روميو لحّود: فنانو اليوم مشغولون بالظهور على وسائل التواصل الاجتماعي

قال إن أي فنان مخول لعمل استعراض إذا تعلم أصول هذا المسرح

الفنانة هيفاء وهبي قادرة على تقديم عمل استعراضي حسب رأي روميو لحود - روميو لحود قدّم أكثر من 35 عملاً مسرحياً منذ بداياته في الستينات حتى اليوم
الفنانة هيفاء وهبي قادرة على تقديم عمل استعراضي حسب رأي روميو لحود - روميو لحود قدّم أكثر من 35 عملاً مسرحياً منذ بداياته في الستينات حتى اليوم
TT

روميو لحّود: فنانو اليوم مشغولون بالظهور على وسائل التواصل الاجتماعي

الفنانة هيفاء وهبي قادرة على تقديم عمل استعراضي حسب رأي روميو لحود - روميو لحود قدّم أكثر من 35 عملاً مسرحياً منذ بداياته في الستينات حتى اليوم
الفنانة هيفاء وهبي قادرة على تقديم عمل استعراضي حسب رأي روميو لحود - روميو لحود قدّم أكثر من 35 عملاً مسرحياً منذ بداياته في الستينات حتى اليوم

قال المخرج المسرحي المخضرم روميو لحّود إن الفرق بات كبيراً بين جيلي الفن الماضي والحاضر، إذ كان نجوم الأمس يتمتعون بالاحتراف فيما هم اليوم ملهوون بمسائل أخرى. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن الغالبية من الفنانين الحاليين يهمّهم التقاط الصور لأنفسهم ووضعها على وسائل التواصل الاجتماعي، فهم مشغولون في تحقيق النسب الأعلى على الصفحات الإلكترونية بينما المطلوب هو الانكباب على تقديم الفنّ الحقيقي دون الاستخفاف بأذواق الناس».
ورأى روميو لحّود الذي واكب عصر الفنّ الذهبي في لبنان وتعامل مع أسماء كبيرة في عالم المسرح أمثال الراحلين صباح وعصام رجّي وسلوى القطريب، أن هناك قلة اعتبار للفن بالإجمال وأنه على الفنان بشكل عام، أن يحرص على سمعته، بالتوازي مع فنّه وهو أمر نفتقده على الساحة حالياً.
وعن رأيه بالساحة بالفنية عامة أجاب: «لا شكّ أن لدينا مواهب فنيّة واعدة وهذا الأمر لمسته بشكل كبير، خلال مشاركتي في حفل تكريمي أقيم للراحلة سلوى القطريب في الجامعة الأميركية. فلاحظت أن هناك كمّا من الشباب الجامعي الذي يتمتّع بأذن موسيقية مرهفة وأصوات جميلة وأداء رائع فاستطاعوا لفت انتباهنا في الحفل، إلا أن غياب فرص جدّية لإبراز مواهبهم تلك، تبقى المشكلة الأساسية في هذا المضمار». وأضاف: «لدينا نقص هائل في المجال الثقافي عامة. فالعلم والشهادات الجامعية وحدهما لا يكفيان لبناء جيل مثقّف بل إن البحث والاطلاع والقراءة هي الأكثر أهمية».
وأكد بأن موجة الانحطاط الفني لا تقتصر على لبنان فقط، بل تشمل مختلف البلدان الغربية ولا سيما أميركا وأوضح: «قد يعتقد جيل اليوم بأن التطوّر يرتكز على المظهر الخارجي، فصحيح أن إنسان اليوم بات يتحلّى بذوق رفيع في مواضيع الأزياء والتزيّن وما إلى هنالك من عناصر تتعلّق بالشكل الخارجي، إلا أن المحتوى الفكري صار مسطّحا. ولذلك عندما أتابع برامج على قنوات تلفزيونية فرنسية أو لبنانية أجدها سخيفة إلى حدّ ما، وهدفها تجاري بالدرجة الأولى بحيث لا تغذّي المشاهد بأي معلومة مفيدة لأنها ترتكز على الهرج والمرج ليس أكثر».
ورأى روميو لحّود أن أميركا هي المسؤولة عن هذا التراجع إن على المستوى الفني أو الإعلامي، وأن لبنان مع الأسف ركب نفس الموجة وصارت غالبية برامجه التلفزيونية مجرّد نسخات بالعربية لأفكار غربية ليس أكثر». وتساءل: «من قال إنه ليس لدينا أفكار جديدة وإعلاميون محترفون وفنانون رفيعو المستوى، فإن لبنان غنّي بجميع هذه العناصر إنما مع الأسف التقط العدوى من الغرب وكأن ما يقدّمونه هناك لا غبار عليه وهذا تفكير خاطئ تماما».
وكان روميو لحود قد أطلّ مؤخراً في المؤتمر الصحافي الذي عقدته «مهرجانات أعياد بيروت» للإعلان عن مشاركته فيها من خلال مسرحية «بنت الجبل». ويعلّق: «في الحقيقة أنا سعيد جداً بهذه التجربة، فلطالما أعجبت ببرامج «مهرجانات أعياد بيروت»، التي تستقطب شباب اليوم بالدرجة الأولى كما أن القيمين عليها هم من هذا الجيل بالذات. فبيروت بحدّ ذاتها تعني لي الكثير فهي مهد الحضارات والثقافات وكوني أشارك في مهرجان يقام فيها لهو أمر أفتخر به». وأضاف: «كما أن عرض المسرحية على مسرح في بيروت هو بمثابة فرصة لا يمكن تفويتها لأن هناك كمّا من اللبنانيين القاطنين في جنوب لبنان وفي الشوف، لم يتسن لهم مشاهدة المسرحية عندما عرضناها في جونية بسبب بعد المسافة بين مناطقهم وموقع المسرح. وأنا مستعدّ لأن أشارك في أي مهرجان مناطقي من شأنه أن يعزّز تراثنا الفني إن في صيدا أو طرابلس أو في صور. فعلى جيل اليوم أن يلمس الفرق ما بين زمن الفن الجميل والحالي، وهو أمر لفتني بالفعل عندما لاحظت أن مسرحية «بنت الجبل» استقطبت شريحة لا يستهان بها من شباب اليوم، فكانوا يتمتعون بمشاهدتها وكأنها عمل من كوكب آخر».
وعما إذ هناك من فنانين حاليين يصلحون لتقديم أعمال استعراضية في لبنان قال: «طبعا هناك فنانون لديهم القدرة على التعلّم واكتساب الخبرة لتقديم عمل استعراضي، فإن أي فنان هو مخوّل للقيام بذلك شرط أن يتعلّم أصول هذا المسرح». وما رأيك مثلا بميريام فارس الملقبّة بملكة المسرح الاستعراضي؟ «هي دون شكّ فنانة ناجحة وأنا أتابعها باستمرار وأتمنى لها التوفيق الدائم، ولكنها لا تنسجم مع روحية المسرح الذي أقدمه. وفي المقابل فأنا أجد أن الفنانة هيفاء وهبي قادرة على القيام بهذه المهمة بنجاح من خلال «شو» فنّي يليق بها فلا يعود يقتصر أداؤها على أغانٍ قصيرة فقط».
وأشار إلى أن الساحة اليوم ينقصها اجتهاد أصحابها ومنتجي أعمالها الفنيّة، وأن هناك غياباً تاماً لأصحاب العين الثاقبة التي في استطاعتها أن تعلّم وتنمّي تلك المواهب الموجودة بوفرة في لبنان. وقال: «هناك مواهب كثيرة إلا أنه ليس هناك من يديرها ويشرف على تطويرها، ولذلك نرى الفنان اليوم يهتم في الغناء وربح المال لأن هناك من زرع في فكره بأن هذا الأمر هو الأهم في الفن».
اليوم وبعد تقديمه أكثر من 35 عملاً مسرحياً ما زال روميو لحود يحلم في تقديم أعمال جديدة ويقول: «لا أتعب من التفكير في تقديم الجديد دائماً. ففي بداياتي خيّل إلى أنني لن أنجح سوى في الأعمال الغربية، ثم ما لبثت أن حققت النجاح وراء الآخر من خلال أعمال لبنانية بامتياز. وعندما قدّمت منذ سنوات قليلة مسرحية «طريق الشمس» اعتقدت أنها ستكون خاتمة أعمالي، إلا أنني عدت بعدها في عملين آخرين «كاريكاتير» و«بنت الجبل». أما اليوم فأفكر جدّيا في تقديم مسرحية «سيرانو دي بيرجيراك» الضخمة والتي حسب ما قرأت استطاعت أن تبهر العالم بـ17 ألف عرض مسرحي، هي التي بدأت عروضها في عام 1896». ويتابع: «هي مسرحية رائعة وتحتاج إلى ميزانية مالية كبيرة فأتمنى أن أستطيع تحقيق هذا الحلم قريباً».
وعما إذا هو يفكّر في تدوين مذكّراته في كتاب يروي فيه مشواره الفني الغني بالتجارب والأعمال الفنيّة أجاب: «لا أحب أن أتجمّل عندما أتحدّث فكيف إذا ما فكّرت في الكتابة؟ فمن المؤكّد أنه لن يكون في استطاعتي أن أروي الأمور كما هي فأكون مضطّرا إلى الكذب مرات وهو أمر لا أحبّذه أبداً، ولذلك فإن هذا المشروع غير وارد عندي».



نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
TT

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحققت مشاهدات لافتة عبر قناتها الخاصة على موقع «يوتيوب».

وأكدت نسمة في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها بصدد إصدار أغنيات جديدة في بداية العام المقبل، إلى جانب أعمال أخرى ستُطرح قبيل شهر رمضان المقبل، مشيرةً إلى أن الأغنيات جاهزة وبحوزتها بشكل كامل وإصدارها تباعاً للجمهور بهدف الوصول لشريحة عريضة من الجمهور قبل انشغالهم بمتابعة الأعمال الدرامية الرمضانية.

تسعى نسمة لتقديم الأغنيات الشعبية بحكاياتها اللافتة المحببة لقلوب الناس (صفحتها على {فيسبوك})

وتؤيد نسمة فكرة طرح أغنياتها الجديدة «سنغل» للوجود مع الجمهور والحضور الفني بشكل دائم، لكنها تنوي تجميعها في «ألبوم غنائي» بعد الانتهاء من إصدارها، مشيرةً إلى أنها «لا تفضل فكرة على حساب الأخرى سوء الألبوم أو السنغل، لكن ما يشغلها هو وجودها مع الناس».

وترى محجوب أن فكرة التقيد بتوقيت معين ومناسبات خاصة لطرح أعمالها لم تعد قائمة مثل السابق، حيث كان يحرص بعض صناع الفن على طرح أعمال في الأعياد، والفلانتاين وغيرها من المناسبات، لكن كسر القواعد أصبح الأهم للفت الأنظار والاهتمام، كما أن السوشيال ميديا جعلت كل شيء متاحاً أمام الناس في أي وقت.

تؤكد نسمة أن أغنيات المهرجانات ليست في قاموسها الفني ولا تستمع لها (صفحتها على {فيسبوك})

وذكرت نسمة الأسس التي تعتمدها في اختيار أعمالها، مؤكدةً أن التعايش مع اللحن والكلمة والحالة التي تصنعها الأغنية هي الأساس للتعبير الصوتي عنها بكل سعادة ومشاعر بغضّ النظر عن كون الأغنية شبابية أو طربية أو غير ذلك.

وأوضحت نسمة أن العلاقة بينها وبين دار الأوبرا المصرية كبيرة وممتدة منذ سنوات طويلة، لافتةً إلى أنها تحب مقابلة جمهورها، وتعشق الوقوف على خشبة المسارح بشكل عام، ومواجهة الناس مباشرةً والتفاعل معهم والشعور بوقع كل لحن وكلمة على مسامعهم، وتجد في ذلك متعة كبيرة وحماساً لتقديم المزيد.

ورغم حرص نسمة على طرح أغنيات سنغل بشكل متتالٍ لضمان الانتشار الجماهيري؛ فإنها ترى أن الحفلات التي تشارك في إحيائها هي الأساس الذي ينعش المشاهدات.

تعشق نسمة الوقوف على خشبة المسارح ومواجهة الناس مباشرة والتفاعل معهم (صفحتها على {فيسبوك})

«إن التعايش مع اللحن والكلمة والحالة التي تصنعها الأغنية هو الأساس للتعبير الصوتي عنها»

وكشفت نسمة عن أنها تحب المسرح الغنائي، وخاضت تجربة التمثيل بالفعل مع الفنان الراحل جلال الشرقاوي عبر مسرحية «دنيا حبيبتي»، لكنها أكدت أن التجربة لم تكن سهلة بل استحوذت على وقت وجهد وتحضيرات مسبقة وساعات عمل طويلة، لافتةً إلى أن «المسرح يحدّ من المشاركة في الفعاليات الفنية الأخرى على غرار طرح الأغاني، وإحياء الحفلات»، مؤكدةً أن الفنان كي يقدم ما يحلو له يحتاج إلى التفرغ حتى يخرج العمل بشكل متقن.

وتكتفي نسمة خلال الوقت الحالي بطرح أغنيات «سنغل» إلى جانب حفلاتها الغنائية، نظراً إلى ارتباطاتها الشخصية واحتياج أسرتها إلى وجودها، لكنها أكدت أن فكرة التمثيل في مسلسلات درامية أيضاً مطروحة على جدول أعمالها، لكنها تحب تقديم ألحان وكلمات مرتبطة بهذه المسلسلات عبر قصة مثيرة ولقطات مرئية تدعم تفاصيل العمل بصوتها، مثل الشارات والأغنيات الداخلية التي يجري توظيفها خلفيةً للمشاهد.

وتشير نسمة إلى أن فكرة التمثيل إلى جانب الغناء في عمل فني أيضاً واردة، لكن في حالة ملاءمة الشخصية لها ولما تقدمه، لكنها لا تسعى للحضور بالتمثيل لمجرد الرغبة في الظهور، ولم تُعرض عليها شخصية تمثيلية جاذبة تحمّسها لخوض التجربة.

وتطمح نسمة لتقديم السيرة الذاتية لعدد من نجمات الغناء في عمل درامي من بينهن: وردة، وأسمهان، وماجدة الرومي، والأخيرة تعشقها نسمة كثيراً وتؤكد «أنها تستحق تقديم سيرتها الذاتية للناس».

وترحب نسمة بتقديم ديو غنائي مع عدد من نجوم الفن من بينهم: شيرين، ومحمود العسيلي، وأصالة، وعزيز مرقة، وكذلك المشاركة في أغنيات مع فرق غنائية مثل «شارموفوز، و«مسار إجباري»، و«كايروكي»، كما كشفت عن تفضيلها الاستماع إلى الأعمال الغربية، مشيرةً إلى أن أغنيات المهرجانات ليست في قاموسها الفني ولا تستمع إليها ولن تقدمها يوماً ما، لكنها في الوقت نفسه تحب الأغنيات الشعبية وحكاياتها اللافتة والمحبَّبة إلى قلوب الناس وتسعى لتقديمها.