الجيش اليمني يحرك 3 ألوية باتجاه الحديدة

القوات في مأرب ستؤدي دور الدعم والمساندة

الجيش اليمني يحرك 3 ألوية باتجاه الحديدة
TT

الجيش اليمني يحرك 3 ألوية باتجاه الحديدة

الجيش اليمني يحرك 3 ألوية باتجاه الحديدة

كشف العميد عمر جوهر رئيس أركان المنطقة العسكرية الخامسة، أن الجيش الوطني حرك 3 ألوية متكاملة باتجاه الحديدة، ضمن الخطط المعدة مسبقا لتحرير جميع المدن التي تقع تحت سيطرة الميليشيات، لافتا إلى أن هذه الألوية ستلتحق بها ألوية قادمة من مأرب لتقدم الدعم والمساندة لها في توغُّلِها على طول الشريط الساحلي.
وتقدمت 3 ألوية تتألف من قرابة 10 كتائب في اتجاه الحديدة، من أصل 5 ألوية تشارك في الأعمال القتالية في القطاع الغربي من اليمن، تحوُّلاً ملحوظاً في استراتيجية القوات المسلحة بالتقدم بشكل مباشر وتمشيط الشريط الساحلي، وهو ما ذهب إليه العميد جوهر، الذي قال إن المهام الموكلة لهذه الألوية التقدُّم على طول الساحل لتحرير أبرز المدن، ومنها الحديدة، موضحاً أن تقدم الألوية في اتجاه الحديدة يعد بطيئاً نسبياً لعدة عوامل، في مقدمتها الألغام التي يواجهها الجيش في كثير من الجبهات، التي يتعامل معها بحذر ودقة.
وأضاف العميد جوهر، أن الجيش الوطني وضع خطة عسكرية متكاملة لتنفيذ عملية التقدم نحو الحديدة وتحريرها، وهناك تواصُل مع المنطقة العسكرية الرابعة لفرض السيطرة الكاملة على الساحل الغربي، وهذه الخطط تُنفَّذ تدريجاً، وستكون بشكل سريع بعد التقدم في جبهة ميدي، خصوصاً في ظل كل المعطيات المحيطة، وما يمتلكه الجيش من إمكانيات عسكرية تساعده في تنفيذ المهام القتالية الجديدة.
وشدَّد رئيس أركان المنطقة العسكرية الخامسة، على أن الجيش وضع نصب عينه تحرير مدينة الحديدة ومينائها، وذلك بهدف قطع الإمدادات والامتيازات التي كانت الميليشيات تتحصل عليها في وقت سابق، وفي مقدمتها تهريب السلاح الذي نجحت قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في الحد من هذه العمليات، وفَرْض الجيش نفوذَه على هذه المدينة سيسهم وبشكل مباشر في تقهقر الميليشيات بشكل كبير، الذي بدا واضحاً في كثير من الجبهات.
وفي جبهة ميدي، قال العميد جوهر، إن الجيش الوطني دخل محيط المدينة، ويتقدم بحذر نحو مركز المدينة، مخافةَ تعرُّض وحدات الجيش لهجوم من بقايا الميليشيات، التي لا تشكل خطراً فعلياً على الجيش، وإنما الصعوبات التي تواجه الجيش الوقوع في شَرَك الألغام، ولن يكون التدخل إلى المركز قبل إحكام الطوق من جميع الاتجاهات، وقد عمد الجيش إلى تطويق المدينة بشكل دائري.
وأضاف أن الجيش يقوم بعمليات استطلاع للمدينة، معتمداً في ذلك على عدة وسائل، منها الرادارات أو الكاميرات، وفي بعض الأحيان على عمليات التحري التقليدية، لجمع المعلومات التي تساعد الجيش في التعامل أثناء التقدم، خصوصاً أن ما جمع من معلومات كشف لنا جرم الميليشيات في وضع الألغام وتفخيخ المنازل بشكل عشوائي، وهذا يتطلب الدقة في التعامل أثناء تحريك الوحدات العسكرية في أي اتجاه، الأمر الذي دفع لضرورة التمشيط للكشف عن مواقع الألغام من قِبَل خبراء في ذلك، وتحديدا المنازل التي يُتوَقع أن الميليشيات قامت بتفخيخها، لافتاً إلى أن عمليات التمشيط والمسح للمدينة لن تتجاوز 4 أيام، ستكون المدينة خالية من الألغام، وهذا سيمكن الجيش من فرض سيطرته بشكل كامل وواسع على مدينة ميدي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».