كلاوديو تابيا: العالم كله يرى أداء «منتخب التانغو» سيئاً

رئيس اتحاد الكرة الأرجنتيني يؤكد قدرته على تقليص عقوبة ميسي

لاعبو الأرجنتين بعد الهزيمة من بوليفيا (رويترز)  -  ميسي ونقاش مع مساعد الحكم الذي أدى إلى إيقافه (أ.ف.ب)
لاعبو الأرجنتين بعد الهزيمة من بوليفيا (رويترز) - ميسي ونقاش مع مساعد الحكم الذي أدى إلى إيقافه (أ.ف.ب)
TT

كلاوديو تابيا: العالم كله يرى أداء «منتخب التانغو» سيئاً

لاعبو الأرجنتين بعد الهزيمة من بوليفيا (رويترز)  -  ميسي ونقاش مع مساعد الحكم الذي أدى إلى إيقافه (أ.ف.ب)
لاعبو الأرجنتين بعد الهزيمة من بوليفيا (رويترز) - ميسي ونقاش مع مساعد الحكم الذي أدى إلى إيقافه (أ.ف.ب)

كشف كلاوديو تابيا، رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، أن العالم أجمع يرى أن منتخب بلاده يلعب بشكل سيئ، رغم ضمه لنجوم كبار، مثل ليونيل ميسي، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لم يتخذ أي قرار حتى الآن بشأن مستقبل مدرب الفريق إدغاردو باوزا.
وقال تابيا في مقابلة نشرتها صحيفة «لا ناسيون» الأرجنتينية: «العالم كله يرى أن الأرجنتين تلعب بشكل سيئ، يمكننا اللعب بشكل أفضل في ظل وجود هؤلاء النجوم، كنا نحتاج إلى الفوز أمام تشيلي بأي طريقة، هناك أمران في هذا الخصوص: الحاجة إلى تحقيق الفوز واللعب بشكل جيد، أحياناً لا يمكن القيام بكل شيء». ويرى تابيا، الذي كان المرشح الوحيد لرئاسة الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، ضرورة عدم التعجل والتسرع في اتخاذ قرار بشأن باوزا. وأضاف تابيا قائلاً: «أرغب في التحدث معه والاستماع له لأعرف حقيقة ما يفكر فيه، أرغب أيضاً في التحدث مع اللاعبين، لأن اللاعبين جزء مهم للغاية، سأستغلّ فرصة ذهابي لأوروبا من أجل عقوبة ميسي للتحدث معه ومع ماسكيرانو ومع اللاعبين البارزين الآخرين في المنتخب، وبعد ذلك سنخضع كل شيء للتحليل». واستطرد المسؤول الأرجنتيني قائلا: «إذا قرر باوزا الرحيل، فإن علينا دون شك أن نحضر المدرب الأفضل».
ورفض تابيا الكشف عن الأسماء المرشحة لخلافة باوزا، إلا أنه عند سؤاله عن استعداد اتحاد الكرة الأرجنتيني لدفع قيمة الشرط الجزائي المدرَج في تعاقد المدرب خورخي سامباولي مع إشبيلية الإسباني، أشار تابيا قائلاً: «هناك خيارات جديدة من أجل توفير مصادر للدخل». وفي هذا السياق، أوضح تابيا أن التعاقد المبرَم بين الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، وشركة «فكوس تورنر» المتعلق بحقوق البث التلفزيوني للبطولات المحلية، سينعش خزينة الاتحاد بشكل مرضٍ. وأكد تابيا أنه سيسعى إلى دعم المنتخب الأرجنتيني مادياً من خلال تعاقدات جديدة لإقامة مباريات ودية، وقال: «سنذهب إلى اللعب في الشرق عندما تحين فترة المباريات الدولية».
وبالإضافة إلى ذلك، سيعمل باوزا بشكل مكثف على المفاوضات الحالية مع شركة «أديداس» للملابس الرياضية بشأن تعديل التعاقد بين الطرفين. وأعرب رئيس اتحاد الكرة الأرجنتيني عن ثقته الكبيرة في إمكانية تخفيف العقوبة الموقعة من الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» على النجم ليونيل ميسي بالإيقاف أربع مباريات دولية، على خلفية قيامه بإهانة أحد الحكام في المباراة، التي جمعت بين الأرجنتين وتشيلي في 23 مارس (آذار) الماضي، في تصفيات المونديال وانتهت بفوز منتخب «التانغو» 1/ صفر. واختتم تابيا قائلاً: يحدوني أمل كبير... لقد تعاقدنا مع أفضل المحامين وسيرافقوننا (إلى «الفيفا»)، ندرك أنه علينا أن نعيد بناء علاقتنا مع كونميبول (اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم)، دائماً كان منصب نائب رئيس «الفيفا» من نصيبنا، العلاقات السياسية تشكل دعماً، نحن نفتقدها في الوقت الراهن.
وتواجه الأرجنتين، أزمة حقيقية، خصوصاً في ظل غياب ميسي بعد الخسارة دونه، أمام بوليفيا (0 - 2)، لتحتل الترتيب الخامس بـ22 نقطة، وتتبقى لها 4 مباريات، يغيب ميسي عن ثلاث منها. كان ميسي، دافع عن نفسه في مذكرة أرسلها لـ«فيفا»، أوضح فيها أنه قام بالتحاور مع أحد الحكام المساعدين «بشكل ودي»، دون أن تتضمن تلك المحادثة، بحسبه «أي نوع من الإهانة، أو السباب للحكم».
وأشار ميسي في مذكرته: «وما يؤكد هذا الموقف، أن الحكم المساعد، لم يطلب في أي وقت الحديث مع حكم الساحة، ولا حتى للفت انتباهه حول سلوكي».
من جهته، أكد نجم الكرة الأرجنتينية ميسي أنه يتفهم موقف الجماهير، التي تطالب منتخب بلاده بالفوز بأحد الألقاب، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لا أحد يرغب أكثر من اللاعبين أنفسهم في تحقيق لقب. وقال ميسي في تصريحات للنسخة اللاتينية لمجلة «اسكواير»: «أتفهم موقف الناس التي تطالب منتخبها بالفوز بشيء ما، ولكن لا أحد يرغب في هذا أكثر من هؤلاء الذين يُعدّون جزءاً من الفريق القومي، نحن نرغب في الفوز بهذا اللقب».
ونفى مهاجم برشلونة الإسباني أن تكون الانتقادات تؤثر عليه سلبياً، حيث قال إنه لا يكترث بها، وأضاف: «نعرف أننا مُعرَّضون لهذا في كل يوم». وكشف ميسي أن اللقب الأكثر قيمة بالنسبة له هو الفوز بالميدالية الذهبية لأولمبياد بكين 2008، وتابع قائلاً: «اللقب الأكثر قيمة هو لقب الأولمبياد، لأنها بطولة تُلعَب لمرة واحدة في العمر، ولأنك تتعايش فيها مع رياضيين من مختلف الثقافات».
واستطرد ميسي قائلا: «كانت هناك تضحيات كثيرة لكي أصل لمرتبة اللاعب الكبير، ولكنها ليست أكثر من تلك، التي يقدمها أي عامل من أجل أن يوفر حياة كريمة لأسرته». ورداً على سؤال عن رأيه في السنوات، التي تولى خلالها بيب غوارديولا القيادة الفنية لبرشلونة، أكد ميسي أنه وزملاءه يشعرون بالفخر بأنهم كانوا جزءاً من ذلك الفريق.
وأكد قائد المنتخب الأرجنتيني أنه أصبح يتمتع بهدوء أكبر في الوقت الحالي من أجل التفكير واختيار القرار الصحيح داخل الملعب، على خلاف ما كان يحدث معه في عام 2004، الذي شهد بدايته مع عالم الساحرة المستديرة. وأكمل ميسي قائلاً: «لقد كنتُ ألعب في مراكز مختلفة آنذاك».
وفيما يتعلق بحياته الشخصية حصر ميسي أفضل أوقات فراغه بين شيئين، وهما الوجود مع ابنيه والاستمتاع باللعب معهما، بالإضافة إلى مشاهدة التلفزيون. ويقسم اللاعب الأفضل في مونديال البرازيل 2014 وقت فراغه بين أسرته والتلفزيون والخلود إلى النوم، كما يخصص بعض الوقت لهؤلاء، الذين يتواصل معهم يومياً من خلال الرسائل النصية، على حد قوله. وتعتبر هذه هي المقابلة الصحافية الأولى، التي يقوم بها ميسي، المولود بمدينة روساريو الأرجنتينية، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما قَرَّر مع زملائه في المنتخب الأرجنتيني التوقف عن التعامل مع وسائل الإعلام، بعد الاتهامات التي كالها أحد الصحافيين للمهاجم ازيكيل لافيتزي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».