مستشار ترمب يزور أفغانستان وسط تساؤلات عن الاستراتيجية الأميركية

مقتل ثلاثة مدنيين وستة من «طالبان» باشتباك في غزني

جندي أمام منزل مهدم في منطقة أسد خيل قرب موقع اسقاط «أم القنابل» الأميركية (أ.ب)
جندي أمام منزل مهدم في منطقة أسد خيل قرب موقع اسقاط «أم القنابل» الأميركية (أ.ب)
TT

مستشار ترمب يزور أفغانستان وسط تساؤلات عن الاستراتيجية الأميركية

جندي أمام منزل مهدم في منطقة أسد خيل قرب موقع اسقاط «أم القنابل» الأميركية (أ.ب)
جندي أمام منزل مهدم في منطقة أسد خيل قرب موقع اسقاط «أم القنابل» الأميركية (أ.ب)

اجتمع مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترمب مع مسؤولين أفغان في كابل أمس وسط تساؤلات عن خطط الإدارة الجديدة للمهمة العسكرية في أفغانستان بعد أن استخدمت القوات الأميركية هناك قنبلة ضخمة ضد متشددين. وجاءت الزيارة التي يجريها إتش آر مكماستر بعد أيام من إسقاط الجيش الأميركي قنبلة ضخمة من طراز (جيه بي يو-43)، وهي من أكبر الأسلحة التقليدية التي تستخدم في القتال وتعرف باسم «أم القنابل»، وذلك خلال عملية يوم الخميس استهدفت عناصر تنظيم داعش في شرق أفغانستان. ومكماستر هو أول مسؤول كبير من الإدارة الأميركية الجديدة يزور أفغانستان. وفي حين قال مسؤولون عسكريون إن الضربة استندت إلى الاحتياجات التكتيكية وحسب، فإنها أثارت تكهنات بأن مستشاري ترمب للدفاع يخططون لتصعيد الحرب على المتشددين في أفغانستان.
وقال مسؤولون أفغان إن الضربة قتلت نحو 100 متشدد دون سقوط ضحايا من المدنيين، لكن لم يتم التحقق من ذلك بشكل مستقل. وأصدر قصر الرئاسة بيانا نشره على حسابه على موقع «تويتر» جاء فيه أن مكماستر اجتمع مع الرئيس أشرف غني ومسؤولين أفغان كبار لبحث العلاقات الثنائية والأمن ومكافحة الإرهاب والإصلاح والتنمية.
وقال بيان قصر الرئاسة إن مكماستر أثنى على جهود مكافحة الفساد. «وأكد لغني أن الولايات المتحدة ستواصل دعم أفغانستان والتعاون معها في عدد من القضايا». وأضاف البيان أن غني قال لمكماستر إن «الإرهاب قضية خطيرة بالنسبة لأمن العالم والمنطقة، وإن لم تتخذ خطوات جادة فإنها ستؤثر على أجيال». وقال غني إن الفساد والمخدرات يتصدران أيضاً قائمة التهديدات للأمن الأفغاني.
وكان ترمب قد أعلن الأسبوع الماضي عن قراره بإرسال ماكماستر إلى أفغانستان، في أعقاب اجتماع مع ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو). وستتركز زيادة ماكماستر على تقييم ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من القوات الأميركية في أفغانستان». يذكر أنه في فبراير (شباط) الماضي، أبلغ قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال جون نيكولسون الكونغرس أنه يحتاج إلى «بضعة آلاف أخرى» من القوات لكسر ما وصفه بـ«الجمود» مع «طالبان».
وكتب ماكماستر على «تويتر» عند وصوله إلى العاصمة الأفغانية صباح أمس: «في كابل لإجراء محادثات مهمة جدا حول التعاون المتبادل».
وكتبت الرئاسة الأفغانية على «تويتر» أيضاً: «نرحب بالجنرال ماكماستر وشكراً لدعمكم المستمر». ولم يحدد برنامج الزيارة أو مدتها لأسباب أمنية، والجنرال ماكماستر الذي عينه الرئيس الأميركي في نهاية فبراير مستشاراً للأمن القومي، مقاتل سابق في حربي أفغانستان والعراق، حيث برع في قيادة كتيبة دبابات هجومية خلال حرب الخليج عام 1991. ويعرف جيدا أفغانستان حيث عمل من 2010 إلى 2012 في مقر قيادة قوات التحالف الدولي لإحلال الاستقرار (إيساف) في كابل. وكانت الولايات المتحدة ألقت الخميس أقوى قنبلة غير نووية في شرق أفغانستان مما أدى إلى مقتل أكثر من تسعين مقاتلاً من تنظيم داعش. واستهدفت القنبلة التي تسمى «أم القنابل» شبكة كهوف وأنفاق للتنظيم المتطرف في منطقة نائية في ولاية ننغرهار بشرق أفغانستان. وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة هذه القنبلة «جي بي يو - 4 / بي3» (قنبلة العصف الهوائي الجسيم) التي يبلغ وزنها نحو 11 طناً». ونفى تنظيم «داعش» أمس عبر أداته الدعائية وكالة «أعماق» أن يكون مني بخسائر في هذا القصف وتتمركز القوات الأميركية في أفغانستان منذ 2001. ويبلغ عدد الجنود المنتشرين حالياً تحت راية حلف شمال الأطلسي 8400 أميركي». ودعا قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط أمام الكونغرس في فبراير إلى تعزيز عدد القوات الأميركية في أفغانستان، في تعارض مع التوجهات لخفض عدد تلك القوات خلال السنوات الأخيرة.
ورداً على سؤال حيال التدابير الواجب اتخاذها لمساعدة الحكومة الأفغانية في استعادة زمام الأمور بمواجهة مسلحي «طالبان»، قال الجنرال جوزيف فوتيل إن «ذلك يعني قوات (أميركية) إضافية لتكون مهمتها القائمة على تقديم المشورة أكثر فعالية». كما رأى الجنرال جون نيكولسون قائد عملية «الدعم الثابت» في فبراير أمام الكونغرس أن من الضروري (نشر بضعة آلاف آخرين من الرجال) للقضاء على المتمردين في أفغانستان».
وفي حين قال مسؤولون عسكريون إن الضربة استندت إلى الاحتياجات التكتيكية وحسب، فإنها أثارت تكهنات بأن مستشاري ترمب للدفاع يخططون لتصعيد الحرب على المتشددين في أفغانستان وأصدر قصر الرئاسة بيانا نشره على حسابه على موقع «تويتر» جاء فيه أن مكماستر اجتمع مع الرئيس أشرف غني ومسؤولين أفغان كبار لبحث العلاقات الثنائية والأمن ومكافحة الإرهاب والإصلاح والتنمية وهناك نحو تسعة آلاف جندي أمريكي في أفغانستان لتقديم التدريب والمشورة للقوات الأفغانية وتوفير الدعم الجوي للجنود على الأرض وتشكيل وحدة منفصلة لمكافحة الإرهاب تستهدف تنظيمي «داعش» و«القاعدة» وتنظيمات أخرى متشددة.
وكان قائد القوات الأمريكية في أفغانستان قال إنه بحاجة إلى قوات إضافية قوامها بالآلاف لمساعدة الأفغان على التعامل مع حركة «طالبان» ومحاربة غيرها من الجماعات المسلحة لكن لم يتم الإعلان عن خطة رسمية.
وفي غزني (أفغانستان) قتل ثلاثة مدنيون وستة مسلحون من «طالبان» في اشتباك بمنطقة أندار بإقليم غزني جنوب أفغانستان، طبقاً لما ذكره مسؤول أفغاني». ونقلت وكالة «باجوك» الأفغانية للأنباء أمس عن قائد الشرطة، البريجادير جنرال أمين الله أمارخيل قوله إن الاشتباك اندلع صباح أمس بعد أن هاجمت «طالبان» مواقع تفتيش تابعة للشرطة المحلية الأفغانية في المنطقة. وأضاف أن ستة من مسلحي «طالبان» قتلوا والبعض أصيب في القتال، بينما استهدفت قذيفة هاون أطلقتها «طالبان» منزلا، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإلحاق أضرار بمنزل. وقال محمد أشرف، أحد سكان إقليم غزني إن الاشتباك بين «طالبان» وقوات الأمن استمر لساعات في المنطقة. وأردف قائلاً إن خمسة مدنيين، من بينهم سيدة وأطفال قتلوا في قصف بقذيفة هاون، استهدفت منزلاً. وأكدت «طالبان» وقوع الاشتباك، وقال المتحدث باسم الجماعة، ذبيح الله مجاهد إن ثلاثة رجال شرطة قتلوا وأصيب اثنان في اشتباك بمنطقة «أندار». وفي قلعة وزير (لوجار) قتل اثنان على الأقل من المسلحين، بينما كانا يزرعان عبوة ناسفة بدائية الصنع في مسجد بإقليم لوجار شرق أفغانستان، طبقا لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس. وقالت وزارة الدفاع الأفغانية إن الحادث وقع في منطقة قلعة وزير، بإقليم لوجار. وأضافت الوزارة أن العبوة الناسفة انفجرت قبل أوانها، بينما كان المسلحان يزرعانها، مما أسفر عن مقتلهما.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».