فرماجو يرد على تصعيد «الشباب» ويتعهد إنهاءها عسكرياً خلال عامين

قوات صومالية تشتبك مع قراصنة وتحرر طاقم سفينة هندية مخطوفة

فرماجو يرد على تصعيد «الشباب» ويتعهد إنهاءها عسكرياً خلال عامين
TT

فرماجو يرد على تصعيد «الشباب» ويتعهد إنهاءها عسكرياً خلال عامين

فرماجو يرد على تصعيد «الشباب» ويتعهد إنهاءها عسكرياً خلال عامين

تعهَّد، أمس، الرئيس الصومالي، محمد عبد الله فرماجو، بأن تقوم قوات الجيش الوطني الصومالي بتحرير البلاد من براثن ميليشيات حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة خلال عامين بشكل نهائي.
وأعلن فرماجو خلال كلمة ألقاها، أمس، بمناسبة إحياء الذكرى الـ57 لتأسيس الجيش الوطني، أنه سيتم تشكيل إدارات تُرضي جميع أطياف الشعب في المناطق المحررة من قبضة الأعداء.
وشارك فرجامو في احتفال أقيم، أمس، بمقر وزارة الدفاع في العاصمة مقديشو، بحضور رئيس الحكومة حسن خيري ومسؤولين عسكريين وأمنيين، حيث قدمت وحدات مختلفة من الجيش عروضاً استعراضية متنوعة لإحياء الذكرى السنوية لتأسيس الجيش في الـ12 من شهر أبريل (نيسان) عام 1960.
وكان فرماجو، الذي ارتدى الزي العسكري للمرة الأولى خلال الأسبوع الماضي منذ توليه مهام منصبه في شهر فبراير (شباط) الماضي، قد أجرى تغييرات في قيادات الجيش ومسؤولي الأمن ودعا مقاتلي حركة «الشباب» إلى تسليم أنفسهم خلال 60 يوماً، مقابل تعليم ووظائف.
وتشن حركة الشباب هجمات قاتلة تتزايد شدتها، رغم فقدها أغلب الأراضي التي كانت تسيطر عليها أمام قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي البالغ قوامها 22 ألف جندي، والتي تدعم قوات الحكومة الصومالية، حيث تهدف الحركة إلى طرد قوات حفظ السلام والإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب.
وكانت مواقع محسوبة على حركة الشباب قد اعتبرت، أمس، أن الهجمات الإرهابية التي شنتها الحركة في العاصمة مقديشو أخيراً، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، هي بمثابة تصعيد من الحركة، وخطوة استباقية ضدّ الحكومة الصومالية وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، نهاية الشهر الماضي، أن ترمب منح الجيش الأميركي تفويضاً أوسع لتوجيه ضربات في الصومال ضد حركة الشباب، حيث تحتفظ القوات الأميركية بوجود محدود وتنفِّذ ضربات جوية دعماً للحكومة.
وطبقاً لهذا الإعلان، فقد أصبحت أجزاء من الصومال «منطقة أعمال قتالية نشطة» لما لا يقل عن 180 يوماً، باستثناء العاصمة مقديشو. ووافق ترمب على طلب بـ«نيران دقيقة» إضافية دعماً لمهمة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم)، ولقوات الأمن الصومالية، لحرمان «الشباب» من الملاذات الآمنة.
إلى ذلك، قال مسؤولون إن قوات الأمن الصومالية اشتبكت مع قراصنة في وقت مبكر من صباح أمس، وحرَّرَت تسعة بحارة خطفهم القراصنة من سفينة شحن هندية الشهر الحالي.
وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إن إدارة مدينة هوبيو الساحلية، نجحت، بالتعاون مع السكان المحليين، وقوات الشرطة، من تحرير ثمانية بحارة اختطفهم القراصنة، في عملية أمنية في منطقة عيل هور على بعد 50 كيلومتراً جنوب مدينة هوبيو.
وأكد بشير علمي، قائد شرطة المدينة، أنه تم تحرير ثمانية بحارة من أيدي الخاطفين الذين هربوا من الموقع فور وصول قوات الشرطة، مشيراً إلى أن الشرطة ستسعى بشكل مستمر لتنفيذ عمليات مماثلة للقضاء على ظاهرة القرصنة بشكل نهائي.
وقال حرسي يوسف بري، رئيس بلدية مدينة جالكعيو، في وقت سابق إن قوات الأمن بالصومال أنقذت البحارة التسعة الذين نقلهم القراصنة إلى الشاطئ. وخطف القراصنة سفينة «الكوثر» قبالة الساحل الصومالي في إطار تصاعد للهجمات بعد مرور سنوات دون ورود تقارير عن أعمال قرصنة.
لكن برهان وارسامي، وزير الموانئ والنقل البحري في ولاية جلمدج، قال إن الخاطفين نقلوا الطاقم إلى الشاطئ يوم الاثنين الماضي واشتبكوا مع القوات بعد ذلك بيومين، وأضاف أنه تم إنقاذ أفراد الطاقم التسعة وهم بخير وفي صحة جيدة.
وبلغت هجمات القراصنة الصوماليين ذروتها في عام 2012، عندما سجلت 237 هجوماً، ولكنها تراجعت بشكل كبير بعد أن عزز ملاك السفن إجراءات السلامة وكثفت القوات البحرية الدولية دورياتها.
إلا أن هذا الشهر شهد موجة جديدة من الهجمات بخطف سفينتين وإنقاذ قوات هندية وصينية لسفينة ثالثة، بعد أن أرسل طاقمها إشارة استغاثة باللاسلكي، واحتمَوا في غرفة مؤمَّنَة. وقال القراصنة الذين خطفوا السفينة إنهم كانوا يحاولون إرغام السلطات على الإفراج عن بعض زملائهم المحتجزين بالهند.
والصومال في حالة حرب منذ 1991، عندما أطاح أمراء حرب برئيس البلاد ثم انقلبوا على أنفسهم، بينما دفعت موجة جفاف شديدة البلاد إلى شفا مجاعة، وتقول الأمم المتحدة إن نصف السكان سيحتاجون إلى مساعدات بحلول يوليو (تموز) المقبل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.