قال المدرب الفرنسي المخضرم فيليب تروسيه لـ«رويترز» إنه لا يمكن الاعتماد على الدوري الصيني الممتاز لكرة القدم في تطوير مهارات اللعبة الشعبية في هذه البلاد العملاقة رغم الإنفاق الكبير والأسماء اللامعة التي ارتبطت بالبطولة في الآونة الأخيرة لأن البطولة ربما لن تلتفت إلى تطوير المهارات المحلية الصاعدة في ظل هذه الأوضاع.
وسبق لتروسيه تدريب منتخب جنوب أفريقيا خلال نهائيات كأس العالم في 1998 كما أشرف على تدريب منتخب اليابان في النهائيات العالمية التالية في 2002. وعين تروسيه مديرا للكرة في نادي تشونغ شينغ ليفان المنافس في الدوري الصيني الممتاز للعبة الشعبية وسيتولى بناء على ذلك مهمة العمل على زيادة أعداد ممارسي اللعبة الشبان في الدولة الأكبر سكانا في العالم.
لكن المدرب المخضرم رغم ذلك يعتقد أنه لا يجب الاعتماد على الدوري الصيني صاحب الموارد المالية الكبيرة في تطوير المهارات المحلية الصاعدة التي تعول عليها البلاد في تحويل الصين إلى قوة عالمية في هذه اللعبة.
وقال تروسيه لـ«رويترز» عبر الهاتف: «نحن نتحدث كثيرا عن المال والمكاسب الموجودة في الصين عندما نتحدث عن اللاعبين الشبان».
وأضاف تروسيه «الناس يعتقدون أنهم يستطيعون الحصول على المال وتحقيق مكاسب ولهذا السبب أنا أشعر ببعض القلق فيما يتعلق بما يمكن أن تحققه هذه العملية بالنسبة للاعبين الشبان».
وأشار تروسيه «علينا التوضيح للأندية بأنه يتعين عليها التفكير في تطوير المواهب والقدرات الشابة لكنهم لا يهتمون بهذا الأمر... نحن بحاجة إلى عملية ثانية ويتعين علينا العمل من خلالها في المدارس ومن خلال الاتحاد الصيني لكرة القدم ومن خلال الأكاديميات لبناء دوري قوي للاعبين تحت 17 عاما ودوري قوي أيضا للاعبين تحت 18 عاما وتخصيص اعتمادات مالية لتطوير المدربين وإنشاء بنية تحتية قوية».
وأكد تروسيه «هذا ما يتعين علينا التفكير فيه من أجل المستقبل».
ويعتقد تروسيه أن مشكلة تطوير المواهب المحلية في الصين تكمن في عدم اهتمام الأندية بذلك.
وقال تروسيه عن ذلك: «الأندية تهتم فقط بالفريق الأول وهي ترغب في تحقيق الفوز، وأعتقد أن الدوري الصيني الممتاز لا يمكنه مساعدة الاتحاد الصيني لكرة القدم في ذلك بسبب اختلاف استراتيجية كل طرف وعلينا تطوير برنامج في الاتحاد الصيني ووضع استراتيجية خاصة بأقاليم ومناطق الصين. هذا هو الاتجاه الذي يتعين علينا السير فيه بكل جدية».
وأنفقت الأندية الصينية مبالغ مالية هائلة للتعاقد مع عدد من كبار اللاعبين والمدربين بعد إعلان الرئيس الصيني شي جينبينغ أنه يريد أن تتأهل بلاده لنهائيات كأس العالم وتستضيف النهائيات وتفوز بها أيضا.
وخلال آخر 18 شهرا أنفق نادي شنغهاي سيبج أكثر من مائة مليون دولار للتعاقد مع الثلاثي البرازيلي المكون من أوسكار وهالك وإلكسون كما يدفع راتبا كبيرا لمدربه الحالي البرتغالي أندريه فيلاس بواش.
وتنص لوائح الدوري الصيني على ضرورة إشراك لاعب تحت 23 عاما في كل فريق في الدوري الصيني الممتاز خلال الموسم الحالي. لكن المدرب البرتغالي يتحايل على ذلك بإخراج هذا اللاعب بعد دقائق معدودة فقط من بداية المباراة وهو ما أثار اهتماما في الصين ويعتقد تروسيه إن هذا التصرف يوضح أن أولويات الأندية تتعارض مع رغبة مؤسسات الدولة في تطوير المهارات المحلية الصاعدة من أجل تطوير منتخب وطني قوي يمثل البلاد مستقبلا.
وقال تروسيه الذي سبق له العمل في الصين أيضا: «لو كنت مدربا في فريق صيني لأردت أن يكون لدي أفضل فريق دون الاهتمام بوجود خمسة لاعبين تحت 23 أو 30 عاما».
وأشار المدرب الفرنسي «مستوى الدوري حاليا متراجع قليلا لأن 80 في المائة من النتائج تأتي من اللاعبين الأجانب. واللاعبون تحت 23 عاما غير جاهزين رغم أنها ربما تكون فكرة جيدة. أعتقد أنه من المبكر جدا قول ذلك... لهذا السبب أشعر بالقلق بعض الشيء لأنه إذا ما تراجع المستوى ستتراجع أنشطة أخرى وربما يتراجع إثر ذلك عدد الجمهور. وربما أيضا يتراجع الاهتمام الإعلامي وإن لم تتحرك الأندية وتعمل على برامج التطوير في الفئات العمرية الأصغر فسيكون هناك سبب فعلي للقلق أيضا».
لكن تروسيه رغم ذلك يعتقد أن أمام الصين فرصة لكي تصبح قوة عالمية على مستوى اللعبة وأكد عدم وجود فارق كبير في العنصر البشري بين الصين وقوى كروية أخرى مثل إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا في الفئات العمرية ما بين ستة و12 عاما.
وقال: «لكن الصين ربما تكون أفضل لأنها ترغب في التحسن والتطوير... المشكلة هنا فيما فوق 12 عاما لأنه يوجد شيء هنا... ونحن نملك المال والطموح والإمكانيات وعلينا السير في الاتجاه الصحيح».
تروسيه: الدوري الصيني لا يكفي لتطوير الكرة في البلاد
قال إن الأندية مهتمة فقط بالفوز... والبناء من الأسفل هو الحل
تروسيه: الدوري الصيني لا يكفي لتطوير الكرة في البلاد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة