«واهاكا» عنوان الأطايب المكسيكية في المملكة المتحدة

مائدة ملونة تفوح منها روائح عطرة

تنتشر فروع «واهاكا» في أماكن عديدة من لندن
تنتشر فروع «واهاكا» في أماكن عديدة من لندن
TT

«واهاكا» عنوان الأطايب المكسيكية في المملكة المتحدة

تنتشر فروع «واهاكا» في أماكن عديدة من لندن
تنتشر فروع «واهاكا» في أماكن عديدة من لندن

بمجرد دخولك إلى أحد أفرع مطعم «واهاكا» في لندن، تشعر أنك داخل جزءا ملونا من المكسيك. إنه صوت الموسيقى اللاتينية بإيقاعها الذي يثير داخلك الرغبة في الرقص، والمطعم المزين بالألوان المبهجة التي تعزز الشعور بالاحتفال؛ إنه رائحة الطعام الطازج المليء بالألوان، لذا من الحتمي أن تنظر سريعا باتجاه الطاولات المجاورة لمعرفة ما الذي يتناوله الآخرون.
قائمة الطعام ورقة بسيطة تنفرد كمفرش على طاولة تضع عليه الأطباق حين تصل، لينكشف بعد ذلك أمامك سحر المكسيك. تتسم الأطباق بالألوان والنكهات المتعددة والمتنوعة بين لحم، وسمك، وحساء، وسلاطات.
تمثل البهارات، التي تكمل كل طبق، عنصرا أساسيا من تجربة تذوق الطعام هذه، لكن يمكنك طلب أطباق دون فلفل حار أو مع صوص معتدل. كذلك يمكنك اكتشاف المقبلات في قائمة الطعام سريعا لتبدأ وجبتك؛ وقد طلبت رقائق التورتيا مع صوص «الغواكامولي» التقليدي المعدّ من الأفوكادو المهروس مع عصير الليمون. إنه طازج جدا ومن المستحيل مقاومة إغراء تناول الكمية كلها في غضون بضع دقائق. أما رقائق التورتيا فمحمصة، ومقرمشة، وخفيفة. وتحتوي كثير من الأطباق على الفول الأسود المكسيكي.
هناك نوع آخر من المقبلات وهو الموز المطهي (موز الجنة)، وهو من الأصناف التقليدية الراسخة في بعض دول أميركا اللاتينية. إنه مقرمش ويقدم مع صوص «الشبوتل» الحار، وهو نوع من الفلفل الأحمر الحار، والجبن الفيتا، يوضعان داخل خبز التاكو. إنه رائع جداً.
اختيار الطبق الرئيسي أمر صعب، فالوصف التفصيلي لكل طبق يجعلك تغير رأيك عدة مرات. تحتوي قائمة الطعام على أنواع من التاكو، والتاكويتو، والكويساديلا مع مجموعة متنوعة هائلة من اللحوم، والمأكولات البحرية، والخضراوات، والبهارات.
يمثل كل من التاكو والبوريتو والإنشيلادا والكويساديلا جزءا من النظام الغذائي الأساسي للمكسيكيين. في الوقت الذي يبدون فيه متشابهين، إنهم في الواقع مختلفون تماماً؛ حيث يتم إعداد التاكو من الذرة، ويكون مستديراً، وعادة ما يكون مزدوجاً، في حين يتم إعداد البوريتو من دقيق القمح، ويكون أحد طرفيه مفتوحاً، والآخر مغلقاً؛ أما الكويساديلا فيحتوي على كمية كبيرة من الجبن المخلوط باللحم، والبطاطا، والفول. كذلك يمكن العثور على تورتيلا الذرة الخالي من الغلوتين.
قررت تناول الدجاج المشوي المنقوع في بهارات يوكاتكان؛ إنه لذيذ جدا ويقدم مع الأناناس المشوي، والسلاطة الطازجة، والأرز الأخضر. لا يقدم مطعم «واهاكا» تجربة من النكهات فحسب، بل من الألوان والروائح أيضاً. إنها تجربة تنعش كل الحواس.
أما الحلوى فقد اخترت «سوربيه» فاكهة زهرة الآلام (المثلج) المنعش بعد كل هذا الكمّ من البهار. يمكنك تناول «سوربيه» المانغو، وحلوى «التشورو» مع الشيكولاته والآيس كريم. رغم أن جوهر قائمة الطعام مكسيكياً، تمت إضافة بعض العناصر التي يمكن أن تقرب الأطباق المكسيكية من أطباق أخرى. لهذا السبب يتم تقديم اللحم البقري البريطاني والكيل (الكرنب الأجعد)، ذلك النوع التقليدي من الخضراوات الإنجليزية، مع كثير من الأطباق هنا.
الأسعار هنا معقولة جدا إذا ما قارنتها بجودة الطعام، والتنوع، والنكهات. هناك عرض أيام الثلاثاء يتم فيه بيع التاكو الواحد بجنيه إسترليني واحد.
لدى المطعم نحو 17 فرعا في لندن، وفي المدن الكبرى في المملكة المتحدة مثل ليفربول، وبريستل، وأدنبرة. في نهاية الوجبة، يحصل كل زائر على بعض بذور فلفل سيرانو، وهو نوع من الفلفل الأحمر الحار، لزراعته في منزله.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.