عائلة أميركية من أصول فلسطينية تقاضي الرجوب في واشنطن

تتهم جهازاً أمنياً بقتل ابنها عام 1995 في أريحا

عائلة أميركية من أصول فلسطينية تقاضي الرجوب في واشنطن
TT

عائلة أميركية من أصول فلسطينية تقاضي الرجوب في واشنطن

عائلة أميركية من أصول فلسطينية تقاضي الرجوب في واشنطن

تفاجأ أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، بتسلمه استدعاء للمحكمة في الولايات المتحدة، فور هبوط طائرته الأربعاء الماضي في مطار جون كيندي في نيويورك. ويتضمن الاستدعاء إشعارا بدفع تعويض بقيمة 250 مليون دولار.
وأوضحت تقارير إسرائيلية تم تأكيدها فلسطينيا: «لقد تبين لاحقا أن عائلة أميركية من أصول فلسطينية رفعت دعوى قضائية على الرجوب، على خلفية اعتقال أحد أفرادها ووفاته تحت التعذيب من قبل جهاز الأمن الوقائي عام 1995، حين كان الرجوب رئيسا للجهاز». ووصل الرجوب، إلى أميركا لإلقاء خطاب في منتدى السياسة الإسرائيلية.
ويتيح قانون حماية ضحايا التعذيب في الولايات المتحدة‎ تقديم دعوى ضد مسؤولين عن التعذيب، عندما يدور الحديث عن أشخاص في الولايات المتحدة فقط. لذلك اختار محامو العائلة استغلال الفرصة الاستثنائية ونقل الدعوى الموجهة ضده فور وصوله إلى الدولة. وأوضح محامي عائلة المتوفى عزام رحيم، التي تقطن بولاية تكساس الأميركية، أنه قرر استغلال وجود الرجوب في الولايات المتحدة وحرك الدعوى بصفة الرجوب قائدا للجهاز المسؤول عن قتل وتعذيب وقتل مواطن فلسطيني أميركي في أحد مقرات الوقائي.
ورحيم هو من قرية عين يبرود، شرق رام الله، ويحمل الجنسية الأميركية، واعتقل خلال وجوده في رام الله، ونقل لسجن أريحا للتحقيق، وبعد يومين أُعلن أنه توفي.
ويتضمن الإشعار الذي تسلمه الرجوب اتهاما مباشرا لعناصر من جهاز الأمن الوقائي، بأنهم اعتقلوا في 29 أيلول 1995، رحيم، وعذبوه حتى الموت، في أحد مقرات الجهاز الذي كان يديره الرجوب.
ووفق الادعاء: «شغل الرجوب دورا مركزيا عندما كان يتولى رئاسة جهاز الأمن الوقائي، فيما يتعلق باعتقال عزام رحيم، وتعذيبه وقتله، وذلك خلافا لقانون حماية ضحايا التعذيب».‎
والدعوى ليست حديثة، بل رفعت قبل 11 عاما ثم سحبت، بسبب أن الرجوب لا يوجد في الولايات المتحدة، وقرر المحامي انتهاز الفرصة مرة أخرى.
ويقول محامو الأسرة: «هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الرجوب الولايات المتحدة، ونحن مصممون على منعه من الهرب. سنجبره على دفع تعويضات للعائلة، لكن يجب على وزارة العدل الأميركية التحقيق في الواقعة واتخاذ الخطوات الجنائية ضد الرجوب».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.