وفي العام الماضي أبلغ شريف البرلمان أن عائلته جَنَت ثروتها بطرق قانونية في السنوات السابقة على خوضه العمل السياسي.
ووافقت المحكمة في العام الماضي على التحقيق في ثروة عائلة شريف في الخارج، بعد تهديد الزعيم المعارض عمران خان بتنظيم مظاهرات بعد تسريبات أوراق بنما. وأقيمت الدعوى ضد شريف بسبب وثائق مسربة من مؤسسة «موساك فونسيكا» للمحاماة، ومقرها بنما أظهرت امتلاك ابنته وابنيه شركات قابضة في الخارج واستغلالها لشراء عقارات في لندن.
وقال حزب نجم الكريكيت السابق عمران خان قبل الحكم إنه لن يدعو لمظاهرات جديدة إذا جاء الحكم مخيباً لآماله. وقال خواجة آصف، المساعد السياسي لرئيس الوزراء، إن شريف سوف يقدم مزيدا من الأدلة على «براءته» للجنة. وأعلن أحد القضاة في قاعة المحكمة أنه تمت مطالبة اللجنة بانتهاء من تقريرها خلال شهرين. وكانت الشرطة تطوق مبنى المحكمة العليا في العاصمة الباكستانية إسلام آباد خلال الجلسة. وتجمَّع متظاهرون خارج مبنى المحكمة، ودعوا شريف للاستقالة، وهتفوا: «ارحل يا نواز». وسعى ساسة معارضون، من بينهم النجم عمران خان، إلى الإطاحة بشريف بعد أن كشفت وثائق بنما، العام الماضي، أن أبناء رئيس الوزراء اشتروا عقارات في لندن من خلال شركات عبر البحار (أوف شور). واتهم المعارضون رئيس الوزراء بغسل الأموال خلال فترة سابقة له في السلطة (1993 - 1990).
وقال خواجة سعد رفيق، وهو مساعد سياسي أيضاً لرئيس الوزراء، إن شريف سوف يستقيل إذا ثبت صحة التهم الموجهة ضده أو ضد أحد أفراد عائلته.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.