ترمب يعاقب الأسد بـ59 صاروخ توماهوك

صورة من الأقمار الصناعية لمطار الشعيرات (أ.ب)
صورة من الأقمار الصناعية لمطار الشعيرات (أ.ب)
TT

ترمب يعاقب الأسد بـ59 صاروخ توماهوك

صورة من الأقمار الصناعية لمطار الشعيرات (أ.ب)
صورة من الأقمار الصناعية لمطار الشعيرات (أ.ب)

نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديداته التي أطلقها ضد النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، بعد القصف الكيماوي الذي تعرضت له بلدة خان شيخون في شمال سوريا قبل أيام، مستهدفاً مطار الشعيرات العسكري بـ59 صاروخا.
وذكر مسؤول أميركي أن الجيش الأميركي أطلق بأمر من ترمب فجر اليوم الجمعة 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك، استهدفت مطار الشعيرات العسكري «المرتبط ببرنامج» الأسلحة الكيماوية السوري، و«المتصل مباشرة» بالأحداث «الرهيبة» التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريحات إن «المطار دمر بشكل شبه كامل بما فيه من طائرات وقواعد دفاع جوي»، مشيرا إلى أن «مدرج المطار وحظائر الطائرات ومخزن الوقود ومبنى الدفاع الجوي جميعها دمرت بشكل كامل»، كما طالت الأضرار مساكن الضباط في المطار. وكشف أن الضربة الأميركية أسفرت عن «مقتل أربعة عسكريين بينهم ضابط برتبة عميد» بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى.
وقالت مصادر في المعارضة السورية إن الضربة الأميركية أسفرت عن تدمير 12 طائرة حربية، وتدمير المطار «بشكل كامل». وأوضحت المصادر أن «12 طائرة من نوع ميغ وسوخوي دمرت وهي في مرابضها في المطار إضافة إلى تدمير مدرجين بشكل كامل وخزان وقود ومستودعات أسلحة وأن انفجارات عنيفة هزت المنطقة»، لكن «خروج القوات من القاعدة قبل تعرضها للقصف قلل من حجم الأضرار البشرية إلا أن المطار دُمر بشكل كامل».
ويعد مطار الشعيرات ثاني أكبر مطار عسكري في سوريا، ويضم «طائرات سوخوي 22. وسوخوي 24. وميغ 23»، وهو المطار الذي يعتقد أنه أقلعت منه طائرة السوخوي التي قصفت خان شيخون.
ووجه ترمب خطابا إلى الأمة نقلته شاشات التلفزة مباشرة من منزله في فلوريدا قال فيه «الثلاثاء، شن الديكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيماوية على مدنيين أبرياء». أضاف: «باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد أرواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة». وتابع: «الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيماوي. من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية القاتلة». ودعا «كل الدول المتحضرة إلى الانضمام إلينا في السعي إلى إنهاء المجزرة وسفك الدماء في سوريا والقضاء على الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله».
وأتت الضربة العسكرية الأميركية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع قرار ردا على «الهجوم الكيماوي» على خان شيخون الذي أودى بحياة 86 شخصا بينهم 30 طفلا، وذلك بعد أن أكدت موسكو أن الطيران الحربي السوري استهدف مستودعا للفصائل المعارضة يحتوي «مواد سامة».
وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن الضربة الصاروخية التي نفذتها واشنطن دليل على استعداد الرئيس الأميركي للتحرك عندما تقوم دول «بتجاوز الخط»، معتبرا أن موسكو فشلت في تحمل مسؤولياتها في سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة أبلغت روسيا مسبقا بالضربة. وقال المتحدث باسم البنتاغون إن «المخططين العسكريين الأميركيين اتخذوا احتياطات للحد من خطر وجود طواقم روسية أو سورية في القاعدة الجوية».
وفي تعليق أول، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الضربة الأميركية على قاعدة جوية للنظام السوري ألحقت «ضررا هائلا بالعلاقات بين موسكو وواشنطن»، معتبرا أنها «عدوان على دولة ذات سيادة». ونسب إلى بيسكوف القول إن الرئيس الروسي يعتبر التحرك الأميركي «عدوانا على دولة ذات سيادة»، «بذريعة مختلقة»، ومحاولة لصرف انتباه العالم عن أعداد القتلى المدنيين في العراق.
كما نقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين القول اليوم الجمعة إن الرئيس فلاديمير بوتين يعتقد أن الضربات الأميركية شكلت انتهاكا للقانون الدولي وأضرت بشدة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.
أما في طهران، فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي إدانة بلاده «بشدة». وقال: «ندين أي عمل عسكري أحادي والضربة الصاروخية التي نفذتها بوارج أميركية على قاعدة الشعيرات الجوية بحجة هجوم كيماوي مشبوه الثلاثاء في خان شيخون».
وفيما لم يصدر عن النظام السوري بعد أي تعليق، وصف التلفزيون الرسمي السوري الضربة الأميركية بـ«العدوان»، بينما رحب الائتلاف السوري المعارض بالضربة، على لسان رئيس الدائرة الإعلامية أحمد رمضان، الذي أكد أن «الائتلاف السوري يرحب بالضربة ويدعو واشنطن لتقويض قدرات الأسد في شن الغارات». أضاف: «ما نأمله استمرار الضربات لمنع النظام من استخدام طائراته في شن أي غارات جديدة أو العودة لاستخدام أسلحة محرمة دوليا، أن تكون هذه الضربة بداية».
أما في المواقف المرحبة، فقد أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن بلاده كانت على اتصال وثيق على كل المستويات مع الحكومة الأميركية بشأن الضربات في سوريا، وهو الموقف الذي أعلنه أيضاً وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أبلغت فرنسا مسبقا بالضربة. وكرر القول إن «استخدام الأسلحة الكيماوية أمر مروع ويجب أن تتم المعاقبة عليه لأنه جريمة حرب».
وعلى الصعيد المرحب أيضاً رحب نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموس بالضربة الأميركية على سوريا، ودعا إلى ضرورة معاقبة نظام الأسد. وأعرب عن أمله في أن «تسهم هذه العملية في صنع السلام»، وأن «تساعد في منع الأسد من ارتكاب المزيد من الخطوات الوحشية».
أما عربياً، فقد نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، تأكيده تأييد المملكة الكامل للعمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية في سوريا، محملاً النظام السوري مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية، ومنوهاً بهذا القرار الشجاع للرئيس ترمب الذي يمثل رداً على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.