برشلونة تحتاج إلى «معجزة» أمام يوفنتوس... ودورتموند في مهمة شاقة بموناكو

ممثلا إسبانيا وألمانيا ينتظران عودة تاريخية لتفادي الخروج من دوري أبطال أوروبا

لاعبو برشلونة مطالبون بانتفاضة كبرى أمام يوفنتوس لتفادي الخروج (أ.ب) -  مبابي نجم موناكو (أ.ف.ب)
لاعبو برشلونة مطالبون بانتفاضة كبرى أمام يوفنتوس لتفادي الخروج (أ.ب) - مبابي نجم موناكو (أ.ف.ب)
TT

برشلونة تحتاج إلى «معجزة» أمام يوفنتوس... ودورتموند في مهمة شاقة بموناكو

لاعبو برشلونة مطالبون بانتفاضة كبرى أمام يوفنتوس لتفادي الخروج (أ.ب) -  مبابي نجم موناكو (أ.ف.ب)
لاعبو برشلونة مطالبون بانتفاضة كبرى أمام يوفنتوس لتفادي الخروج (أ.ب) - مبابي نجم موناكو (أ.ف.ب)

يطمح برشلونة الإسباني في تحقيق «معجزة» أخرى، عندما يستضيف يوفنتوس الإيطالي اليوم في إياب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا الذي سيشهد أيضاً مواجهة شاقة لبوروسيا دورتموند الألماني أمام موناكو.
على ملعبه «كامب نو» يدخل برشلونة مواجهته مع ضيفه الإيطالي، وهو مهدَّد بشكل كبير بالخروج من المسابقة القارية بعد الخسارة التي تلقاها ذهاباً في تورينو صفر - 3 إثر ثنائية للأرجنتيني باولو ديبالا وهدف بالرأس للمدافع جورجيو كيلليني.
لكن فريق المدرب لويس انريكي مر بسيناريو مماثل في الدور السابق، بل إنه كان في وضع أصعب بعد خسارته ذهاباً خارج ملعبه أمام باريس سان جيرمان الفرنسي 4 - صفر، قبل أن يحقق الإنجاز إياباً بفوزه في معقله 6 - 1، ليصبح بذلك أول فريق في تاريخ المسابقة يتأهل إلى الدور التالي بعد خسارته برباعية نظيفة.
ويأمل بطل إسبانيا أن يحقق عودة جديدة في مواجهة يوفنتوس، الفريق الساعي إلى الثأر لخسارته نهائي 2015 أمام النادي الكاتالوني 1 - 3.
وأكد انريكي بعد الفوز على ريال سوسييداد (3 - 2) في الدوري المحلي السبت أن برشلونة «سيخاطر بقدر الإمكان من أجل تحقيق المطلوب، حتى وإن اضطر للعب بثمانية مهاجمين، لأنه ليس لدينا أي شيء لنخسره».
وطالب انريكي الذي سيترك الفريق في نهاية الموسم، مشجعي النادي بأن «يؤمنوا بهؤلاء اللاعبين الذين فازوا بكل شيء. إنه فريق من الأبطال»، مضيفاً: «المسألة هي أننا معتادون على تناول كافيار (سمكة) البيلوغا. لكن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر إلى الأبد».
وأكد أندريس إنييستا، قائد برشلونة على أن فريقه يمتلك الأسباب والقوة الكافية لعبور عقبة يوفنتوس وقال: «تحقيق العودة مرتين أمر معقد وصعب للغاية ولكننا لدينا خيارات العودة لأننا نمتلك الأسباب والقوة».
وأضاف: «نعرف أن يوفنتوس استقبل هدفين أو ثلاثة طوال دوري أبطال أوروبا حتى الآن ولكنني لا أزال أرى فريقنا متمتعاً بالقوة اللازمة لعودته، ومنافسنا يعرف أن اللعب أمام برشلونة يسبب له مشكلات كبيرة».
وأعرب اللاعب الدولي الإسباني عن ثقته بأن جماهير الفريق الكتالوني ستسانده كما فعلت أمام سان جيرمان، مشيراً إلى أن التركيز والصبر سيكونان أهم مفاتيح تحقيق العودة الصعبة.
ويستعيد برشلونة خدمات لاعب وسطه سيرجيو بوسكيتس الذي غاب عن لقاء الذهاب بسبب الإيقاف، فيما يأمل يوفنتوس أن يكون ديبالا جاهزاً لخوض اللقاء بعد الإصابة التي تعرض لها السبت في كاحله خلال المباراة التي فاز بها بطل إيطاليا على بيسكارا 2 - صفر في الدوري المحلي بفضل ثنائية للأرجنتيني الأخر غونزالو هيغواين.
ويخوض برشلونة الذي تلقى أنباء جيدة بعودة الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو للتدريبات بعد أن تعرض لإصابة في لقاء الذهاب، المواجهة ضد يوفنتوس وهو يدرك أن بانتظاره مباراة مفصلية أخرى يخوضها، الأحد المقبل، خارج قواعده ضد غريمه ريال مدريد في المرحلة الثالثة والثلاثين من الدوري، ويحتاج إلى الفوز بها أيضاً لكي يبقي على آمال الاحتفاظ باللقب.
ويعول برشلونة على سجله المميز في المسابقة على أرضه إذ يبحث عن معادلة الرقم القياسي من حيث الانتصارات المتتالية في معقله والمسجل باسم بايرن ميونيخ الألماني، الذي توقفت سلسلته عند 16 فوزا متتاليا بخسارته الأسبوع الماضي أمام ريال مدريد (1 - 2).
في المقابل، ينافس يوفنتوس على الثلاثية هذا الموسم، إذ بلغ أيضاً نهائي الكأس المحلية حيث سيواجه لاتسيو، علما بأن آخر فريق إيطالي نجح في تحقيق هذا الإنجاز كان إنترميلان عام 2010 بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو (يشرف على مانشستر يونايتد الإنجليزي حالياً).
ويدرك أليغري أن برشلونة قادر على تحقيق ما قد يعتبره بعض معجزة، لأنه اختبر هذا الأمر شخصياً أمام النادي الكاتالوني حين كان مدرباً لميلان حين فاز 2 - صفر في ذهاب الدور ثمن النهائي عام 2013 لكنه خسر إياباً في «كامب نو» برباعية نظيفة. وقال أليغري بعد لقاء الذهاب: «نجحنا بالحفاظ على نظافة شباكنا. إنه أمر أساسي بالنسبة لنا. لكن يجب أن نحافظ على تواضعنا، وأن نواصل العمل. باريس سان جيرمان سجل أربعة أهداف، وانظروا ماذا حدث».
ويأمل ديبالا، 23 عاماً، نجم لقاء الذهاب أن يتعافى في الوقت المناسب من الالتواء الذي تعرض له السبت في كاحله من أجل المشاركة في اللقاء إلى جانب مواطنه هيغواين الذي طالب رفاقه في تقديم المستوى نفسه الذي ظهروا به في لقاء الذهاب، وقال: «لا أعلم إذا كان تقدمنا 3 - صفر سيكون كافياً. يجب أن نقاتل في كامب نو، وأن نلعب مثلما فعلنا خلال الذهاب في تورينو».
وفي موناكو، يحل بوروسيا دورتموند ضيفاً على فريق الإمارة، حيث تنتظره مهمة شاقة بعد خسارته لقاء الذهاب على ملعبه 2/ 3.
وعانى دورتموند نفسياً من التفجيرات التي استهدفت حافلته وأصابت مدافعه الإسباني مارك بارترا قبل مباراة الذهاب مما اضطر الاتحاد الأوروبي لتأجيل اللقاء لليوم التالي، وهو ما اعتبره كثيرون غير عادلٍ على الإطلاق.
ودفع دورتموند ثمن صدمة التفجيرات، فتلقى الخسارة التي أضعفت من فرصته في التأهل إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2013. وانتقد مدرب دورتموند توماس توخيل إقامة المباراة في اليوم التالي للتفجيرات بقوله: «شعرنا بأنهم تجاوزونا (لم يأخذوا بعين الاعتبار وضع الفريق الألماني)، جاء القرار، غداً ستلعبون».
وواصل: «في نهاية المطاف، اتخذ القرار في نيون في سويسرا (مقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم) إذا كنا سنلعب في اليوم التالي من عدمه. ما شعرنا به أنه لا حول لنا ولا قوة... كنا نفضل لو حظينا بالمزيد من الوقت من أجل تجاوز ما حصل. هناك لاعبون نجحوا في تخطي ما حصل وآخرون كانوا متأثرين جدا لأنهم أكثر عاطفية».
لكنّ مسؤولي الكرة في النادي والاتحاد الأوروبي للعبة شددوا على أنه لم يكن ممكنا تحديد موعد آخر، نظراً لارتباط النادي باللعب في الدوري المحلي، وإقامة مباريات إياب الدور ربع النهائي منتصف الأسبوع الحالي.
وقال الرئيس التنفيذي لدورتموند هانز يواكيم فاتسكه: «لم يكن ثمة خيار بديل، الجدول بين ربع النهائي ونصف النهائي لم يترك مجالاً لأي موعد آخر».
وأضاف: «لسنا حالمين. نعرف أن فرصتنا ضعيفة في لقاء الإياب لكنها موجودة، الفريق أدى مهمة فوق مستوى البشر، ويمكننا أن نستمد القوة من ذلك».
ومن اللاعبين الذين وجدوا صعوبة في تخطي ما حدث الحارس رومان بوركي الذي قال: «أستيقظ كل ليلة مرعوباً، ولا أستطيع النوم مجدداً، ولكني أبقى في سريري».
وأشار بوركي إلى أن لاعبي دورتموند يحصلون على مساعدة من المختصين النفسيين، معتبراً أن كرة القدم هي جزء أساسي من العلاج. وكان لاعب دورتموند اليوناني سقراطيس باباستاتوبولوس معبراً جداً بعد مباراة الذهاب بقوله: «نحن كائنات بشرية لدينا عائلات وأطفال. أشعر أنني عومِلْت كحيوان وليس كإنسان».
وقال مدرب موناكو البرتغالي ليوناردو جارديم بشيء من الإنصاف إلى حد ما بعد مباراة الذهاب: «ما سيدون في التاريخ ليس نتيجة المباراة، بل ما حصل (التفجيرات)، الإعداد للمباراة كان صعباً». ولعب المهاجم الشاب كيليان مبابي، 19 عاماً، دوراً بارزاً في فوز موناكو ذهاباً بتسجيله هدفين، مؤكداً قوة فريقه الهجومية، إذ إنه صاحب أفضل هجوم أوروبي هذا الموسم.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».