شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على أهمية التعليم وتطويره باعتباره أداة ضرورية لتطور الشعوب وجوهر نهضتها، وحث على تكاتف جهود الجميع، شعبا وحكومة ومؤسسات خاصة وعامة، لتوفير البيئة الحاضنة، وتأمين الاحتياجات الضرورية، من أجل بناء القدرات البشرية وإحداث منظومة تعليمية سليمة وناجعة تؤتي أُكُلها.
وقال العاهل الأردني، في مقال له بثه الديوان الملكي، إنه «لم يعد من المقبول بأي حال من الأحوال أن نسمح للتردد والخوف من التطوير، ومواكبة التحديث والتطور في العلوم، أن يهدر ما نملك من طاقات بشرية هائلة»، مؤكدا في السياق ذاته أن قطاع التعليم «قطاع استراتيجي، ومن غير المقبول أيضا، بل من الخطير، أن يتم الزج بالعملية التعليمية ومستقبل أبنائنا وبناتنا في أي مناكفات سياسية ومصالح ضيقة، غير آبهين بأهمية وضرورة استمرار التطوير والإصلاح وأثره العميق على أمتنا وحاضر الأجيال ومستقبلهم».
وأوضح العاهل الأردني، أن «ما من أمة تنهض بغير التعليم، وقد بات من البديهيات ألا شيء يعدل التعليم في مسيرة بناء الدول، وتغيير وجه العالم إلى الأجمل والأكمل والأفضل، لا سيما في مرحلة باتت تتسابق فيها الأمم في اقتصاد المعرفة، واستثمار الطاقات البشرية»، لكنه أبرز في المقابل أن ذلك أصبح يفرض «عدم تجاهل أدوات المعرفة الجديدة في عصر تتسارع خطاه، ولن نستطيع مواكبة تحديات هذا العصر إلا بأدواته المعرفية الجديدة، ولا أن نلبي احتياجاته إلا بوسائله التقنية الحديثة»، وهذا الأمر، يضيف العاهل الأردني، يتطلب بدوره عدم إغفال «التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع التعليم، بدءًا من الاعتراف بها، ومن ثم بذل الجهود لتجاوزها، وابتكار الحلول الناجعة لها، وصولا إلى نظام تعليمي حديث يشكل مرتكزا أساسيا في بناء المستقبل المزدهر الذي نسعى له. ولذلك فإننا نرى أهمية التوصيات التي قدمتها لجنة تنمية الموارد البشرية العام الماضي وضرورة العمل بها».
وفي معرض حديثه عن علاقة التعليم الجيد بإحداث التغيير في المجتمع وضرورة الاسثمار فيه لتحقيق التنمية المنشودة، أوضح الملك عبد الله الثاني، أن «الاستثمار في مستقبل أبنائنا عماد نهضتنا، وأننا على ذلك لقادرون، فها هي ذي ثروتنا البشرية، أغلى ما يمتلك الأردن من ثروات، قادرة إذا هي نالت التعليم الحديث الوافي على صنع التغيير المنشود، وليس أمامنا إلا أن نستثمر في هذه الثروة بكل قوة ومسؤولية، فلا استثمار يدر من العوائد كما يدر الاستثمار في التعليم».
وحول رؤيته لدور التعليم ومسؤولية المدارس والجامعات لتخريج جيل ناجح ومنتج، قال العاهل الأردني «إننا نتطلع إلى أردن قوي يقدم لأبنائه خير تعليم، يؤهلهم لأن يواجهوا تحديات الحياة، وأن يقيموا أعمالا ناجحة، ويمارسوا حرفا قيمة، وأن ينشئوا أسرا متآلفة، وأن يبنوا مجتمعا متماسكا. فبناء قدراتنا البشرية من خلال التعليم المتميز وتجويد مخرجاته، هو بوابتنا نحو المستقبل، فهو يشكل أرضية مشتركة لفهم الآخر وتعميق قيم التسامح، بعيدا عن الغلو والتعصب، كما أن تحقيق الإصلاح الشامل يرتبط ارتباطا وثيقا بالنهضة التعليمية، مهما كانت الظروف والتحديات»، معربا عن أمله في أن يكون للأردن تجربة تغري بنجاحها الآخرين، وأن يكون هو قائد مسيرة تحديث التعليم في العالم العربي، ورائد التحول إلى مجتمع المعرفة.
ولتبرير دعوته إلى إحداث نقلة نوعية في مجال التعليم وتطويره في هذا الوقت بالتحديد، أكد الملك عبد الله الثاني أن التطوير «بات ضرورة أملتها الظروف، بل متى لم يكن كذلك؟ فها هي صفحة التاريخ وتجارب الأمم تثبت أنه لا محيد عن التغيير، ولا مصير إلا إليه، فالتغيير يفرض نفسه، ويثبت ذاته ويمضي غير عابئ بمن يخشونه».
الملك عبد الله الثاني: تطوير التعليم جوهر نهضة الأمم
أمل أن يكون الأردن قائد مسيرة تحديث التعليم بالعالم العربي
الملك عبد الله الثاني: تطوير التعليم جوهر نهضة الأمم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة