الجيش التركي يوقف شيشانياً تسلل من سوريا لتنفيذ هجوم إرهابي

إحالة عدد من الصحافيين على القضاء العسكري بتهمة دعم التطرف

جندي تركي في منطقة الجدار الفاصل الذي تنشئه تركيا على الحدود مع سوريا (رويترز)
جندي تركي في منطقة الجدار الفاصل الذي تنشئه تركيا على الحدود مع سوريا (رويترز)
TT

الجيش التركي يوقف شيشانياً تسلل من سوريا لتنفيذ هجوم إرهابي

جندي تركي في منطقة الجدار الفاصل الذي تنشئه تركيا على الحدود مع سوريا (رويترز)
جندي تركي في منطقة الجدار الفاصل الذي تنشئه تركيا على الحدود مع سوريا (رويترز)

أوقفت قوات من الجيش التركي 18 شخصا كانوا يحاولون الدخول إلى البلاد بطرق غير شرعية عبر الحدود مع سوريا، بينهم شيشاني يحمل متفجرات يشتبه بأنه كان يخطط لهجوم إرهابي.
وقال بيان لرئاسة هيئة أركان الجيش التركي، أمس الثلاثاء، إن قوات الأمن عثرت على 1.5 كيلوغرام من المتفجرات وقنبلتين يدويتين في حقيبة الشيشاني الموقوف، مشيرا إلى أن المجموعة التي اعتقلت ضمت تسعة رجال آخرين وأربع نساء وأربعة أطفال. وكانت روسيا أعلنت حالة التأهب حيال المتمردين الناطقين بالروسية العائدين من سوريا، حيث قاتلوا في صفوف تنظيم داعش الإرهابي وسط مخاوف من أي محاولات لاستئناف الهجمات التي شهدتها البلاد قبل سنوات. وكان انفجار في عربة قطار في سان بطرسبرغ أسفر، أول من أمس (الاثنين)، عن مقتل 14 شخصا وإصابة 50 بجروح. وقالت وكالة «إنترفاكس» الروسية، إن المنفذ المشتبه به انتحاري قيرغيزي على صلة بمتشددين.
وأوقفت تركيا في الفترة الأخيرة في سلسلة من الحملات الأمنية مئات من العناصر التي يشتبه في انتمائها لـ«داعش» غالبيتهم من الأجانب وعدد كبير منهم دخل من الأراضي السورية.
وصعدت تركيا من حملاتها في أنحاء البلاد على خلفية هجوم ليلة رأس السنة الذي نفذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنى بـ«أبو محمد الخراساني» في نادي رينا، مخلفا 39 قتيلا وعشرات المصابين، وخلال هذه الحملات ألقي القبض على العشرات من مواطني الجمهوريات السوفياتية السابقة ومن آسيا الوسطى.
على صعيد آخر، انتهى الادعاء العام في إسطنبول من إعداد لائحة الاتهام بحق عدد من الكتاب والمسؤولين التنفيذيين في صحيفة «جمهوريت» اليومية في القضية المتعلقة بنشر مقاطع فيديو لما عرف بأنه عملية نقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى «داعش» وجماعات متشددة في سوريا بواسطة حافلات تابعة للمخابرات التركية في يناير (كانون الثاني) 2014.
وطالب الادعاء العام في مذكرته التي أعدها بعد خمسة أشهر من التحقيقات ووجهها أمس الثلاثاء إلى المحكمة العسكرية في إسطنبول، بالحكم بالسجن على جميع المشتبه فيهم وعددهم 19 متهما. وجاء رئيس تحرير الصحيفة السابق جان دوندار، المقيم حاليا في ألمانيا، بصفته متهما رئيسيا في لائحة الاتهام التي أعدها مكتب المدعي العام في إسطنبول. وتشمل الاتهامات الموجهة إلى المشتبه فيهم الانضمام إلى منظمة إرهابية مسلحة ومساعدة منظمة إرهابية دون الانضمام إليها. وطالب الادعاء بالحكم بالسجن لمدة تتراوح بين 7.5 و15 عاما على جان دوندار رئيس التحرير السابق، ومراد صابونجو عضو مجلس الإدارة، والكتاب قدري جورسيل وإيدين إنجين وبولنت ينر وجونزيلي أوزالتاي، بتهمة مساعدة منظمة إرهابية دون العضوية فيها. وطالبت النيابة بالسجن لمدة تتراوح بين 11.5 و43 عاما لهم.
كما طلب الادعاء العام عقوبة السجن لكل من بولنت أوتكو ورسام الكاريكاتير موسى كارت، والكتاب هاكان كاراسينير، ومصطفى كمال جونجور، وحكمت أصلان شيتينكايا، لمدد تتراوح ما بين 9.5 و29 عاما.
كما طالب الادعاء العام بالحكم بالسجن على الكاتب الصحافي أحمد شيك ما بين 7.5 و15 عاما، بتهمة الانتماء والمساعدة لحزب العمال الكردستاني وحزب جبهة التحرير الشعبي الثوري.
وكان شيك والصحافي نديم شنر اعتقلا كجزء من قضية تلفزيون «أودا تي في» المثيرة للجدل في عام 2011، وأمضى كل منهما أكثر من عام في السجن في انتظار المحاكمة. وأحمد شيك هو مؤلف كتاب «جيش الإمام»، الذي ركز فيه على أتباع حركة الخدمة التي يتزعمها الداعية فتح الله غولن المتهم من جانب السلطات بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف يوليو (تموز) الماضي داخل الشرطة والقضاء في الوقت الذي كانت فيه الحركة قريبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وتم الإفراج عن الثنائي في نهاية المطاف في 12 مارس (آذار) 2012، وتم القبض على شيك مرة أخرى في 30 ديسمبر (كانون الأول) 2016 بسبب كثير من التغريدات والمقالات اليومية في صحيفة «جمهوريت».
وجاء في لائحة الاتهام أن صحيفة «جمهوريت» اليومية انطلقت في عملها بناء على أوامر من مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، ولكن في عام 2013 «تم الاستيلاء عليها» من قبل جماعة غولن.
وأضافت أنه عندما تولى جان دوندار رئاسة تحرير الصحيفة حادت عن طريقها ودخلت آخر، وأصبح هو المدافع والحامي لحركة غولن وحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري واتحاد المجتمعات الكردستانية وحزب جبهة التحرير الشعبي الثورية المحظور.
ولفتت لائحة الاتهام إلى أن الصحيفة بدأت حملة هجوم مكثفة على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والحكومة، وأصبحت توفر أساسا للأعمال غير القانونية، وتسعى لإضفاء الشرعية على أعمال حزب العمال الكردستاني المحظور.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.