إنزال جوي للتحالف الدولي في دير الزور يستهدف كوادر لـ«داعش»

معلومات عن تحضيرات أميركية لإقامة قاعدة جوية استراتيجية في البوكمال

عناصر من قوات سوريا الديمقراطية يتمركزون في مواجهة {داعش} في مدينة دير الزور (رويترز)
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية يتمركزون في مواجهة {داعش} في مدينة دير الزور (رويترز)
TT

إنزال جوي للتحالف الدولي في دير الزور يستهدف كوادر لـ«داعش»

عناصر من قوات سوريا الديمقراطية يتمركزون في مواجهة {داعش} في مدينة دير الزور (رويترز)
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية يتمركزون في مواجهة {داعش} في مدينة دير الزور (رويترز)

نفذت طائرات تابعة للتحالف الدولي، عمليات إنزال جوي في ريف دير الزور الشرقي، تمكّنت خلالها من قتل قادة ميدانيين في تنظيم داعش، ووضع خبراء، هذه العمليات، في سياق «اختبار القدرات القتالية للتنظيم، والتحضير لعملية كبرى في المنطقة»، في وقت كشفت فيه بعض المعلومات، أن الأميركيين «يهيئون الأجواء لإقامة قاعدة عسكرية استراتيجية في المنطقة، شبيهة بقاعدة (أنجرليك) التركية، تمكنهم من السيطرة على شمال شرقي سوريا بشكل كامل».
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية، بأن «طائرات التحالف الدولي نفذت ليل الأحد إنزالاً جوياً قرب محطة (تي 2) جنوب مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، استهدفت نقاط إمداد ومخازن أسلحة تابعة لتنظيم داعش». وقال عضو حملة «فرات بوست» أحمد الرمضان، للوكالة الألمانية، إن طائرات التحالف «قامت بعدة عمليات إنزال في بادية مدن الميادين والبوكمال وغرانيج، في ريف دير الزور الشرقي».
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية في دير الزور، أن تنظيم داعش «أرسل تعزيزات عسكرية إلى حقول نفط الكوينكو والجفرة والتنك في ريف دير الزور الشرقي، كما قام بنصب العشرات من الحواجز الطيارة في مدن الميادين والشعيطات والبوكمال ومحيطها بعد انتشار خبر الإنزال الجوي».
وتحمل عمليات الإنزال المتكررة أبعاداً تتخطى السرعة في تنفيذ مهمات قتالية نوعية، ورأى الخبير العسكري والاستراتيجي السوري عبد الناصر العايد، أن هذه الإنزالات «عبارة عن عمليات استطلاع، واختبار لقدرات داعش العسكرية في دير الزور». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «ثمة معلومات تفيد بأن الأميركيين يحاولون إقامة قاعدة جوية استراتيجية جنوب البوكمال، تمكنهم من السيطرة على مناطق داعش، بدءاً من الأنبار في العراق، وصولاً إلى دير الزور والرقة في سوريا»، مشيراً إلى أن القوات الأميركية «تسعى إلى تحويل قاعدة الحمدان في ريف البوكمال، التي كانت عبارة عن مطار احتياطي كان عبارة عن مهبط للحوامات السورية (قبل سيطرة داعش على المنطقة)، إلى قاعدة جوية شبيهة بقاعدة أنجرليك التركية، لكون المنطقة واسعة جداً وموقعها استراتيجي، وهي تؤهل الأميركيين للسيطرة على محافظات دير الزور والرقة والحسكة، التي تعادل ثلث مساحة سوريا، بعد تحريرها من داعش».
إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الريف الشرقي من دير الزور الخاضع لسيطرة تنظيم داعش «يشهد استنفاراً بعد عملية عسكرية استهدفت عناصره في المنطقة الواقعة بين البوكمال والميادين». وقال إن «طائرتين مروحيتين يرجح أنهما تابعتان للتحالف الدولي، حلقتا على علو منخفض في الريف الشرقي لدير الزور، واستهدفتا سيارة تقل 4 على الأقل من عناصر داعش»، مشيراً إلى أن المروحيتين «استهدفتا السيارة العائدة لـ(ديوان الركاز) المسؤول عن الثروات الباطنية والآثار في التنظيم، في منطقة الصالحية القريبة من حقل الورد بين مدينتي البوكمال والميادين، حيث كان بحوزة العناصر المستهدفين أموال تعود للتنظيم»، مؤكداً أن القصف «أدى إلى مقتلهم على الفور».
وتتزامن عمليات الإنزال التي تستهدف «داعش» في دير الزور، مع خطّة يعدّ لها التحالف الدولي في الجبهة الجنوبية ضدّ التنظيم، وستكون قاعدة التنف العسكرية نقطة انطلاق العمليات العسكرية، التي تبدأ من الجنوب وتتجه نجو المنطقة الشرقية والوسطى.
وكانت قوات التحالف نفّذت في السادس من أبريل (نيسان) الجاري، عملية إنزال على الحدود الإدارية بين محافظتي الرقة ودير الزور، وسبق ذلك إنزال مظلي في 22 مارس (آذار) الماضي في منطقة الكرين الواقعة على بعد 5 كلم غرب مدينة الطبقة، كان الهدف منه تضيق الخناق على «داعش» في مدينتي الرقة والطبقة، ومنع قوات النظام من التقدم باتجاه المنطقة.
في هذا الوقت، حققت قوات «سوريا الديمقراطية»، أمس، تقدماً جديداً في مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، بعد معارك عنيفة مع مسلحي «داعش» سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين.
وفي الجانب الميداني، أعطى قائد عسكري في قوات سوريا الديمقراطية بعض التفاصيل المتعلّقة بمعركة الطبقة، وقال إن «قواتنا حققت تقدماً مهماً وسط المدينة، وباتت على مسافة 500 متر عن مركز المدينة من الجهة الغربية، بعد سيطرتها على حي الإسكندرية، وعلى بعد 800 متر عن الجهة الشرقية». وأضاف: «لقد سيطرنا منذ مساء الأحد حتى على 19 نقطة لمسلحي داعش، وقتلنا 13 عنصراً منهم في الاشتباكات والقصف الذي طال مواقع التنظيم، في مقابل مقتل أربعة من عناصرنا في قصف داعش للجبهة الجنوبية من المدينة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».