الجمهوريون في مجلس الشيوخ يعدلون قواعد التصويت لتثبيت غورستش

الديمقراطيون يحذرون من تداعيات «الخيار النووي»

الجمهوريون في مجلس الشيوخ يعدلون قواعد التصويت لتثبيت غورستش
TT

الجمهوريون في مجلس الشيوخ يعدلون قواعد التصويت لتثبيت غورستش

الجمهوريون في مجلس الشيوخ يعدلون قواعد التصويت لتثبيت غورستش

أقرَّت الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس، تعديلاً لقواعد التصويت في المجلس، فيما يُعرف بـ«الخيار النووي»، لفرض تثبيت القاضي المحافظ نيل غورستش مرشح الرئيس دونالد ترمب في المحكمة العليا.
وخلال تصويت إجرائي بثته أبرز القنوات الإخبارية الأميركية، صادق أعضاء المجلس الجمهوريون الـ52 على خفض عدد الأصوات المطلوب للحصول على الغالبية من 60 إلى 51 صوتاً، بينما ندَّدَت المعارضة الديمقراطية التي كانت عارضت تثبيت غورستش بهذا الأسلوب محذرة من عواقبه.
وقال زعيم الكتلة الديمقراطية تشاك شومر إن «قاعدة 60 صوتاً تشكل ضمانة ديمقراطيتنا (...) وضمانة ضد التطرف القضائي». وغورستش (49 عاماً) الذي اختاره ترمب في يناير (كانون الثاني)، ينبغي تثبيته القاضي التاسع في المحكمة خلال عملية تصويت، اليوم (الجمعة). والمقعد شاغر منذ فبراير (شباط) 2016، بعد الوفاة المفاجئة للقاضي المحافظ أنطونين سكاليا.
ورأى ميتش ماكونل، زعيم الغالبية الجمهورية، في عرقلة الديمقراطيين «تصعيداً يسارياً في حربهم القانونية الدائمة»، مشدداً على أن ذلك لن يتم التسامح معه. ونادراً ما أدى تعيين قاضٍ في المحكمة العليا إلى مثل هذا الخلاف الحزبي في التاريخ الأميركي.
والعام الماضي، رفض الجمهوريون النظر في تعيين قاضٍ اختاره باراك أوباما في المحكمة بسبب اقتراب الانتخابات الرئاسية وتفوُّقِها على غيرها من المسائل. وقد أدى هذا الاستقطاب المتزايد في الحياة السياسية إلى هذا التغيير، أمس (الخميس).
وفي مجلس الشيوخ، أي سيناتور لديه الفرصة للتحدث من دون مهلة زمنية. وبغية تقصير النقاشات، تمّ تغيير القاعدة التي تؤكد ضرورة الحصول على غالبية مؤهلة من ثلاثة أخماس من 100 من أعضاء مجلس الشيوخ، أو 60 صوتاً. لكن الغالبية الجمهورية الحالية لديها 52 من أعضاء مجلس الشيوخ مقابل 48 للديمقراطيين فقط.
ويعارض الديمقراطيون القاضي غورستش الذي قرر الجمهوريون تثبيته بكل الوسائل المتاحة، فاتخذوا قرارا غير عادي لتغيير النظام، ليصبح بفارق صوت واحد. وكان الديمقراطيون مهدوا الطريق أمام هذا التغيير في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، عندما كانوا الغالبية إبان رئاسة أوباما. ولكسر الجمود المتعلق بالتعيينات، خفَّضُوا حينها السقف إلى 51 صوتاً لتعيين القضاة الاتحاديين ووظائف أخرى، باستثناء المحكمة العليا.
لكن الجمهوريين ألغَوا هذا الاستثناء، إلا أن نسبة الثلاثة أخماس تبقى سارية المفعول لجميع القوانين.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».