دبلوماسي يمني في مصر: حروب الانقلاب أضاعت بلادنا

دبلوماسي يمني في مصر: حروب الانقلاب أضاعت بلادنا
TT

دبلوماسي يمني في مصر: حروب الانقلاب أضاعت بلادنا

دبلوماسي يمني في مصر: حروب الانقلاب أضاعت بلادنا

دعا مندوب اليمن لدى جامعة الدول العربية، رياض العكبري، إلى تفعيل مقررات القمة العربية القاضية بتحقيق استراتيجية عربية شاملة لكبح التطرف وهزيمته بكل أشكاله، وملاحقة مصادر تمويله، ولجم منابر الإعلام وأبواقه التي تروج للإرهاب الأسود، وإصلاح النظام التعليمي والتربوي العربي وتطويره، وشنّ هجوما حادا على استمرار المجموعات الانقلابية في حروبها ضد الشعب اليمني، التي أضاعت كل شيء - حسب قوله - البشر والحجر.
وطالب بتسليط الضوء على جوانب معاناة المرأة اليمنية والبعد النفسي للحرب عليها، وتحسين مكانة المرأة في المجتمعات العربية، مشيرا إلى أنه أضحى يقيناً مدى تأثر المرأة اليمنية سلبياً من هيمنة ميليشيات الحوثي وصالح على الحكم في اليمن.
جاء ذلك في الصالون الثقافي الذي أقيم بمقر السفارة اليمنية في القاهرة أمس، بالتعاون مع منظمة المرأة العربية تحت عنوان «أوضاع المرأة العربية في ظل الصراعات والنزاعات».
وقال مندوب اليمن لدى جامعة الدول العربية السفير رياض العكبري: إن «فعالية الصالون تتزامن مع التفجيرات الإرهابية التي استهدفت كنيستين في مصر، والتي أودت بحياة العشرات»، حيث دعا السفير العكبري الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا.
وأكد السفير العكبري تضامن اليمن مع مصر ووقوفها في الخندق نفسه لمواجهة الإرهاب وملاحقة المتسببين في الجريمة الشنعاء... داعيا العرب إلى مواجهة المنابر الفكرية المتطرفة وتبني الاستراتيجية الأردنية لمواجهة التطرف، إضافة إلى أهمية إصلاح المناهج التعليمية في مواجهة الإرهاب والتطرف.
وتابع أن معاناة المرأة من الحرب التي تسببت فيها ميليشيات الانقلاب تنوعت بين خسائر في الأرواح والنزوح، كما ألحق الانقلاب أضرارا بالبنية التحتية على مستوى المنشآت العامة؛ وهو ما جعل المرأة اليمنية أكثر عرضة للانتهاك.
من جانبها، أشارت مديرة منظمة المرأة العربية السفيرة ميرفت التلاوي إلى أن المرأة اليمنية تعاني أوضاعا شديدة القسوة، مطالبة بأهمية إحياء دور المرأة العربية عامة واليمنية الخاصة في إنهاء الحروب.
وأكدت أن الظروف الحالية تتطلب مشاركة حقيقية للمرأة في خدمة وطنها، مطالبة الدعاة بأهمية إبراز أهمية المرأة في المجتمع... مشيدة بالتعاون مع السفارات في الاهتمام بالمرأة، مؤكدة أنه لا بد من تضافر الجهود للعبور بالأمة العربية من التحديات التي تواجهها.
وبالعودة إلى المندوب اليمني، فقد قال الكعبري: إن حجم الكارثة الناجم عن انفراط الدولة الوطنية في عدد من البلدان العربية، وهيمنة وتسيد الميليشيات والعصابات الإرهابية، والعصبيات الطائفية، على المشهد في أنحاء متفرقة من الوطن العربي، كبير. وأضاف أن المعلومات تشير إلى حقيقة بأن عدد الإصابات والقتل في صفوف المدنيين يزيد عنه في صفوف المقاتلين. وتنال النساء والأطفال والشباب العزل نصيبا وافرا من الانتهاكات والآثار الكارثية الناجمة عن تلك النزاعات والعنف والمذابح التي يندى لها جبين الإنسانية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.