تصاعد التوتر، أمس، في الضفة الغربية، بعد أن أقدم فلسطيني على قتل إسرائيلي وإصابة آخر، في عملية دهس جديدة قرب رام الله، قبل أن يصيبه الجيش الإسرائيلي ويعتقله، ومن ثم يقطع مستوطنون طرقاً في الضفة أمام الفلسطينيين، ويرفعون شعارات الانتقام.
وقال الجيش الإسرائيلي إن فلسطينياً صدم إسرائيليين عمداً بسيارته، مما أسفر عن مقتل أحدهما وإصابة الآخر على مقربة من مستوطنة عوفرا، قرب رام الله.
وقال شهود عيان إن الفلسطيني زاد من سرعة المركبة التي يقودها عند موقف لانتظار الحافلات، ودهس منتظرين هناك، ثم أظهرت صور التقطت من مكان الحادث قائد السيارة مكبلاً معصوب العينين، وسط حراسات إسرائيلية.
وأعلنت مصادر فلسطينية لاحقاً أن سائق المركبة هو أحمد موسى حامد (21 عاماً)، من سكان بلدة سلواد القريبة، وشككت في رواية الجيش بأنه حادث متعمد.
ويقول الفلسطينيون إن حوادث السير العادية تحولها إسرائيل بالعادة إلى هجمات.
وزاد الهجوم من مخاوف الإسرائيليين من تصاعد محتمل للعمليات خلال فترة عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ منتصف الشهر الحالي، وهي الفترة التي تتوقع فيها إسرائيل أن تحاول حركة حماس الانتقام لمقتل مازن فقها، وهو مسؤول في القسام في غزة قتله مجهولون قبل أسبوعين وسط القطاع، واتهمت حماس إسرائيل بالمسؤولية عن الاغتيال، ونفت إسرائيل.
وباركت حماس عملية الدهس، وقال الناطق الإعلامي باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع: «نبارك عملية الدهس البطولية على مفترق عوفرا قرب رام الله، وهي ردٌ على جرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة بحق شعبنا، وامتدادٌ لبطولاته وتضحياته في انتفاضة القدس».
وفي بيان له، قال المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن العملية تثبت أن موجة هجمات الطعن والدهس التي أظهرت تراجعاً في العام الماضي لا تزال مستمرة، وأضاف قاسم: «لا أمن لجيش الاحتلال، ولا المستوطنين، ما دام أنه يتنكر لحقوقنا، ويحتل أرضنا، ويعتدي على شعبنا ومقدساتنا»، وتابع: «الشباب المنتفض في الضفة يؤكد أن فلسطين بوصلتهم، والمقاومة واجبهم، والاحتلال لا يمكن إلا أن يكون عدوهم».
ودعا قاسم إلى دعم الانتفاضة في كل المجالات، وأكد أنه «واجب وأولوية وطنية»، وإسنادها ضروري.
ومع مقتل الإسرائيلي، أمس، يكون 39 إسرائيلياً قد قتلوا في العمليات التي نفذها فلسطينيون منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2015، مقابل 242 فلسطينياً على الأقل قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي.
وتعيش الضفة الغربية حالة من اللاسلم واللاحرب، وتشتعل بين الفينة والأخرى بسبب عمليات مماثلة، أو عمليات اغتيال وقتل بدم بارد، ينفذها الجيش الإسرائيلي الذي يعمل في مناطق السلطة الفلسطينية، ليل نهار.
واعتقل الجيش الإسرائيلي، أمس، 24 فلسطينياً في أنحاء الضفة الغربية، في حملة مداهمات واسعة طالت معظم مناطق الضفة.
وبعد ساعات قليلة من تنفيذ عملية رام الله، أقدم عشرات المستوطنين في جنوب نابلس على إغلاق الطريق الرئيسي أمام حركة الفلسطينيين، ومنعوهم من الوصول إلى قراهم، ونزل نحو 30 مستوطناً من مستوطنة «يتسهار»، جنوب نابلس، إلى الشوارع، وقطعوا الطريق أمام حركة مرور الفلسطينيين، تحت حماية جنود الاحتلال.
ورفع المستوطنون لافتات كتب عليها «الانتقام»، وتسببوا في أزمات كبيرة، ومنعوا فلسطينيين من العودة إلى قراهم لوقت طويل.
مقتل إسرائيلي في عملية دهس قرب رام الله
عززت مخاوف تل أبيب... و{حماس} باركتها
مقتل إسرائيلي في عملية دهس قرب رام الله
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة