إذا كانت الولايات المتحدة شنت في عهد الرئيس الحالي دونالد ترمب ضربات قاربت على مساواة كل ما شنته ضد تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، فإن «التنظيم خسر منذ بداية عمليات عاصفة الحزم أكثر من 800 عنصر بما فيهم قيادات»، وفقا للواء أحمد عسيري المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، خلال مقابلة تلفزيونية بثتها قناة «العربية» أمس.
وكان التحالف قد دعم قوات الحكومة اليمنية في تحرير محافظات اليمن من الانقلاب أولا، ثم الإرهاب، إذ طرد التنظيم من غالبية المدن التي كان يسيطر عليها، في محافظات حضرموت والضالع وشبوة، مما حدا بعناصر «القاعدة» إلى الهروب إلى أطراف الضالع وبعض المناطق من محافظة البيضاء، التي ما زالت تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وصالح.
وكثفت واشنطن منذ بداية العام الحالي غاراتها وعملياتها ضد التنظيم في اليمن. ويعد عهد ترمب أشرس فترة لرئيس أميركي ضد التنظيم. فرغم أن حكمه لم يتجاوز بعد 5 أشهر، فإن الأرقام والتصريحات الأميركية المتوالية تشي بمؤشرات «عمليات أوسع» ضد «القاعدة في جزيرة العرب» وبقية المنظمات الإرهابية الأخرى.
يقول مكتب الصحافة الاستقصائية الذي يحصي ويتابع الضربات التي تشنها واشنطن على مستوى العالم ومن ضمنه اليمن: «إن إحصاءاتنا لعام 2017 وحتى 12 أبريل (نيسان)، تفيد بأن عدد الضربات يتراوح بين 76 و78 ضربة، قتل فيها ما بين 63 إلى 85 شخصا، منهم 27 مدنيا»، ويضيف المكتب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن المؤكد مقتلهم كمدنيين لا يعني أن باقي العدد لا يتضمن مدنيين، لكن لم يبلغ عنهم أحد.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد صرحت في وقت سابق عن تنفيذها «منذ 28 فبراير (شباط) الماضي، أكثر من 70 ضربة دقيقة ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، استهدفت البنية التحتية، والمواقع القتالية، والمعدات».
ميدانيا، أكدت مصادر عسكرية في محور تعز لـ«الشرق الأوسط»، أن «قوات الجيش الوطني اليمني في جبهة المخا الساحلية (غرب تعز) تسعى لاقتحام معسكر خالد بن الوليد من البوابة الشرقية، بعدما سيطرت على مواقع بمحيط المعسكر، إلى جانب تباب وجبال استراتيجية».
كما أكدت المصادر ذاتها أن «الجيش يقترب من الوصول إلى مفرق الوازعية والسيطرة عليه، بعد مواجهات عنيفة خاضها والمقاومة الشعبية في جبهة الكدحة».
وتستمر المواجهات العنيفة في مختلف جبهات القتال في مدينة تعز وريفها، يرافقها القصف المستمر من قبل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على الأحياء السكنية، وأشدها الشرقية والغربية، مع تكرار محاولات التسلل إلى مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وتمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية من دحر الميليشيات من جبال القرون في الكدحة، وسقط على أثرها 3 قتلى من الانقلابيين.
وقال العقيد عبد الباسط البحر، نائب الناطق الرسمي لمحور تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الانقلابية دفعت بتعزيزات جديدة من عناصرها قادمة من محافظة إب، واتجهت إلى شارع الستين، ومن ثم مفرق شرعب. وكانت التعزيزات الجديدة تحتوي على 9 أطقم عسكرية وعلى متنها أفرادها بأسلحتهم، وكذا 4 أطقم ذخيرة ومعدات».
وأكد أن «قوات الجيش الوطني ترصد تحركاتهم خطوة بخطوة منذ خروجهم من منطقة القاعدة التابعة لمحافظة إب، وحتى وصولهم إلى مفرق الذكرة ثم إلى شارع الستين ومفرق شرعب، وجرى توزيعها هناك للجبهة الغربية التي انهارت بعد خروج معسكر خالد عن الخدمة وعدم استطاعته إرسال تعزيزات للميليشيات».
وذكر العقيد البحر أن «عناصر (اللواء 22 ميكا) في القطاع الشمالي الغربي بجبل جرة، كبدت الميليشيات الانقلابية الخسائر الكبيرة في معارك جبل الوعش وأطراف (الزنوج) و(الكمب)، وكسرت هجوما شنته الميليشيات على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الدفاع الجوي، حيث كان للمرابطين من قوات الجيش الوطني التصدي على مصادر النيران المعادية وإسكاتها، واستهداف مواقع وآليات عسكرية للميليشيات الانقلابية».
عسيري: 800 قتيل من «القاعدة» في اليمن منذ بدء «عاصفة الحزم»
الميليشيات تدفع بتعزيزات من إب صوب تعز
عسيري: 800 قتيل من «القاعدة» في اليمن منذ بدء «عاصفة الحزم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة