في تحول لافت في قضية المراهق السوري محمد ج. (16 سنة)، طالبت النيابة العامة بسجنه لمدة سنتين وثلاثة أشهر بتهمة الصلة بالإرهاب والتحضير لأعمال عنف تهدد أمن الدولة. وكانت النيابة العامة تحدثت في بداية المحكمة عن حكم شبابي مخفف قد يقسره على العمل لفترة في المجالات الاجتماعية. وتجري محاكمة محمد ج. في محكمة للأحداث في مدينة كولون منذ 20 فبراير (شباط) الماضي؛ حجب عنها حضور الصحافة بسبب صغر سن المتهم. وشكلت النيابة العامة لجنة تحقيق خاصة من 35 خبيراً للنظر عن ملابسات القضية وكشف مدى علاقة المتهم بتنظيم داعش.
وقال النائب العام أولف فيلون، يوم أمس الجمعة، إن محمد ج. اعترف بأنه يتعاطف مع «داعش»، وبأنه كان على علاقة هاتفية مع متشددين، لكنه فسر تهديداته للآخرين، وتهديداته بتفجير سكن اللاجئين الذي يعيش فيه، على أنه مجرد «مزحة». كما أنه اخبر إحدى أختيه بنياته تفجير قنبلة. ولم يكن تقرير دائرة الشباب أمام المحكمة في صالح المتهم بسبب إصراره على مواقفه المتطرفة، ورفضه الاعتراف بغير دينه. كما تحدث تقرير الطبيب النفسي عن معاناة محمد ج. من صدمة الحروب، ومن اضطراب الشخصية، إلا أنه وجده مدركاً عقلياً تماماً لما كان يخطط له.
وكانت شرطة الجنايات الألمانية ألقت القبض على محمد ج. يوم 20 سبتمبر (أيلول) الماضي في حي بورتس الكولوني في شرق المدينة. ويعيش محمود مع أمه ووالده وأختين له في قاعة رياضية تابعة لمدرسة بورتس - أوروباخ تم تحويلها من قبل سلطات اللجوء إلى سكن جماعي لطالبي اللجوء. واقتحم رجال الشرطة الغرفة التي يعيش فيها وعثروا على خراطيش غاز البوتان وأسلاك وبطارية وكبريت ومفرقعات و70 إبرة خياطة بمثابة حشوة. وقدر خبراء الشرطة أن ما جمعه محمد ج. كان يكفي لصناعة قنبلتين. قبل هذا، فرض رجال الأمن الرقابة على محمد ج. بعد تهديد أحد أقاربه في هولندا بأنه سيبلغ «أصدقاءه» في «داعش» عنه إذا لم يكف عن تعاطي المشروبات. كما بلغ رواد مسجد بورتس، التابع لاتحاد الجمعيات الإسلامية التركية، الشرطة عن التصريحات المتطرفة التي يطلقها محمد ج. في المسجد. وكان زعيقه في بيت اللاجئين بأن «قنبلة ستنفجر هنا» سبب مداهمة الشرطة للبيت واعتقاله. وذكر لاجئون يعيشون معه أنه كان يوزع الأفلام الدعائية لـ«داعش» إليهم من هاتفه الجوال. وسبق للنيابة العامة أن حللت معطيات هاتفه الجوال وتحدثت عن 133 «مادة» تدين محمد ج. بالعلاقة مع «داعش». منها مكالماته مع المدعو «بلال» الذي علمه كيف يصنع القنبلة وكيف يضعها في حاويات النفايات في المجمع السكني بهدف قتل الكفار. المحامي ميشائيل مراد زرتسوز، الذي تم تكليفه بمهمة الدفاع عن الشاب المعتقل، تحدث عن عدم وجود أدلة دامغة تدين موكله، وأضاف أن محمد ج. لم يصل في نشاطه مرحلة الإعداد لهجوم بالقنابل. ومن المتوقع أن يطعن المحامي بأي حكم بالسجن يصدر على موكله، وقد يطالب بتخفيف الحكم مع وقف التنفيذ. وينتظر أن يصدر الحكم يوم الاثنين المقبل. وعلى صعيد الإرهاب أيضاً، ذكرت دائرة الجنايات الاتحادية أن عدد الجنايات المميتة التي وجهت فيها أصابع الاتهام إلى المهاجرين ارتفعت إلى 450 حالة في سنة 2016، منها 66 حالة أدت إلى موت 82 ضحية بينهم ضحايا عملية الدهس الإرهابية التي نفذها التونسي أنيس العامري ببرلين في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وارتفع عدد الجنايات المنسوبة إلى المهاجرين من 209 آلاف تهمة في سنة 2015 إلى 295 في سنة 2016، وتشكل جنايات تزوير الوثائق 29 في المائة من المجموع، وجنايات اللصوصية 26 في المائة، وأعمال العنف 24 في المائة.
جاءت المعطيات رداً على سؤال وجهه راديو ولاية هيسن (هـ.ر) إلى الشرطة الاتحادية. واعترفت متحدثة باسم الشرطة بأن الارتفاع في عدد الجنايات قد يعزى أيضاً إلى اختلاف معايير التقييم الجنائية بين سنة 2015 وسنة 2016.
الادعاء الألماني يطالب بالسجن لمراهق سوري بتهمة الإرهاب
الادعاء الألماني يطالب بالسجن لمراهق سوري بتهمة الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة