40 في المائة زيادة في حضور معرض الرياض العقاري هذا العام.. والتمويل العلامة الفارقة

خبير: الأسعار ستظل مستقرة على ما هي عليه لخمس سنوات

تبلغ قيمة أسعار العقارات في أحياء شمال الرياض ثلاثة أضعاف مثيلاتها في جنوب وغرب الرياض رغم تشابه المواصفات والخدمات مما أثر سلبا على أسعار العقار (تصوير: خالد الخميس)
تبلغ قيمة أسعار العقارات في أحياء شمال الرياض ثلاثة أضعاف مثيلاتها في جنوب وغرب الرياض رغم تشابه المواصفات والخدمات مما أثر سلبا على أسعار العقار (تصوير: خالد الخميس)
TT

40 في المائة زيادة في حضور معرض الرياض العقاري هذا العام.. والتمويل العلامة الفارقة

تبلغ قيمة أسعار العقارات في أحياء شمال الرياض ثلاثة أضعاف مثيلاتها في جنوب وغرب الرياض رغم تشابه المواصفات والخدمات مما أثر سلبا على أسعار العقار (تصوير: خالد الخميس)
تبلغ قيمة أسعار العقارات في أحياء شمال الرياض ثلاثة أضعاف مثيلاتها في جنوب وغرب الرياض رغم تشابه المواصفات والخدمات مما أثر سلبا على أسعار العقار (تصوير: خالد الخميس)

أنعشت القرارات الحكومية الأخيرة المتعلقة بقطاع تمويل المساكن الإقبال على معرض الرياض للعقارات والإسكان والتطوير العمراني الذي اختتم أعماله مؤخرا، حيث وصل الإقبال بحسب عقاريين مشاركين إلى نسب تراوحت بين 30 و40 في المائة، مقارنة بالعام الماضي الذي شهد انحسارا كبيرا في الحضور، وعزوا ذلك الحضور الكبير إلى الشركات والمصارف التي ألقت ما في جعبتها من مشروعات ومخططات، بقصد الاستفادة من المعرض الذي يعد جاذبا قويا للعملاء باختلاف احتياجاتهم ورغباتهم تحت سقف واحد.
وأجمع العقاريون على أن فتح باب التمويل العقاري شكّل علامة فارقة في المعرض، خصوصا أن أكثر من 90 في المائة من الطلبات المقدمة تتم بطريقة الشراء بالآجل، وسيطرت الفيلات الجاهزة الصغيرة على الطلب الأكبر، ومن ثم الأراضي، وتذيلت الشقق السكنية الترتيب في الطلب، ولوحظ اختفاؤها بشكل كبير عن معروضات الشركات العقارية التي لم يحرص معظمها على طرح هذا النوع من العقار في الوقت الحالي.
وقال محمد السبعان، الرئيس التنفيذي لشركة «دواوين» العقارية «إن الإقبال هذا العام مطمئن للغاية، حيث زاد بما يتراوح بين 30 و40 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، والشريحة الكبرى من العملاء تبحث عن الفيلات الجاهزة»، معرجا على أن المعضلة تكمن في بحث معظم العملاء على المشروعات الواقعة في شمال الرياض، وهي مشكلة كبيرة ونوع من الموضة أسهم في ارتفاع أسعار تلك المناطق إلى ثلاثة أضعاف، عن سعر مثيلاتها في جنوب العاصمة وغربها، على الرغم من تشابه الخدمات التي توفرها المشروعات الحديثة.
ولفت إلى أنهم كشركة عقارية يبحثون عن إقامة المشروعات التي يستطيع المشتري التملك فيها بسهولة في ظل ارتفاع الأسعار، لذلك افتتحوا - مؤخرا - مخطط أراض في جنوب الرياض «حي الشفا» وغربه، بأسعار رخيصة تبدأ من 700 ريال للمتر الواحد. وأضاف «سبب طرحنا للمخطط في جنوب الرياض هو تميز خدماتها وأسعارها، مما يُمكّن الطبقات الوسطى والمحدودة من التملك، خصوصا أن سعر الأرض هو الحلقة الأغلى في مسلسل البناء»، مبديا تعجبه من عزوف المواطنين عن تملك الشقق على الرغم من أنه خيار ممتاز للأسر الصغيرة والمتوسطة، وهم الشريحة الأكبر من الباحثين عن السكن. وتابع أن «لمشروعات وزارة الإسكان المعلنة أثرا في ركود حالة السوق، لكن الواقع يقول إن الوزارة لن تستطيع تحمل الطلب الكبير بمفردها دون التكاتف مع الشركات العقارية والمطورين».
وكان معرض الرياض للعقارات والإسكان والتطوير العمراني الذي اختتم أعماله في العاصمة السعودية مؤخرا، قد أعلن عن إتمام ألفي صفقة تمويل واعتماد مبدئي لـ12 مخطط تطوير عقاري من قبل وزارة التجارة والصناعة السعودية. وكشفت بيانات صدرت عن منظمي المعرض، الذي شهد مشاركة أكثر من 80 شركة وبنكا، أن عدد الزوار تخطى خمسين ألف زائر من مختلف الشرائح الاجتماعية والاستثمارية، فيما سجل المعرض توقيع الكثير من العقود والشراكات بين المطورين والممولين ومديري الصناديق العقارية.
وفي السياق ذاته، أكد ناصر القحطاني، مساعد المدير العام لشركة «نجوم السلام» للاستثمار والتطوير العقاري، أنه من الخطأ الاعتقاد بأن مثل هذه المعارض تلبي طلب المشروعات السكنية فقط، إلا أنه يمكن القول إنها تلبي النسبة الأكبر بـ60 في المائة من المشروعات الأخرى المساندة مثل القطاع الصناعي والتجاري، الذي يستحوذ على 40 في المائة من موجودات المعرض.
وهناك شريحة كبيرة من الزوار أبرموا صفقات مشروعات صناعية وتجارية على غرار المشروعات السكنية، مقدرا أن هناك انخفاضا في أسعار العقار هذا العام عن العام الماضي بنسبة لامست الـ20 في المائة عما كانت عليه، متوقعا أنه خلال السنوات الخمس المقبلة لن يكون هناك ارتفاع يذكر في الأسعار وسيكون استقرار قيم العقار سمة بارزة له.
وحول قدرة وزارة الإسكان على تلبية طلبات المواطنين، أكد القحطاني أنه من الخطأ الاعتقاد بأن الوزارة تستطيع بمفردها تغطية السوق، إذ تحتاج إلى التعاون مع المطورين العقاريين لإنجاح الأمر باعتبار أنهم ركيزة أساسية في عملية تملك العقار في البلاد، ومن الخطأ تهميشهم، لافتا إلى أن المعروض الحالي في السوق يقل كثيرا عن الطلب، وهو سبب الارتفاع الحاصل في الأسعار، موضحا أن الوزارة تحتاج على أقل تقدير إلى خمس سنوات من أجل تلبية الطلبات بشكل كبير، ناهيك عن الطلبات الجديدة والنمو الحاصل في الطلب الذي يزيد عاما بعد آخر.
ووفقا للبيانات الصادرة، فقد بلغ إجمالي العقود المبرمة ألفي عقد تمويل عقاري، تمت في جناح وزارة التجارة والصناعة بالمعرض الذي تمثله لجنة البيع على الخارطة، كما تم اعتماد الملفات المبدئية لعدد 12 مخطط تطوير عقاري بمليارات الريالات، سيجري الإعلان عن تفاصيلها من الوزارة لاحقا، وحُدد موعد الدورة المقبلة من المعرض خلال الفترة من 26 إلى 29 أبريل (نيسان) من العام المقبل.
وفي صلب الموضوع، كشف متعب الخريجي، مدير المبيعات والتسويق في شركة «التحالف» العقارية، أن أكثر من 90 في المائة من عمليات الشراء في السوق تتم عبر التمويل العقاري، معظمها تركزت على أحياء شمال الرياض دون غيره، مما يعكس فجوة ملحوظة في الطلب عن باقي الأحياء، وأن الأغلبية تبحث عن المساحات الواسعة نوعا ما، التي تصل إلى 400 متر مسطح بناء، كما يعرضون هم حاليا، موضحا أن الشريحة المؤثرة تبحث عن مشروعات السكن والتملك، والنسبة الأقل هي التي تبحث عن المشروعات الاستثمارية.
وحول أسعار العقار بشكل عام، أكد الخريجي أن مواصفات البناء والجودة والموقع هي المعيار الأساسي لتحديد الأسعار، لافتا إلى أنهم يمتلكون مشروعين مختلفين، أحدهما في غرب الرياض والآخر في شمالها، وأن الأسعار فيما بينهما مختلفة نظرا لاختلاف المواصفات فيهما، وهي نقطة يجب مراعاتها، وهي تقدير منطقة المشروع مع المواصفات التي يجب أن تكون موجودة فيه.
وزاد الخريجي أن «هناك شريحة لا يمكن تغافلها من محدودي الدخل الذين يبحثون عن الشقق، إلا أن الشركات المطورة الموجودة لم تطرح هذا النوع من المشروعات بشكل كبير، مما جعل النقص في هذا الفرع العقاري جليا هذا العام، إلا أن المعرض بشكل عام كان مميزا من ناحية الحضور والصفقات العقارية التي أبرمت، وانعكس ذلك على التقاء الشركات بالجمهور لتحديد احتياجاتهم وطلباتهم لتوفيرها في المشروعات المستقبلية».



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».