إصلاح تشوهات العظام يستلزم عادة التدخل الجراحي. وفي التشوهات البسيطة يمكن إصلاح الاعوجاج أو القصر البسيط أثناء الجراحة. أما في حالات الاعوجاج الشديد أو قصر العظام فيجب أن يتم الإصلاح بالتدريج حتى لا يحدث شد مفاجئ على الأعصاب والشرايين والعضلات والجلد والذي قد يتسبب في مضاعفات خطيرة. والإصلاح التدريجي له عدة طرق لكن أشهرها ما يسمى طريقة اليزاروف.
أعاد فريق طبي سعودي إلى شاب القدرة على المشي من جديد بفضل تقنية اليزاروف، بعد أن فقد جزءا من عظم الساق في حادث، بحسب موقع «ديلي ماديكال إنفو».
تعرض الشاب إلى حادث أدى إلى تفتت في عظم الساق مع فقد عظم بطول 7 سم. وأجرى فريق طبي متخصص في جراحة العظام بمستشفى الملك فهد المركزي في جازان عملية لتعويض الجزء المفقود من العظم باستخدام تقنية اليزاروف «Ilizarov».
تمت العملية على مرحلتين: الأولى تمثلت في تنظيف الجروح وتركيب جهاز اليزاروف وعمل قص عظمي وتطويل تدريجي لتعويض العظم من الساق نفسها.
أما المرحلة الثانية، فتضمنت عمل طعم عظمي عند التقاء أطراف العظمتين.
وأكدت وزارة الصحة السعودية نجاح العملية التي تعد الأولى من نوعها في المستشفى.
*جهاز اليزاروف
لاختراع هذا الجهاز قصة ممتعة، تعود بدايتها إلى منتصف القرن الماضي، وكان بطلها الطبيب الروسي غافرييل إبراهيموفيتش اليزاروف، الذي أرسل آنذاك للعمل في مستشفى ناء بمدينة كروجان بمنطقة سيبيريا الروسية الموحشة.
وبدلا من أن يعتبر اليزاروف ذلك نوعا من الإقصاء أو التهميش، ويكتئب أو حتى يعمل بشكل روتيني ممل انتظارا لفرصة العودة لدائرة الضوء، فقد بدأ الطبيب الشاب التفكير في حل مبتكر لمعضلة فنية في عالم جراحة العظام.
وتمكن من تطوير جهاز المثبت الخارجي التقليدي أحادي الجانب، الذي كان استخدامه ضرورة طبية ملحة في حالات جراحية معينة، مثل الكسور المصاحبة لتهتك شديد بالأنسجة الرخوة المحيطة، كما كانت هناك محاولات لاستخدامه في عمليات إطالة العظام.
وكانت المشكلة تكمن في المضاعفات الكثيرة المصاحبة لاستخدام تلك المثبتات التقليدية، خصوصا عدم استقرار تثبيت منطقه الكسر، وعدم التئام الكسور وغيرها.
وتستخدم تقنية اليزاروف في علاج الكسور المفتتة، التي يسحق فيها جزء من النسيج العظمي بشكل يؤدي إلى قصر بالطرف المصاب، جراء قوة جذب العضلات. وتجرى العملية تحت تخدير كامل، ويوضع الجهاز على الطرف المراد تطويله، وتجري عملية الإطالة عن طريق الأبعاد المحسوبة ما بين حلقات الجهاز باستخدام البراغي، مما يتسبب في تباعد طرفي العظم المكسور بمقدار ملليمتر واحد تقريباً كل يوم.
ومع عمل هذا الإجراء بشكل يومي ينتج مع مرور الوقت إطالة ملحوظة في الطرف المراد تطويله للوصول إلى الطول المطلوب بحيث لا يتجاوز 20 في المائة من طول العظم الأصلي.
ويمكن للمريض السير على قدميه بشكل طبيعي في وجود جهاز اليزاروف، وما إن يكتمل الشفاء ويلتحم العظم حتى تجرى عملية ثانية لإزالة الجهاز، بعد أن يكون قد أدى الغرض منه في إطالة الطرف المطلوب.
«اليزاروف» تسمح لشاب سعودي بالمشي من جديد
«اليزاروف» تسمح لشاب سعودي بالمشي من جديد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة