سام الاردايس... مدرب يواجه نكران الجميل من مشجعي كريستال بالاس

ينظرون إليه على أنه مدير فني مؤقت ينقذ الفريق من الهبوط ولكنه عاجز عن تحقيق أحلامهم

الاردايس... مدير فني بقدرات هائلة أصابته لعنة التوقعات غير الواقعية («الشرق الأوسط») - الاردايس وكأس بطولة الدرجة الأولى مع بولتون («الشرق الأوسط»)
الاردايس... مدير فني بقدرات هائلة أصابته لعنة التوقعات غير الواقعية («الشرق الأوسط») - الاردايس وكأس بطولة الدرجة الأولى مع بولتون («الشرق الأوسط»)
TT

سام الاردايس... مدرب يواجه نكران الجميل من مشجعي كريستال بالاس

الاردايس... مدير فني بقدرات هائلة أصابته لعنة التوقعات غير الواقعية («الشرق الأوسط») - الاردايس وكأس بطولة الدرجة الأولى مع بولتون («الشرق الأوسط»)
الاردايس... مدير فني بقدرات هائلة أصابته لعنة التوقعات غير الواقعية («الشرق الأوسط») - الاردايس وكأس بطولة الدرجة الأولى مع بولتون («الشرق الأوسط»)

بينما كنت أقف في صف طويل للحصول على بعض المرطبات السائلة في واحدة من المناطق الجميلة والمكتظة بالسكان في إنجلترا في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، كان من المستحيل ألا أسمع حوارا مثيرا بين اثنين من مشجعي نادي كريستال بالاس. كان ذلك قبل يوم واحد فقط من فوز الفريق الكبير على نادي آرسنال بثلاثية نظيفة، ولم يكن الرجلان يتحدثان بحماس عن أداء فريقهما على مدار الموسم، لكنهما كانا يطمئنان أنفسهما بأن نتائج الفرق الأخرى في منطقة الهبوط في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز هي التي تساعد فريقهما بقوة، ومؤكدين في نفس الوقت على الدور الذي يقوم به المدير الفني للفريق سام الاردايس.
وعندما تساءل رجل آخر في الصف: «هل تحبون الطريقة التي يلعب بها الفريق تحت قيادة الاردايس؟»، رد آخر قائلا: «بالطبع لا، لا يزال الفريق في موقف صعب، وقد حققنا الفوز في مباراة منذ فترة من دون أن نسدد كرة واحدة على مرمى الفريق المنافس (ربما يقصد الفوز على واتفورد بهدف في مرمى فريقه من تروي ديني)، لكن الشيء المهم هو أننا نحقق الفوز. قبل عدة أسابيع كنا في مؤخرة جدول الترتيب، وكانت حظوظنا هي نفس حظوظ سندرلاند وميدلسبره، لكننا يبدو الآن أننا قادرون على الهروب من تلك المشاكل، لأن هذا هو الشيء الذي يجيده سام الاردايس. وبمجرد أن ننجح في البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، يمكننا البحث عن مدير فني آخر».
إن أسوأ شيء في العالم بالنسبة لأي مدير الفني هو أن يكون لديه جمهور ناكر للجميل. ربما لم يكن المثال الذي أشرت إليه في البداية يعكس بشكل كامل موقف جمهور كريستال بالاس من المدير الفني للنادي، وربما تغير رأي قطاع كبير من الجمهور تجاه الاردايس بعد الفوز على آرسنال بثلاثية نظيفة، لكني أعتقد أن الاردايس نفسه قد اعتاد على هذا السلوك من قبل الجمهور، لأنه واجه نفس الموقف من قبل عندما كان يقود فريق وستهام. ربما يُنظر إلى الاردايس على أنه المدير الفني الأمثل لأي فريق يواجه خطر الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن بمجرد أن يضمن هذا الفريق البقاء يُنظر إليه على أنه مدير فني مؤقت غير قادر على تحقيق أحلام وطموحات جمهور النادي.
ورغم كل ذلك، نجح هذا المدير الفني، على عكس كل التوقعات، في الفوز على تشيلسي وآرسنال في غضون أقل من أسبوع. ولكي نكون أكثر إنصافا، يجب أن نشير إلى أنه خسر بين هاتين المباراتين أمام ساوثهامبتون، لكن السؤال يبقى هو: هل هناك فرق أخرى في مؤخرة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز قادرة على الحصول على ست نقاط من فريقين بحجم تشيلسي وآرسنال؟
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، نجح الاردايس في منح الحرية الكاملة للاعبين مثل ويلفريد زاها وأندروس تاونسيند لكي يعبروا عن أنفسهم، كما استعاد يوهان كاباي مستواه السابق، وتمكن الاردايس من أن يخرج أقصى طاقة ممكنة من مامادو ساكو وكريستيان بينتيكي، بعدما فقدا الثقة في أنفسهما نتيجة عدم الاعتماد عليهما في أنديتهما السابقة. وبدا أن لاعب خط الوسط المدافع الصربي لوكا ميليفوجيفيتش، الذي تعاقد معه النادي في فترة الانتقالات الشتوية السابقة، كان إضافة قوية للفريق. لذا فإن السؤال هو: لماذا هذا التعالي على الاردايس؟
وهناك اعتقاد عام بأن الاردايس يقوم بعمل جيد للغاية لكنه لا يواصل السير على نفس المنوال وبأنه قادر على تغيير أداء أي فريق على مدى فترة قصيرة، لكنه غير قادر على الاستمرار بنفس القوة. ورغم أن الاردايس قد حقق ما يشبه المعجزة مع بلاكبيرن روفرز وسندرلاند، فإنه قد فشل في حقيقة الأمر في الفوز بأي لقب خلال مسيرته الطويلة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعندما رحل الاردايس عن وستهام كانت هناك حالة من الغضب الجماهيري ضده. ورغم أن الفريق لم يكن يواجه خطر الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن النادي لم يجدد تعاقده معه للاستمرار في قيادة الفريق. وعادة ما يعد الاردايس بتقديم أداء قوي والبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن بعض الأندية لديها طموحات أعلى من ذلك بكل تأكيد. وفي الحقيقة، لم يعمل الاردايس لفترة طويلة مع وستهام، كما لم يمنحه نيوكاسيل الفرصة للبقاء لفترة طويلة.
لقد ذهب الاردايس إلى نيوكاسيل وهناك فكرة مسبقة مأخوذة عنه، علاوة على أنه تعرض لهجوم شديد من قبل البعض بمجرد تعاقده مع النادي. ورغم أنه نجح في إحراز تقدم ملحوظ، فإنه كان ضحية لاستحواذ مايك أشلي على النادي، والذي ضرب عرض الحائط بمحاولات جميع ملاك النادي السابقين لإضفاء حالة من الاستقرار على الفريق. لقد تعاقد نيوكاسيل مع الاردايس في الأساس لأن النادي كان معجبا للغاية بصبره ودأبه خلال تجربته الرائعة مع بولتون واندررز. إنه مدير فني يهتم بالتفاصيل الدقيقة للغاية، لكنه بحاجة إلى البقاء لمدة خمس سنوات على الأقل مع الفريق الذي يدربه حتى ينفذ خططه على المدى الطويل.
وفي الحقيقة، كان الاردايس رائعا للغاية مع فريق بولتون، لكنه لم يقدم نفس المستوى مع الأندية الأخرى منذ رحيله عن هذا النادي، لكن هذا ربما أعطى انطباعا بأن الاردايس لا يمكنه التوهج والتألق إلا عندما يقود ناديا صغيرا بإمكانيات محدودة. وكان بلاكبيرن سعيدا للغاية عندما تعاقد معه في عام 2008. وفي ضوء ما حدث منذ ذلك الحين ربما يشعر النادي بالندم الشديد على التفريط في خدمات المدير الفني بينما كان الفريق يحتل المركز الثالث عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. أما بالنسبة لنادي سندرلاند، فإن جمهور النادي لديه اعتقاد غير واقعي بشأن قدرات المدير الفني القادر على قيادة الفريق للدرجة التي جعلتهم لا يوافقون إلا على عدد قليل للغاية من المدربين الذين اعتقدوا أنهم قادرون على إخراج الفريق من المأزق الذي عانى منه في الموسم الماضي.
ويجب أن نتفق على أن الاردايس لديه من القدرات التي تجعله مطلوبا من قبل عدد من الأندية كل موسم، وقد نجح في تحقيق طفرة في نتائج كريستال بالاس خلال الأسابيع الأخيرة، وهي النتائج التي تجعلنا نتساءل عما كان من الممكن أن يحققه الاردايس في حال كان استمر في منصب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي لفترة أطول. وكان الاردايس قد تولى قيادة المنتخب الإنجليزي عقب إقالة هودجسون بعد الخسارة أمام آيسلندا في يورو 2016 بفرنسا، وقاد إنجلترا في مباراة واحدة فاز خلالها على سلوفاكيا بهدف دون رد في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا، قبل أن يقال بسبب استغلال منصبه للالتفاف على القواعد التي تنظم انتقال اللاعبين.
ومن وجهة نظري الشخصية أعتقد أنه لم يكن ليُمنح الوقت الكافي للتواصل مع اللاعبين وتطوير قدراتهم الدفاعية بالطريقة التي ساعدته على تحقيق النجاح في معظم التجارب التي خاضها من قبل. وأعتقد أنه كان سيتمكن على الأرجح من قيادة المنتخب الإنجليزي بسهولة خلال تصفيات كأس العالم، تماما كما يفعل غاريث ساوثغيت الآن. وأؤكد مرة أخرى على أن المنتخب الإنجليزي يواجه مشاكل كبيرة في البطولات المجمعة منذ بداية الألفية الجديدة، وربما كان من الممكن أن ينجح الاردايس في حل هذه المعضلة، إذا ما وضعنا في الاعتبار تعليقات مشجع كريستال بالاس الذي قال: «إذ كنت تعاني فالحل هو الاردايس».
وإذا كنا نتحدث عن كريستال بالاس، فربما يكمن الحل أيضا في المدير الفني الحالي لنادي وست بروميتش ألبيون، توني بوليس، الذي نجح من قبل في إنقاذ كريستال بالاس من الهبوط لدوري الدرجة الأولى في واحدة من أبرز التجارب في تاريخ الدوري الإنجليزي. ولم يكتف بوليس بذلك، لكنه حول النادي إلى قوة لا يستهان بها في الدوري الإنجليزي بعد ذلك.
ولعل السؤال الذي يجب على جمهور كريستال بالاس أن يطرحه على نفسه هو: لماذا يستمر النادي في معاناته من أجل تجنب الهبوط على مدى مواسم طويلة؟ وبعد بوليس والاردايس، من الذي سينجح بعد ذلك في إنقاذ الفريق من الهبوط؟ وهناك شيء واحد مؤكد الآن، وهو أن كريستال بالاس سوف يرتكب خطأ كبيرا في حال تخليه عن خدمات الاردايس والبحث عن مدير فني جديد في حال ضمان البقاء في الدوري الإنجليزي، لا سيما أن التاريخ الحديث قد أثبت أن النادي سيعاني مع أي مدير فني آخر غير بوليس والاردايس.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».