الحزب الديمقراطي الكردستاني: لن نطلب إذن أي جهة لإجراء الاستفتاء

تشكيل لجنة من كل الأطراف للإشراف على العملية

الحزب الديمقراطي الكردستاني: لن نطلب إذن أي جهة لإجراء الاستفتاء
TT

الحزب الديمقراطي الكردستاني: لن نطلب إذن أي جهة لإجراء الاستفتاء

الحزب الديمقراطي الكردستاني: لن نطلب إذن أي جهة لإجراء الاستفتاء

أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني أمس أن إقليم كردستان لن يطلب الإذن من أي جهة لإجراء الاستفتاء على تقرير المصير سوى من الشعب الكردي بمختلف أطرافه السياسية ومكوناته.
وقال سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، فاضل ميراني، في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، ملا بختيار، أمس، في أربيل عقب الاجتماع الذي جمع المكتبين السياسيين للحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) برئاسة رئيس الإقليم مسعود بارزاني: «لن نطلب الإذن من أي جهة لإجراء الاستفتاء سوى من شعب كردستان وأطرافه السياسية ومكوناته، وسنتشاور في هذا السياق مع جميع الأطراف في كردستان».
وأضاف ميراني: «إجراء الاستفتاء حق شرعي لشعب كردستان، قلنا للمسؤولين العراقيين خلال زيارتنا لبغداد: أنتم تتحملون المسؤولية عما يحدث، لأنكم تصرفتم بشكل مع الشعب الكردي أجبره على التفكير بالانفصال، فأنتم لم تنشئوا البيئة المناسبة التي يشعر فيها المواطن الكردي بأنه مواطن عراقي ومتساوٍ في الحقوق مع الآخرين في هذا البلد»، لافتاً إلى أن الاستعدادات لإجراء الاستفتاء ستجري جميعها، وأن كردستان سيشهد خلال العام الحالي إجراء الاستفتاء على تقرير المصير.
بدوره قال مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، ملا بختيار، إن الاجتماع «كان خاصاً بمسألة الاستفتاء، والاستماع إلى تقارير اللجان الـ3 المشتركة التي زارت إحداها بغداد مؤخراً لبحث الاستفتاء، وكذلك نتائج اجتماعات اللجنة المشتركة مع الأحزاب والمكونات الكردستانية، إلى جانب اجتماع اللجنة المشتركة مع ممثلي الدول في إقليم كردستان لبحث المسألة ذاتها. الاجتماع قيّم تقارير اللجان الثلاث، وفي ضوئها أصدر مجموعة من القرارات المهمة». وأضاف: «القرارات التي صدرت عن الاجتماع كانت خاصة بالأحزاب الكردستانية، وبالتفاوض مع الأطراف العراقية، ومسألة علم كردستان في كركوك»، مشيراً إلى أن نتائج الاجتماعات التي عقدها وفد الإقليم في بغداد كانت إيجابية.
وأوضح بختيار أن الاجتماع «بحث عملية الاستفتاء، والوقت الذي ستجرى فيه هذه العملية، واللجنة العليا للاستفتاء والأمور الفنية والقانونية للعملية، وتشكيل لجنة عليا من كل الأطراف الكردستانية بالتشاور مع كل الأحزاب في كردستان لهذا الغرض»، مضيفاً أن اللجنة التي ستُشكل من الأحزاب الكردستانية ستضم في عضويتها 7 أحزاب، وأن حركة التغيير ستكون أول هذه الأطراف التي سيتحاورون معها بهذا الشأن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.